تبذل الجهات المعنية قصارى جهدها لتوفير سكن لائق لجميع أبناء الوطن ومع ذلك بقيت رحلة المواطن في بحثه لتأمين مسكن تشبه رحلات دونكيشوت ومغازلاته مروحيات الهواء فأغلب المواطنين ضاقت بهم السبل من غلاء الإيجارات وارتفاع أسعار المساكن والمدهش غياب مرهم الرأفة بالإنسان من المقتدرين الذين يمتلكون أبنية فارغة في حي الادخار إلا من الهواء لكونها زائدة عن حاجتهم في خضم رحلة البحث .
للعلم يوجد الكثير من الأبنية التي تضم مئات الشقق التي لم تعرف السكن يوما ً وهي لمتعهدين غادروا البلد والشواهد عديدة على ذلك في حي الادخار تحديدا ً وماثلة للقاصي والداني بينما هناك أسر كثيرة لاتجد سقفا ً يؤويها ، يرجى التدخل لكبح جموح الإيجارات عبر لجان مختصة من الجهات المعنية تحدد سقفا ً أدنى وآخر أعلى حسب نوعية المنزل المستأجر لأن ذلك ضرورة ملحة لاتحتمل أي تقاعس ولاتقل أهمية عن الحاجة لإطلاق حملة الرأفة بالمواطن لتحريض عطف أصحاب الأبنية الفارغة لعلها تسهم في حلحلة ضائقة السكن المستعصية .
واقع المواطن المحكوم بالأمل والمؤطر بالصبر الممض وخاصة ذوي الدخل المحدود وصغار الكسبة تنهال عليهم صعوبات الحياة كهطل المطر في يوم شديد البرودة إذ يواجه هؤلاء مشكلتهم بصراخ لا يجد سامعا ً له فهم وحدهم يواجهون شراسة أطماع التجار علما أنهم حفظوا عن ظهر قلب التصريحات التي تطلقها الجهات المعنية لتسكين روعهم ومع ذلك تبقى تساؤلات بلا أجوبة تفتح الأبواب المغلقة ليعبروا من خلالها إلى صلب الحياة .. لا أحد ينكر الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية ولأن يدا ً لوحدها لا تصفق لذا نأمل من هذه الجهات إعادة النظر بقوانينها ولاسيما ما يتعلق منها بأقساط القروض الممنوحة للحصول على سكن ..
علي عباس