بداية نحيي حرص المعنيين على إعطاء ذوي الشهداء والجرحى الأولوية في الحصول على مادة المازوت وفاء لعطائهم وعرفاناً لجميلهم مع علمنا أن الكثير من هؤلاء لا يملك ثمن مئة ليتر مازوت ، ونملك نحن اعترافاً بمعاناتهم التي جعلت بعضهم يغض النظر عن حصته أو يتنازل عنها لجاره أو يتجاهلها مبدئياً أو .. بالطبع ليس من الصعب تخمين أسباب معاناتهم التي تشغل مساحات كبيرة من الورق ولا يمكن لشحطة قلم أن تنزل المعنيين من أبراجهم ليتحملوا مسؤولياتهم في وضع القرارات والتوصيات والتصريحات و .. موضع التنفيذ تخفيفاً لهول مآسيهم وخاصة ( الجرحى ) الذين أوغلنا كثيراً في غمس أقلامنا بمداد جراحاتهم محاولين وقف النزيف أو تخفيضه بإيصال صوتهم وإبراء جراحهم قدر المستطاع ، لكن معظم معاناتهم لم تجد إلى المعنيين سبيلاً …
نعود إلى توزيع مادة المازوت المنزلي والتي بدأت بذوي الشهداء والجرحى وتتابع سيرها باتجاه عامة المواطنين آملين ألا تتكرر مأساة ( عامة المواطنين ) مع المئة ليتر ( اليتيم ) التي حصل عليها بعضهم السنة الماضية والبعض الآخر بقي ( عالموعد يا كمون) على أساس الموعود ليس محروماً لكن للأسف سنة كاملة ذهبت فيها وعود المعنيين أدراج الرياح ونخر البرد عظام المنتظرين قهرا ً … و ( بانتظار غودو ) عفواً الصهريج ولم يحصل لهم شرف الاستحواذ عليه … وبالانتظار .. أسئلة كثيرة نسمعها من ( العامة ) التي لم تعرف بعد الطريقة التي سيوزع وفقها المازوت خاصة وأن موسم الشتاء دخل …
نعلم أن عملية التوزيع وفق البطاقة الذكية وتحت إشراف لجان الأحياء والمخاتير ، منهم من يقول لك اتصل على الرباعي كذا وآخر يقول لجارته العجوز ساخراً افتحي على صفحة ( مازوت كوم) على الفيسبوك وآخر ينصحك بانتظار الصهريج وممارسة سياسة الانغماس في أي تجمع تفوح منه رائحة المازوت…
وهكذا … نتمنى أن يكون هناك خطة توزيع وتنسيق وترتيب وإشراف لتغطية الأحياء وألا تكون نهاية ( الدويخة) هي دوار المزرعة والشراء مضاعف من المتسكعين على الطرقات …
المواطن فقد ثقته بوعود لا تدفىء مريضاً ولا من فصفص عظامه البرد …
ومع هذا فالاستيقاظ بعد غيبوبة يعطي الأمل من جديد ،… وبانتظار الصهريج.
العروبة –حلم شدود