مرض السرطان لا يعرف عمراً ولا لوناً ولا طبقة اجتماعية ،وقد يغدر في أية لحظة بامرأة سعيدة محاولاً النيل من سعادتها وحياتها،لكن طريقة نظرنا إلى هذا المرض هي التي تصنع الفرق ،فإذا اخترنا أن نواجهه بإيمان ورغبة عميقة في الشفاء تصبح فرصة النجاة متاحة أمام كل امرأة تعيش هذه التجربة المريرة.
وكما أن الحياة مليئة بالتحديات فإن خوض غمار السرطان يحتاج إلى قدرة كبيرة على التحدي والثبات في مرحلة العلاج للانتصار على هذا المرض دون أن يأخذ من النساء ألق الحياة وشغفها،والمرأة المصابة تحتاج في فترة علاجها إلى جرعات كبيرة من الحب إلى جانب الجرعات الكيماوية ،فعلينا أن نخبرها دائماً أنها تبقى أنثى جميلة وإن فقدت جزءاً من جسدها،وأنها ستبقى حسناء في عيون محبّيها وإن تساقط شعرها الجميل ، فذلك كلّه ليس مدعاة للخجل إنما هو خطوة شجاعة في طريق التغلب على سرطان الثدي والنيل منه.
الوهم واليأس هو نصف المرض والاطمئنان والثقة بالله هو نصف الدواء لذلك يجب تقديم الدعم المعنوي للمرأة المصابة من قبل زوجها وأفراد عائلتها وزملائها في العمل لأن الحالة النفسية تلعب دوراً كبيراً،وحين تعي المرأة أن المرض يضعها أمام خيارين :فإما أن تكون ضحية له أو تكون بطلة الناجيين منه حينها ستدرك أهمية خيارها وصبرها في مرحلة جديدة ستعيشها بعد الإصابة بكل ما فيها من مواجهات وآلام وعليها خلال هذه المرحلة تقبل فكرة العلاج الكيماوي بوصفه صديقاً لجسمها رغم أعراضه الجانبية لأنه يساعدها على الصول إلى الضفة الآمنة.
قد تكون فكرة استئصال الثدي لدى الكثيرات مرعبة ومروّعة ،لكن الحياة تستحق أن نعيشها ونضحي من أجلها حتى لو اضطررنا إلى التخلي عن جزء من الجسد،لأنه لا مكان لعضو خائن من الأعضاء في الجسد السليم ،وإذا كان سرطان الثدي يفتك بامرأة بين كل ثماني نساء إلا أنّ 7 ملايين امرأة انتصرن عليه وأكملن حياتهن بشكل طبيعي وهذا ما يدعو إلى التفاؤل ،بالإضافة إلى الوعي بأهمية الكشف المبكر عن السرطان الذي ازداد بين النساء بعد حملات التوعية الصحّية التي تقوم بها المراكز الصحّة في الريف والمدينة والسماح للنساء بعد سن الأربعين بإجراء فحص مجاني بالأشعة كل ذلك يساهم في قطع أشواط قبل استفحال المرض.
كلنا أمل بالوصول إلى دواء ناجع يجعلنا نعيش في عالم خال من السرطان وإلى أن تتحقق آمالنا نتمنى لجميع النساء المصابات أن يشفين ويعدن إلى حياتهن وأسرهن وأحبتهن .
سمر المحمد