فكرة … مهرجان حمص هل يكون الأفضل

يقدم مهرجان حمص الثقافي الفني هذا العام الكثير من الرسائل خلال عودته بعد حوالي عشر سنوات من التوقف ومن أهم تلك الرسائل أن حمص التي تقع في قلب سورية عادت إلى حياتها الطبيعية والدليل على ذلك عودة الأمن والأمان إلى الأحياء والمناطق التي كان سيطر عليها المسلحون بحرب ظالمة و صمود أهلها وانجازات الجيش العربي السوري في تحرير الكثير من تلك المناطق الساخنة أعاد الثقة والطمأنينة التي انعكست بدورها على حياة المواطنين الذين عادوا لممارسة حياتهم الطبيعية اليومية التي كانت في سنوات ما قبل الحرب الكونية،وعدنا نشهد الازدحام في الطرقات والأسواق ليلاً ونهاراً ومع تلك العودة الميمونة للحياة الطبيعية كان من البديهي أن تعود الأنشطة الثقافية والفنية إلى المدينة التي كانت تعج بها في مدينة زارها كبار الفنانين والأدباء شاركوا في مهرجاناتها السنوية التي كانت تقام على مدار العام إلى حد أن الأدباء والمثقفين العرب أطلقوا على حمص اسم عاصمة الثقافة في سورية نظراً لغزارة نشاطاتها النوعية التي كانت تتميز بها .
الحقيقة أن مهرجان حمص الثقافي الفني الذي أقيم لأول مرة عام 1982 يعتبر أبو المهرجانات في حمص وكان يرافقه معرض حمص الإنتاجي الذي كان يقام في الميماس على ضفاف العاصي وقد انبثق هذا المهرجان من أفكار ومبادرات مكتب الثقافة في مجلس محافظة حمص الذي كانت ترأسه السيدة نجاة العامودي وقد حقق هذا المهرجان في تلك السنوات القليلة التي أقيم فيها نجاحات كثيرة ثم توقف في فترة لاحقة حيث لم يكتب له الاستمرار ربما بسبب مزاجيات رؤساء مكاتب الثقافة في المجلس الذين تعاقبوا على المكتب أو بسبب عجزهم عن تأمين ميزانية تليق بهذا النشاط الذي كان علامة فارقة استطاع أن يحيي الفعاليات الثقافية والفنية والاقتصادية .
مهرجان حمص الثقافي الفني لم يكتب له التطور المفترض لأن كل الأشخاص الذين كانوا يتعاقبون على مكتب الثقافة كانوا يبدؤون من الصفر ولا يقومون بالبناء على ما تم انجازه عبر المكاتب السابقة إلى أن تبنى مجلس المدينة إقامة هذا النشاط حيث شهد مرحلة ذهبية حين استبدل تسمية معرض حمص الإنتاجي بسوق التسوق الذي كان يمتد إلى حوالي الشهر..وعلى الرغم من ذلك لم يستمر ذلك النجاح وتوقف من جديد حين جاءت الحرب الكونية وتوقف المهرجان من جديد حين أراد الإرهابيون إيقاف عجلة الحياة وإعادة دفة الحياة إلى الوراء بفكرهم الظلامي الذي هزمته إرادة شعبنا وصمودها الذي أفشل المخططات والسيناريوهات الصهيو- أمريكية والانتصار الساحق الذي سجله بواسل جيشنا البطل والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد .
عام الـ 2019 يعتبر ولادة جديدة للمهرجان الذي شهد ولادات عديدة لم تكن مكتملة منذ انطلاقته في الثمانينيات ، وأعتقد أن هذه العودة « الولادة الجديدة » تعتبر بارقة أمل لهذا النشاط الذي يؤمل ألا يكون مثل المهرجانات السابقة ينتهي بذهاب المسؤول عنه حيث يفترض أن يكون لهذا المهرجان لجنة عليا تقوم ببرمجته ولا علاقة لها بتولي إدارات مجلس المدينة كما يحصل الآن مع كل مجلس جديد يبدأ من نقطة الصفر حيث يفترض أن يكون للمهرجان خطط وبرامج فنية وثقافية واقتصادية سنوية يمكن تطويرها من خلال الأفكار والمبادرات التي يمكن تلقيها على مدار العام فالحفلات الفنية والأمسيات يفترض أن تكون ممنهجة وألا تكون حفلاتها الرسمية «على الأقل» حفلات عادية بل حفلات متميزة وكذلك الأمر بالنسبة للأنشطة الثقافية إذ ينبغي انتقاء أسماء لها حضورها على الساحة الثقافية ولا يكون بناء على المحسوبيات والواسطات وكذلك الأنشطة الأخرى التي يمكن الحديث عنها بتوسع .
اليوم يودع جمهور حمص مهرجان حمص الثقافي الفني على أمل أن يكون المهرجان القادم أكثر نضجاً من هذا المهرجان الذي يبدو أنه يشبه المهرجانات الأولى التي تعود دائماً إلى نقطة الصفر .
مبارك لحمص عودة المهرجان والأمل معقود أن يكون دائماً الأجمل والأفضل ، كيف لا وهو أبو المهرجانات .

 عبد الحكيم مرزوق

المزيد...
آخر الأخبار
الرئيس الأسد يصدر قانوناً يشدد الغرامات والعقوبات على كل أفعال التخريب أو سوء استخدام شبكة الاتصالات... مؤسسة وثيقة وطن تشارك في أسبوع التأريخ الشفوي العاشر بالصين "عين الخضراء" بريف حمص الشرقي بلا كهرباء منذ عدة أيام نتيجة عطل المحولة مهام متعددة  يقوم بها الدفاع المدني بحمص  رغم الإمكانيات متواضعة ..  تفعيل عمل نقاط الإنذار المبكر ... إعادة فتح الموانئ التجارية في اللاذقية وطرطوس واستمرار إغلاق موانئ البسيط والصيد والنزهة باللاذقية أمسية شعرية في مهرجان الميماس الأدبي....  العريضة بريف حمص الغربي الأغزر مطرا . في احتفالية أيام الثقافة السورية .. محاضرة في  ثقافي حمص بعنوان : "الوطن في  الأدب العربي قديمه وحدي... في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج...