قصص مكللة بالنصر تستحضر قامات من رحلوا على طريق المجد

لأن صون الأرض والعرض مقصدهم ملؤوا أرض العز حكايا و كان لكل واحد منهم حكاية.
سأكتب بدمي شهادة ميلادي لنحيا بشرف و عزة هكذا قال الشهيد مبتسماً متوجهاً للدفاع عن وطنه يحبو إليه على صقيع الشوق لينام في دفء قلبه الكبير … ما أنتم أيها الشهداء إلا أنشودة الخلود بدمائكم الزكية يكتب التاريخ و بأيديكم صنعت الحضارة و بمجدكم رفعتم لواء الأمة فكانت قوتكم أمام ضعفهم و شجاعتكم أمام جبنهم.
غداً بزوغ فجر جديد و يوم النصر آت قريب .
سلام عليك في سمو مقامك أيها الشهيد علمتنا أن النضال من أجل الوطن يمكن أن يصبح هاجساً ،سلام عليك و قد روضت المستحيل و جعلته ممكناً ليبقى الوطن سليماً معافى.
سلام لوجهك و قد تيمم من طهر التراب المقدس فغدت لوحة إيمانك بوطنك مكتملة.
أيها الراسخون في الضمير و الوجدان كنتم و ما زلتم تعبدون طريق الحياة للعبور إلى المستقبل الآمن فسلام لأرواحكم لأجسادكم لأنفاسكم و قد تكللت في الأرض و السماء.
تتابع جريدة العروبة شرف اللقاءات مع أهالي أكرم من في الدنيا و أنبل بني البشر.
تستمد منهم معاني الصبر و الصمود و معاني الفخر و الشموخ و الإباء.

زوجة الشهيد البطل المساعد أول عماد حسين مريم ووالدة الشهيد البطل الملازم شرف إبراهيم عماد مريم:
شهداؤنا مدارس الشموخ و مشاعل الكرامة
كثيرات هن النساء السوريات اللواتي قدمن أكثر من شهيد من أجل الوطن و شعارهن لايزال لن نبخل بالمزيد لأن الوطن يستحق الكثير، السيدة منى حدثتنا قائلة:
أهلا بكم في بيتي البسيط المتواضع بيت الفخر و الشموخ بالشهداء الأبرار هذه هي صورة البطل عماد و هذه صورة البطل إبراهيم أزين بهما جدران روحي و قلبي
كان زوجي البطل عماد رجلاً صادقاً طيب القلب و الأهم من كل ذلك حبه الكبير للوطن و قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد ،كان يتمتع بروح معنوية عالية و كان مع رفاقه على جاهزية عالية لخوض أي معركة …
كان يقول نحن أفراد الجيش العربي السوري لبينا النداء لأننا أبناء سورية الأم التي ربتنا و علمتنا معنى الرجولة و لن نقبل أن تمس يد الغدر و الإرهاب أرضها الغالية و سنلاحق المرتزقة المأجورين أينما وجدوا حتى نعيد الأمن و الأمان إلى وطننا .بتاريخ 15/10/2012 اختطفته العصابات المجرمة و تفننت في تعذيبه إلى أن نال شرف الشهادة في سبيل الوطن بعد أن ذاق من العذاب و الألم ما ذاق و لانزال حتى اليوم بانتظار جثمانه الطاهر.
أما ولدي البطل إبراهيم صاحب الأخلاق العالية قدم نفسه متطوعا في صفوف الجيش و القوات المسلحة خاض مع الأبطال المعارك في ريف دمشق ضد التنظيمات الإرهابية أثبت خلالها شجاعته و تفانيه و حبه الكبير لوطنه .
في آخر إجازة له قال لي: اسمعيني أمي رغم كل المحن و التحديات و رغم كل الجراح النازفة إلا أن ذلك لن يؤثر في عزيمتنا و إصرارنا على متابعة الحياة و مواجهة كل من أراد بنا و ببلدنا سوءا أو شراً ،إننا أبناء الجيش العربي السوري نذرنا أرواحنا وأجسادنا قرباناً للوطن الغالي و لن تخلو منا ساحات المواجهة ضد المجموعات الإرهابية التكفيرية و سنواصل تحقيق الانجازات في القضاء عليها و على داعميها إرادتنا لن تلين مهما عظمت التحديات و اشتدت المؤامرات و سنستبسل في الدفاع عن الوطن و صون ترابه الطاهر.
