اتحاد الصحفيين يطلق برنامجه التدريبي الجديد في الإعلام الإلكتروني …فطوم : هدفنا تمكين الصحفيين من استخدام أدوات الإعلام الرقمي ليكونوا منافسين باحترافية

كما في العام الماضي اختار اتحاد الصحفيين محافظة حمص لتكون الانطلاقة لبرنامجه التدريبي الجديد الخاص بالتدوين الرقمي في الإعلام الإلكتروني، حيث أطلق في العام الماضي دورته في فن التحرير الإعلامي، والذي شمل كل محافظات القطر، عدا درعا ودير الزور وإدلب والرقة نتيجة الظروف التي كانت سائدة ولا تزال في بعض المحافظات.
ويسجل لاتحاد الصحفيين هذا النشاط الواضح والمتميز في تدريب وتأهيل الإعلاميين في وقت تشهد فيه سوق الإعلام فوضى تدريبية نظراً لوجود مراكز غير مرخصة للعمل في التدريب الإعلامي، كما أن هذه الخطوة التي حظيت باهتمام وتقدير الزملاء الصحفيين لقناعتهم بالحاجة الماسة للتدريب كونه استثمارا حقيقيا للمستقبل، الذي يعوّل فيه على الإعلام في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
بالشمع الأحمر!!
للإضاءة أكثر على البرنامج التدريبي لاتحاد الصحفيين التقت «العروبة» عضو المكتب التنفيذي للاتحاد أمين شؤون التأهيل والتدريب الإعلامي غسان فطوم، وبداية الحديث كانت بسؤال عن أهمية التدريب والتأهيل في المؤسسات الإعلامية، وإلى أي مستوى وصل؟.
فطوم أجاب بصراحته المعهودة أن التأهيل والتدريب لا يأخذ حقه في العديد من المؤسسات الإعلامية، وقال”:بعض مديريات التأهيل والتدريب كأن أبوابها مختومة بالشمع الأحمر منذ سنوات”، بمعنى آخر هناك شبه غياب واضح لمؤسسات التدريب الصحفي والإعلامي باستثناء ما يقدمه معهد الإعداد الإعلامي في وزارة الإعلام وبعض المراكز المرخصة ولكن سويتها المهنية لم ترتقِ بعد للطموح قياساً لتطورات الإعلام في العالم.
وأضاف: ما زال البعض ينظر إلى التدريب كأنه عيب يجب الابتعاد عنه، رغم الحاجة الماسة له كونه حجر الأساس في تطوير الخطاب الإعلامي السوري ونقله من الحالة النمطية إلى الحالة الإبداعية التي تحقق للمواطن ما يحتاجه ويريده من الإعلام، بحيث يصبح مرآة حقيقية للواقع يشير للسلبيات ويدعم الإيجابيات.
ودعا عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين المعنيين في وزارة الإعلام والمؤسسات الإعلامية إلى تعزيز ثقافة التدريب والإيمان بها حتى نخرج من الأداء التقليدي الممل والذي لم يعد يرغبه المتلقي في كافة وسائل الإعلام خاصة مع تعدد الخيارات أمامه، واعتبر أن التدريب استثمار حقيقي لا بد من تعزيزه وفق أسس ومعايير ذات مواصفات عالمية.
التدوين الرقمي
ورداً على سؤال بخصوص البرنامج التدريبي الجديد لاتحاد الصحفيين الخاص بالتدوين الرقمي في الإعلام الإلكتروني، أوضح فطوم أن الاهتمام بهذا النوع من الإعلام فرض نفسه في ظل الإعلام الجديد «السوشيال ميديا» الذي يمثل اليوم واجهة الإعلام في ظل تلاشي أو ضعف الإعلام الورقي الذي لم يعد جذاباً للقارئ.
ولفت إلى أن اتحاد الصحفيين يعي جيداً الاهتمام بالإعلام الالكتروني وهذا برأيه ضرورة من أجل مواكبة التطور التقني وإيصال الرسالة إلى أبعد مدى وبالنتيجة تحقيق مصلحة وحاجة الوطن والمواطن خاصة وأن سورية تتعرض لحرب كونية قادتها إمبراطوريات إعلامية مغرضة اشتغلت كثيراً على تشويه الحقائق مستغلة جوانب الضعف في المنظومة الإعلامية السورية.
وبيّن أن الاتحاد يهدف من وراء برنامجه التدريبي إلى تمكين الزملاء الصحفيين والإعلاميين من أدوات ومفاتيح الإعلام الرقمي ، ما يؤهلهم ويمكنهم من المنافسة باحترافية في سوق العمل في الحقل الإعلامي الذي يفضّل الإعلاميين المتميزين في أداء العمل الذين لديهم دراية كاملة بالإعلام الإلكتروني وكل ذلك من أجل تحقيق نقلة نوعية في الأداء والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة وإقناعها، لأن الإعلام الإلكتروني بات محوراً لحياتنا بكل تفاصيلها ولديه قدرة على التأثير في كل القضايا وخاصة المتعلقة بالفكر والثقافة ومن هنا تكمن خطورته إذا لم نعرف كيف نتعامل معه، ولأجل ذلك لا بد من إقامة دورات التدريب وورش العمل.
ولفت فطوم إلى أن الدورات في الإعلام الإلكتروني تركز أيضاً على الجانب التوعوي بخطورة هذا النوع من الإعلام إذا لم يستخدم بشكل صحيح حتى لا يكون أداة للضرر أو القذف والتشهير، انطلاقاً من قاعدة التحرير الإعلامي التي تقول “الإعلام يقرّب ما بين الناس ولا يفرقهم”. وأشار إلى أن المتدربين في دورة حمص تفاعلوا بشكل جيد مع المدرب وأبدوا كل الجدية والحرص على التعلم والاستفادة من مبادئ التدوين الرقمي في الإعلام الإلكتروني.
مستمرون في كل المحافظات
وأكد الإعلامي فطوم أن البرنامج التدريبي في فن التحرير الإعلامي الذي انطلق في العام الماضي من حمص واختتم في مدينة القامشلي استفاد منه أكثر من 700 صحفي يعملون في الإعلام الرسمي والخاص، وكلهم حصلوا على شهادات وبأجر رمزي لا يتجاوز الـ 15000 ألف ليرة سورية، علماً أن أعضاء الاتحاد معفيون من الأجر، وبيّن أن البرنامج التدريبي الخاص بالإعلام الرقمي سيجول أيضاً على كل محافظات ومدن القطر، مشيراً إلى وجود دورات أخرى في الإلقاء الإذاعي وفن إجراء الحوارات التلفزيونية ودورات في الإخراج والتصوير وتصميم المواقع الإلكترونية سيعلن عنها قريباً، وذلك بهدف تحقيق كل ما يريده الزملاء الإعلاميون ويحتاجونه في تنمية مهاراتهم وصقل خبراتهم.
وفي ختام الحديث معه حذّر فطوم من دكاكين التدريب التي تبيع الوهم للصحفيين الشباب وتمنحهم شهادات لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت فيه، داعياً إلى تفعيل تعميم السيد رئيس مجلس الوزراء بخصوص الحصول على موافقة من وزارة الإعلام لإقامة أي دورة إعلامية من أجل وضع حد لفوضى التدريب الذي دخلت عليه جمعيات خيرية لا علاقة لها بالتدريب الإعلامي!.
أجرى اللقاء: محمود الشاعر

المزيد...
آخر الأخبار