ثمة مبدعون عرب سوريون مغتربون في أوروبا وأمريكا قلما نعرفهم ، وإذا ماعرفناهم قلما نتحدث عنهم عبر وسائل الإعلام . فهؤلاء بشكل أو بآخر ، رسلنا وسفراؤنا الى بلدان الاغتراب لأنهم يتحدثون بلغتنا وينشرون عن بلدنا بلغات بلدان الاغتراب ، فيعرفون بثقافتنا وحضارتنا .
بعضهم طبقت شهرته الافاق وترجمت أعماله الى لغات عديدة . ومما يثلج الصدر أن هؤلاء ينشرون أعمالهم على انها أدب عربي يرتقي الى العالمية ..ويفخرون بجذورهم السورية ممايعزز مقولة « لكل إنسان في العالم وطنان وطنه الذي يعيش فيه وسورية»
هنا نتحدث عن روائي سوري عالمي ..وعالم كيمياء تتنافس دور النشر في اوروبا للفوز بنشر عمل ما أو أكثر له وتتنافس الجامعات لتكسبه في عضوية هيئاتها التدريسية كعالم كيمياء ، ويقيم في ألمانيا اسمه « رفيق الشامي» مواليد دمشق عام الف وتسعمائة وستة وأربعين ووالده من بلدة معلولا. أصدر عام سبعة وثمانين وتسعمائة وألف كتابه الأول بعنوان (اساطير معلولا ) نفدت طبعته الأولى بعد اسابيع من صدورها فطبع مرات عديدة باللغة الألمانية وترجم الى لغات عديدة وعندما نقول « طبعة » فهذا يعني أكثر من خمسين ألف نسخة وليس الف نسخة كما الحال عندنا في أغلب الأحيان ..!!
ثم تتالى صدور رواياته « الحنين يسافر دون بطاقة »
و(حكواتي الليل ) و(جبل الجليد الملتهب ) و(التقرير السري عن الشاعر غوته ..) و(سر الخطاط الدفين ) وكلها طبعت مرات عديدة وصل بعضها الى ست عشرة طبعة مثل ( حكواتي الليل ) التي ترجمت الى إحدى وعشرين لغة !! وللأسف الشديد فإن الرواية للشامي التي ترجمت للعربية هي ( التقرير السري للشاعر غوته ) .
يتقن رفيق الشامي عدة لغات إضافة الى العربية منها الالمانية والانكليزية والفرنسية . وهو يعبر في كل أحاديثه للصحافة ولمحطات التلفاز عن عشقه العظيم لدمشق وسورية
يقول في روايته ( الجانب المظلم للحب ) : ( إنني أضع آخر حبة فسيفساء في قصتي ، وسأنهض لأحتفل ..وغداً عندما أستيقظ سأفكر ..فقط في دمشق ..»
كان راتبه ضئيلاً بالكاد يكفيه لدفع أجرة المنزل وهو طالب جامعي ..ثم بعدما نشر كتابه الأول أضحى غنياً جداً ..ويعد اليوم من بين خمسة كتاب هم الأكثر ثراء في المانيا .
وهذا الرجل الذي يفخر بعروبته وبأنه سوري يقول إنه حتى الآن يتعجب كيف يستطيع أن يعيش خارج دمشق ..ويقول « أنا ابن دمشق ..ابن حارة الزيتون ..حنيني يسافر الى دمشق دون بطاقة ..!! كم أتذكر دمشق ..»
أتذكر حارتي ومدرستي وبيت أهلي والمعلمين الأكفاء الذين بفضلهم وصلت الى ماوصلت اليه ..!!
ولأن السياسيين في أوروبا وأمريكا يتقربون من المبدعين ليكسبوا شعبية تمنحهم أصواتاً إضافية في صناديق الاقتراع فإن مستشار ألمانيا جيرها رد شرودر تقرب من الشامي وصار صديقه ..ويقول عنه ( لقد استطاع هذا الدمشقي …أن يجعل نهر بردى يصب في نهر الراين ..»
وهو يحاضر في أقسام الكيمياء في أغلب الجامعات الالمانية ويدفع الألمان مبلغاً كبيراً ثمن تذكرة لحضور محاضرة له ..!! وهذا لايحصل إلا مع قلة من المبدعين الألمان .
لانعرف إن كانت وزارة الثقافة قد سمعت باسم هذا المبدع ؟!!
فهل نرى أعماله مترجمة إلى العربية .. هل يدعى ليحاضر في جامعاتنا ومراكزنا الثقافية ؟!!
عيسى اسماعيل