وأضافت :بعد معارك عنيفة في درعا ضد المجموعات الإرهابية باغتتهم العصابات المجرمة بهجوم مسلح تصدوا له ببسالة و شجاعة أصيب البطل ابراهيم برصاصة في ساقه ، لم يهتم لدمه النازف ، صعد مسرعاً إلى السطح مطلقاً رصاص رشاشه في صدور– شياطين الموت – حتى جاءته طلقة قناص في رأسه ، لم يستطع مسعفه انتزاع السلاح من يده الذي ضمه بعناق المحب ، في المشفى بقي في غيبوبة حتى اليوم الثاني حتى نال شرف الشهادة في سبيل الله والوطن وذلك بتاريخ 2/ 10/2016..
وتتابع الوالدة بعد غصّة ودمعة: يبقى الشهيد في وجداننا .. هو في ذاكرة رفاقه في كل انتصار يحققونه في ساحات الوغى .. وشريك حقيقي بالنصر كلما ارتفع العلم العربي السوري في مكان يتحرر من رجس الإرهاب ..
فهنيئاً للبطل ابراهيم ولشهداء الوطن بهذا الشرف وبهذه المرتبة القدسية ..
ونحن أمهات الشهداء سنستمر في طريق البذل والعطاء ، لن نعرف الانكسار فأبناؤنا مدارس الشموخ ومشاعل الكرامة .. بقي عندي ثلاثة أبطال – حسين – حسن – عبد الحميد يشاركون أيضاً في صوغ أنشودة النصر ..
أشقاء الشهيد تحدثوا قائلين : لقد شاركنا في عدة مهام قتالية ، وفي كل مرة كان النصر حليفنا بفضل دماء الشهداء الأبرار التي بذلت فداء للوطن .. وبفضل إيماننا القوي بعدالة قضيتنا ونبل أهدافنا في القضاء على الإرهاب .
سنبقى الجنود الأوفياء لأجل غدٍ مشرق عنوانه الكبرياء وملؤه الأمن والأمان في وطن العزة والإباء واضعين نصب أعيننا حتمية النصر ودحر مؤامرات الأعداء والقضاء على عصاباتهم ، حتى تطهير التراب السوري على امتداد ساحة الوطن من رجس الإرهاب التكفيري ونعاهد الله والوطن أن نبقى الجند الأوفياء خلف قيادته الحكيمة حتى تحقيق النصر ..
الرحمة لشهداء الوطن الأبرار، والشفاء العاجل للجرحى الأبطال والنصر لسورية الحبيبة .

زوجة الشهيد البطل العميد المهندس مصطفى عبد الكريم شدود: للشهيد الدهر كله ..
زرعوا في تراب الوطن أشجار عطاء ورووها بطهر الدماء ، فشمخت لتعانق شمس الكرامة ، بتضحياتهم ينتصر الوطن على الإرهاب ، وبدمائهم يكتب التاريخ أنصع الصفحات في البطولة والفداء والتضحية ، ملؤوا الأرض حكايا العزة والكرامة إنها قصة الشهيد العميد المهندس مصطفى عبد الكريم شدود…
تقول زوجته السيدة عبير : إننا مدينون للشهيد بالكثير الكثير.. إن البطل مصطفى من أبطال الجيش العربي السوري الذي غلّب لغة الحوار على لغة الرصاص والدمار .. لقد خاض المعركة الأصعب ومنارتها الكلمة لا الرصاصة ، سيذكر التاريخ أن البطل قال : أنا سورية ومن سورية سيذكر التاريخ أن الشهيد قدّم روحه ليحافظ على وطنه قوياً انضم إلى الوحدات المقاتلة كضابط مهندس في الجيش العربي السوري ، دأب خلال هذه السنوات على زيادة مخزونه الثقافي والعلمي فـأتقن اللغة الانكليزية والروسية والعبرية إضافة إلى البلغارية ..
شغف بالبحث العلمي وحصل على شهادة ماجستير بدرجة ممتاز اختصاص – بحث علمي – من الأكاديمية العسكرية العليا حاصل على دبلوم دراسات عليا باختصاص – الكترونيات –
كانت له رؤيته الخاصة ، كان على ثقة مطلقة بالمستقبل وعمل لتحقيق ما يصبو إليه بكل صبر وتصميم، كانت مقولته الدائمة إن الحياة موقف. ولم يسع يوماً لمنصب أو جاه لم يتأخر يوماً عن تلبية نداء الواجب ..
عندما بدأت الحرب على سورية ، واشتدت المواجهات مع العصابات الإرهابية في مدينة حمص شارك في معارك – دير بعلبة – البياضة – عشيرة ..
