تجمع أغلب الأبحاث التربوية ، ولا سيما في الحديث عن دور التفكير ومكانته لتكون مكانته حاضرة ً في مكوّن العقل ضمن شمولية الإدراك معطى وظيفي الدلالة.إذ التفكير وظيفة العقل الأولى ، وباكورته ضمن عتبات كل تأمل وتصور ، ومآل تدبير .
وإذا كان التفكير حيوية الجدل ، وعمق التصور الذهني ، والاستدلال العقلي لاحقا ً ، عبر مؤشرات أداء تقوم بها حيثيات التأمل ومطارح التأويل ، ومساحات التفسير فإن حدود تلك السيولة الذهنية لأناقة كل محتوى ، أو متاعب كل جدل يفيض نبلا ً في غنائم حوار ، ونعماء محبة و في كل حوار داخلي وما يتسع له نجوى وفق مناجاة الذات للذات إنما تتراءى همسا ً يختزن دفق عاطفة في هدوة ٍ من سكينة ٍ سعة خاطر ، وفيض وجدان ، فتقوى إرهاصات الحروف على الشفاه وعي حوار فيبدو منطوقا ً فيه ربح للزمان حمولة فكر متبادل ولقاء فكرة بفكرة فيقوى تيار وعي في مجرى لقاء الإنسان بالإنسان وسعادة ذلك الوعي ما يختزن ويكتنز من مثاقفة لمعارف وعلوم وواقع معيش من تجارب وخبرات يتشاطرها الخاص بالعام والذاتي بالموضوعي ، وقد تجذرت تلك الرؤى فطنة ً في نباهة كل مضمون خيّر ٍ يحمل وعي الإنسان قيمة ورسالة ونبالة سلوك في كل ابتكار وألمعية كل مبادرة ، وفضاء الحياة نتاجا ً ومنتجا ً ومقاربة كل جمال بجمال في منظومة كل قيم ، صداح آفاقها فرح كل نبل ٍ ، وألق كل نقاء ضمن مصداقية ترابط قول على فعل وتجذّر كل سلوك لموقف ، وكلاهما لصدق حال ٍ واغتباط وجد ٍ في دفق مشاعر وانسياب خواطر وتعاضد أفكار وتشابك أكفٍّ ممراحة تمد تعاضدها مصداقية حرف في همس ٍ شفاها أو رسمه تدوينا ً على قراطيسَ ينسج مع غيره كلمات في حمى مضارب من متسع قول في شعر أو نثر أو علوم أو فنون أو دراسات أو نتاجات ، وفي شموليتها وعيا ً إنسانيا ً ما بين دفق أحاسيس يانعة بكل انفعال صادق بنّاء ومركوز فكرة في أديم كل حصافة مداها كل سمو في رحابة كل صفاء إن ذلك متسعه نباهة الوعي المعرفي ومثاقفة مكامن الحضور ما بين كل تليد و طريف على مطالع حدود مهابة العقل في إشراقة كل تفكير ينداح عبقا ً حول مكارم الحياة.
إنه الحاضر على شطوط أزمان تلاطفها ذُوائب أمواج يهدهدها كل مد وجزر وهي تمد سلافاتها إلى هاتيك الشواطئ على تضاريس كل تفكير وقد تدانت مواكب من أفكار على أشرعة كل منطق فيصير الفهم حيال كل أمر براعة تحليل وسقيا فتوة فيبنى من مهارة الـتأمل وسعة كل استدارة في فضاءات هذا الشروع على أشعة الضوء ضمن كل مسار من تفكير نبوغ قوة ٍ في تجاوز كل ترهل ونهوض ٍ في كل سلوك ، وربما تعطّف ٌ في استقراء فتضيق الفجوة التائهة في فجاج المزاج وقد أمسك بتلافيفها كل ضياء لنافذة أوقدت قناديلها شُعلٌ من فِطن ما بين حرف وكلمة وإنسان وإنسان بزمان وأزمان لمواقف تصقلها إشراقات الإدراك إطلالات ثُريا إن أحرجتها أمواج ٌ في أعالي بحار من متاعب ، فحسبها شذرات الضوء طمأنينة سعادة ورقي بال..إنها همسات حروف مشبعة بأنوار الصباح ، عبقها همهمات تجليات .
نزار بدور