خلال السنوات القليلة الماضية تألمنا كثيراً لما آلت إليه الأمور في ريف سورية الشمالي لا سيما ريفي الحسكة والرقة المحاذيين للحدود مع تركيا والبداية كانت في تصرفات البعض ممن سكنوا تلك المنطقة وعاشوا في كنف الدولة السورية وأكلوا وشربوا من خيرات هذه الأرض الطيبة وتنكروا بشكل مفاجئ لسورية الوطن وحاولوا مراراً وبممارساتهم الإرهابية الممنهجة على إخراج هذه البقعة من تحت سيطرة الدولة السورية وارتموا في أحضان المحتل الأمريكي وأعوانه …
وهذا الحال المعسول الذي ظنوا بأنه سيدوم لهم وسيعيشون في ظله حياة أبدية متناسين التاريخ العريق لهذه الأرض ولهذا الشعب العظيم الذي دحر الغزاة والمحتلين على مر العصور هذا الحال أرخى غشاوة على عيونهم وأعمى بصيرتهم وغرقوا في مستنقع التبعية للأمريكي الذي باعهم في أول مفترق طرق وسقط القناع عنه ليكشف وجهه المتوحش ويكشر عن أنيابه وتخلى عنهم فجأة ,وبنفس الأسلوب الذي ارتموا في أحضانه وبنفس السرعة وأفسح المجال لحليفه التركي المريض ليحقق مكاسب وهمية لاستعراض قوته بشكل هزلي على خلفية هذا التخلي عن حلفاء الأمس …وليثبت هذا الأمر الطارئ مجدداً أن سورية الوطن والشعب هي الأساس والملاذ الآمن لكل من عاش في كنفها وأكل من خيراتها ولا تتخلى عن أبنائها في أحلك الظروف لتعطي دروساً للعالم أجمع بأنها الدولة القوية والصامدة في وجه العواصف وأنها لا تنحني ولا تنكسر في وجه العاصفة …
منذر سعده