كان ضابطاً ميدانياً مقداماً وشجاعاً ، صادقاً مع نفسه ومخلصاً لواجبه ، تحسس حجم الكارثة التي حلّت وسعى في أكثر من مناسبة لرأب الصدع وابتكار حلول مناسبة .
وكمثال على هذا الجهد ،كاد أن ينجح في التوصل إلى اتفاق ومصالحة بين مجموعة قرى في ريف حمص الشمالي قبل أن تتعقد الأمور هناك وتصل إلى طرق مسدودة وتتابع السيدة عبير حديثها :
إضافة لتمتعه بأخلاق نبيلة وشجاعة ورجولة وكبرياء كان يؤمن بصوت العقل وكان مقتنعاً أن السلاح ليس اللغة الوحيدة للتفاهم ولابد من وسيلة للحد من أضرار هذه الكارثة التي حلت بسورية وشعبها وإيماناً منه بأن الحياة موقف ،وفي لحظة مناسبة قام بشجاعة الواثق والمؤمن بتسجيل موقفه للتاريخ
في ذلك اليوم وبعد هدوء معركة حامية ،دخل بحوار من خلف السواتر مع رئيس مجموعة إرهابية مسلحة في الجهة الأخرى من الشارع ،مالبث أن خرج من خلف الساتر للحوار المباشر وسط الشارع وفي مرمى النيران ،وعندما لزم الأمر وضع سلاحه جانباً وتابع حواره موقناً أن للكلمة قوة ووقعاً .
استمر الحوار لأكثر من ساعة ،نجح البطل في التوصل لتثبيت هدفه لمدة ثلاثة أشهر لتحييد المدنيين ،والأهم أنه استطاع أن يوصل لحملة السلاح في وجه الوطن ،رسالة فحواها أن سورية وطن لجميع السوريين …
إن تواجده في منطقة الخطر وإلقاءه السلاح ،كان تعبيراً عن شجاعة فريدة وعنفوان واستعداد للتضحية في سبيل تحقيق الهدف وحقن الدماء ..
لم تكن ظروف استشهاده بعد عدة أشهر أقل عظمة من هذا الموقف ،عندما هاجمت العصابات الإرهابية الموقع الذي يدافع عنه الأبطال ،وبعد أن اشتدت المعارك والمواجهات ،طلب الأبطال مؤازرة فكان الشهيد البطل مصطفى في المقدمة ،فتح الطريق بنيران سلاحه ،قاتل بشجاعة الفارس ،ولم يتوان عن إنقاذ أحد الضباط الجرحى حتى أصيب هو أيضاً في منطقة الفخذ، حمل الضابط على كتفه ودمه ينزف حتى وصلا نقطة الأمان ….
تم إسعافه إلى المستشفى وخضع لعمل جراحي إلا أنه نال شرف الشهادة في اليوم الثاني وذلك بتاريخ 26 /4/2013
هكذا يكون العطاء والسخاء أعلى درجات المخاطرة بالذات في سبيل ترك اليد ممدودة لابن بلده سورية …وأعلى درجات التضحية في سبيل إنقاذ رفاقه .
هكذا جسد الضابط مصطفى عبد الكريم شدود إيمانه بسورية وطناً لكل السوريين ..
وتتابع زوجة الشهيد حديثها : وها أنا اليوم أعيش على ذكراه الخالدة وأربي أولادنا ،يارا سنة أولى كلية السياحة –عبد الكريم في الصف الثاني الثانوي ،ومحمد في الصف الثامن كما تمنى البطل وكما خطط لمستقبلهم ..
الرحمة لشهداء الوطن الأبرار والنصر المؤزر لسورية الحبيبة ..
أولاد الشهيد يقولون : نعتز ونفتخر بوالدنا البطل الذي وضع بندقيته على الأرض ومشى باتجاه المسلحين وقال لهم كلماته المشهورة أنا مثلك ..أنا أخوك ..أنا سوري ..نحن أولاد بلد واحد وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا ..نحن لا نريد الضرر لأحد ،نحن معكم لا نريد الهدم والقتل والخراب أنتم أهلنا ..
ونود بهذه المناسبة أن نقول لهؤلاء القتلة :هل تذكرون نظراته لكم ؟؟نظرة الأب لأولاده ،كان يريد منكم أن تعودوا لتكونوا أولاد البلد ،بدل أن تخدموا أعداء سورية … لو وضعتم أياديكم بيده ..لكنتم الآن بين أهلكم…بدل سحقكم بعد النصر المؤزر فيها ..
نعاهد روح بابا البطل أن نتابع طريق التحصيل العلمي كما كان يحلم ..
لقاءات: ذكاء اليوسف

المزيد...
آخر الأخبار