مهرجان السلام في حمص يحتضن ندوة حول مستقبل سوريا بعد التحرير
تناولت الندوة الحوارية بعنوان “سوريا الجديدة: حوار من الميدان إلى المستقبل” التي أقيمت في مدينة حمص ، صورة الواقع السوري بعد النصر والتحرير بكل حيثياته ومكوناته، مع الإصرار على المضي في مسيرة البناء والتنمية.
الندوة التي أُقيمت ضمن فعاليات مهرجان السلام في ساحة محطة القطار بحمص، استضافت العقيد رياض الأسعد قائد ومؤسس الجيش السوري الحر، والدكتور عبد المنعم زين الدين المنسق العام للثورة السورية، ومصطفى النعيمي الباحث السياسي والكاتب الصحفي، فيما أدار الندوة الإعلامي محمود الحموي.
ومن على منصة مسرح المهرجان، وسط حضور رسمي وأهلي، استهل الأسعد حديثه بالترحم على شهداء الثورة السورية الأطهار، مؤكداً أن التحديات التي واجهت السوريين ولا تزال كثيرة بسبب مستوى الإجرام الذي ارتكبه النظام البائد والدمار الذي خلفه، سواء للمنازل أوالمؤسسات أوالمدارس، مستعرضاً التحديات على المستوى السياسي بدءاً من الحراك الثوري وصولاً إلى تحرير سوريا، وداعياً السوريين اليوم إلى توحيد الصف ومد جسور الثقة، لبناء سوريا المستقبل.
وفي تصريح لمراسلة سانا، أكد الأسعد أن المهرجان في حمص اليوم، هو خطوة إيجابية باتجاه وحدة الشعب السوري وبناء الثقة بين السوريين جميعاً، حيث تفتح هكذا مهرجانات المجال واسعاً للحوار والتعاون، منوِّهاً بأن سوريا المستقبل جميلة جدّاً ويحلم بها كل سوري حر؛ لكونها تقوم أساساً على دولة القانون والعدالة والحرية والكرامة.
بدوره لفت زين الدين إلى أن الهدف من الندوة مشاركة الشعب السوري أفراحَه بالنصر، وهو يُعلِن الوجه الجديد لسوريا بعدما غيَّبها النظامُ المجرم بكل كنوزها ومبدعيها عن أعين السوريين، مُبيِّناً أن التحديات اليوم أمام السوريين عظيمة، وهي بحاجة إلى إعادة البناء للبشر قبل الحجر، من خلال بناء الإنسان ومبادئه وأخلاقه، وترميم ما أفسده النظام البائد لتمتين وحدة الصف السوري داخليّاً وخارجيّاً في علاقة سوريا مع محيطها والعالم.
وأشار زين الدين إلى أن فرح الناس بالمهرجان واجتماعَهم ما هو إلا تعبير عن ولادة سوريا الجديدة، مؤكداً أن بناء سوريا يقع على عاتق الجميع من خلال تحمل المسؤوليات وكلٌّ من موقعه، سواء أكانوا أفراداً أم مؤسسات.
من جهته رأى النعيمي أن هناك تحديات وفرصاً أمام الشعب السوري والقيادة السورية، من أجل تذليل العقبات وبناء شراكات إستراتيجية مع المنظومة العربية والدولية، إضافةً إلى البحث عن شركاء جدد، مبيناً أننا في مرحلة تتطلب منا داخلياً تضافر كل الجهود.
وقال النعيمي: “آن الأوان ليزيل السوريون رواسب الحقبة الأسدية خلال ستين عاماً، ويوحدوا الصف لبناء سوريا الحضارة والتنمية، ولاسيما أن كل المؤشرات اليوم تدل على حالة الوعي الفردي الذي انتقل ليشكل وعياً جماعياً تعبيراً عن سوريا التي تنبض بالحياة”.
في حين لفت الحموي إلى أن الهدف من الندوة هو توعية الشباب والجيل بمسار الثورة السورية وتوصيف الواقع واستعراض التحديات الداخلية والخارجية، وكيف تم تخطيها وتحقيق النصر بعد 14 عاماً.
وأوضح الحموي أن الحضور طرحوا استفساراتهم ورؤاهم حول سوريا ما بعد النصر وسبل الإسراع ببنائها، وسيادة استقرارها، والحفاظ على أمنها وأمانها.