تعرض محصول الزيتون في الموسم الماضي إلى الإصابة بأمراض حشرية ما أدى إلى تدني إنتاجه ونوعية الزيت لدرجة أن الزيت المنتج في بعض المناطق الغربية من محافظة حمص تكدس لدى المزارعين بدون تسويق,/فاحل مثالا/ فبعض التجار يشترونه بأقل من سعر التكلفة بكثير بسبب إشاعة سرت بأن نوعية الزيت متدنية, قبل الحرب كانت سورية تحتل المرتبة الأولى عربيا والثالثة عالميا في إنتاج زيت الزيتون .
لقد أصبح زيت الزيتون من المواد التصديرية لذلك يجب الاهتمام بالمحصول من كافة النواحي كتأمين مستلزمات الإنتاج و الأدوية والأسمدة والأهم تكثيف الحملات الإرشادية حول القطاف والعصر والتخزين وغير ذلك ليستمر زيت الزيتون السوري محافظا على نوعيته وجودته وليكون مرغوبا في الأسواق العالمية.
ما نود الإشارة إليه أنه مهما لاقت زراعة الزيتون من التشجيع والدعم وتأمين مستلزمات الإنتاج تبقى غير كافية إذا لم توجد أسواقا لتصريف المنتج سواء كانت داخلية أم خارجية فما قيمة الإنتاج إذا لم تتناسب مع الكلفة التي ارتفعت مؤخرا جراء رفع أجور الفلاحة والقطاف والنقل والعصر وغير ذلك من مستلزمات الإنتاج كغلاء الأسمدة.
إن إجراء بعض التعديلات البسيطة على الزيت وإعادة تعبئته ضمن عبوات جديدة يعاد بيعها بأعلى الأثمان، لتنقذ الفلاح من خسارة كبيرة يتكبدها ، وخسارة القيمة المضافة التسويقية لهذا المنتج, وبهذا يستطيع زيت الزيتون السوري المنافسة عالميا.
إذا كانت زراعة الزيتون تأتي في الدرجة الثالثة بين المحاصيل الزراعية من حيث الأهمية الاقتصادية والمساهمة في الناتج المحلي كما تشكل أشجار الزيتون 66 % من إجمالي الأشجار المثمرة ألا يكفي هذا إلى ايلاء زراعة الزيتون الاهتمام الكافي وتسويق المنتج من خلال تدخل الجهات الحكومية المعنية بذلك .
محمود شبلي