في مجتمعاتنا نحرص على شراء كميات كبيرة من المنظفات ، ونبالغ في تلميع الزجاج وتنظيف الأرضيات ونعلم أبناءنا كيفية الحفاظ على نظافة البيت ليبقى مرتباً وجميلاً لكننا –مع الأسف –لانزرع في نفوس ابنائنا اهمية الحفاظ على شوارعنا والأماكن العامة لأننا ننظر إلى بيوتنا على أنها ملك خاص بنا ، في وقت نهمل فيه الشوارع والحدائق العامة ولانتقيد بالتعليمات الخاصة برمي الأوراق والأكياس المستعملة في الأماكن المخصصة لها .
نظافة المدن والأحياء ليست مسؤولية الجهات المعنية فقط ، بل هي مسؤوليتنا جميعاً لأننا -كأفراد ومواطنين – نتقاسم الأحياء والشوارع والحدائق ، ونستطيع بقليل من الجهد والالتزام أن نبقيها جميلة ونظيفة وخالية من الأكياس والقاذورات .
المظهر الحضاري النظيف لمدننا وبلداتنا يعكس مافي داخلنا من حب كبير لاينضب وسبيل لمواكبة الحضارة ، والإنسان الأنيق من الداخل يحب الأناقة في كل شيء من حوله ، ويؤذيه منظر الشوارع وهي تعج بالنفايات والقاذورات لكن مايثير الدهشة والاستغراب هو ذلك التناقض الذي تجمعه شخصية فرد يدعي الرقي ويركب سيارة فارهة ويضع عطراً غالي الثمن ، لكنه يرمي بقايا طعامه من نافذة سيارته تلك وكأنه رجل العصر الحجري ، لذلك يستطيع كل منا ان يعبر عن ذوقه ورقيه عندما يساهم في الحفاظ على نظافة مدينته ويرمي أكياس القمامة وبقايا الطعام في أماكنها المخصصة .
وقبل أن ننتقد الجهات الخدمية ونرميها بسهام التقصير علينا أن ننتقد أنفسنا وسلوكنا الخاطىء في التعامل مع الأماكن العامة وعدم اهتمامنا وحرصنا على نظافتها .
ورغم أن عمال النظافة يحرصون كل صباح على تكنيس الشوارع إلا أنها تبقى غير نظيفة بسبب تقصيرنا وإهمالنا .
بلادنا جميلة وغالية علينا ، تستحق منا كل الاهتمام ، فلنحرص على نظافتها ومظهرها الحضاري كي تبقى في أبهى حلة .
سمر المحمد