لا يمكن أن يكون وجود الطالب في مدرسته عابراً ، هكذا ، دون بصمة تذكر ، لأنه ما من طالب إلا ويحمل حلماً يسعى به إلى الاكتمال ، والمدرسة هي الدائرة الأولى لهذا الحلم الذي ربما أصابه أو خاب مسعاه باتجاهه وما من طالب يفشل في تحقيق ما أراد إلا وتكلم روحه مهما حاول تغطية ذلك باللامبالاة أو التجاهل أو .. وعندما يغادر الطالب هذه المرحلة الغالية من العمر يتذكر مدرسته ، أساتذته ، رفاقه ، وكل موطن حب تستدرجه ذكرى معينة ، لا تهجر روحه وعقله….
وفي هذه الزاوية الصغيرة لن نتحدث عن الوجدانيات والفراغ الموحش لرفاق الدراسة والمعلمين والمقعد والسبورة و .. وإنما سنتحدث عن بعض الشجون التي خلقت فراغاً بين الطالب ومدرسته ، فوجود أعداد من الطلبة خارج أسوار المدرسة أثناء الحصص الدرسية أمر يستثير الإشفاق كونك تقرأ حالة من الضياع والتيه في عيون هؤلاء الطلبة ، لا تحتاج فيها إلى إرهاق عينيك في قراءة تفاصيل حفظتها عن ظهر قلب ، معظمهم يدخن ، يضحك ، البعض يغني ، آخر يتمشى في الشوارع والحدائق برفقة ( طالبات ) من مدرسة أخرى جمعهما الاستهتار والفراغ بكل ما تحمله الكلمة من معنى….
تسأل في قرارة نفسك من المسؤول عن تواجد هؤلاء الطلبة خارج مدارسهم ، والأهل آخر من يعلم ، وهم في النهاية من يدفع الضريبة مضاعفة … يوجد خلل ، وانعدام قنوات تواصل مع الأهل لوضعهم بصورة أبنائهم ، وإذا تابعت خطوات الوجع داخل أسوار المدرسة ستجد بعض الطلبة محشورين في زاوية أو ضمن الممرات ، تسأل أحدهم وهو في الصف التاسع عن سبب تواجده خارج الصف ، فيأتيك الجواب بأنه يتابع تحصيله في معهد خاص بعد الظهر ، وتواجده هنا في المدرسة شكلي فقط لتسجيل حضور ه، وآخر يقول بأن آنسة الرياضيات غائبة و…. وهكذا …
تخرج متأسفاً على هكذا حالات لا تستميح عذراً لتواجدها خارج السرب …. وتصادف( خارجاً ) وجعاً من نوع آخر ، أمهات يتحدثن عن الطريقة التي توزع بها الكتب المدرسية – نقلاً عن أبنائهن ، فالطلبة المتفوقون لهم حظوة انتقاء كتبهم أولاً بأول ، وهذا الإجراء في بداية عام دراسي ليس خطوة بالطريق الصحيح لأن طلبتنا بحاجة إلى من يشحذ هممهم ويبث روح الاجتهاد والإبداع بعقولهم وليس إحباطهم … فالمجتهد ينتقي كتبه بنفسه وأبناء المدرسات لهم حظوة وفلان وفلان … التفريق بين الطلبة يخلق حالة نفور وكره وإرباك لا يتماشى مع النهج التربوي السليم…
هذه بعض من الشجون التربوية نشير إليها علّها تلقى استجابة جادة ورغبة حقيقية في المعالجة لأنه في النهاية لا يوجد طرف رابح وآخر خاسر كوننا نتعامل مع جيل ، بناة المستقبل ، فلنحسن البناء
العروبة -حلم شدود