يفيض تراثنا الفكري والأدبي بمدونات اتّسعت لها حذاقة الفكر ونباهة المبدعين ، وسرديّات التّعبير في كلّ نبوغ وإشراقة كلّ مغزى .
وجميلٌ أن نقرأ وعي سرعة خاطر في دلالة استجابة مكثّفة لحيرة تساؤل أو ضيق لسائل ، وقد انفرجت أسارير لأريحيّة حيث فطنة الإجابة في تكثيف دراية وسعة خبرة و مكين إدراك لحقائق الحياة في مرتسمات أساسيّاتها بعداً وجوديّاً عبر مداراتها وجنبات صعودها .
إذ كان الجواب لمن قّيده طلب أن يملأ زجاجة بكلّ الأشياء ضمن زمن ، تخومه بعض أسابيع لينفرج قبل الأوان بخبرة متأمّل عارف فكان أن يملأها بالماء…… (وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ) الآية الكريمة إنّه الماء سرّ الحياة ، وأحد أركانها ما بين هواء وماء وتراب ونار وهو المورد العذب والمنهل الثّري الّذي يروي غلّة ظمأ، ويؤكّد سحر مشهديّة في خيوط تنسكب مدرارة وقد جادت بها ديم سكوب ، ومزن على هزيز فضاء رحب لتكون في وقع انسكابها لحناً ما بين أنفاس الحياة أرضاً معشوشبة يوشّيها بساط سندسيّ أخضر لاحقاً و شدو جداول في بطاح تضاريس ،وقد افتّرت ثغور الينابيع بالفرات العذب المستساغ خيرا تهزج له الضفاف وروداً وعلى جنبات المصاطب حقولاً مابين زروع وسقيا باسقات الشّجر وعلى ممراح النّفوس تطمئنّ غنائيّة كلّ جمال، وتنداح أفراح تزغرد ما بين الجفن والاغتماض سعادة آمال لها على مطلول القادمات تعاقب مواسم آمال و آمال هي بشائر خير تزفّها قطرات الغيث متآخية مع حبّات عرق فتلثم درّات التّراب وما بين الإنسان والأرض والحياة تكون بيارق النّعيم تلاوين سعادة ، وتجذّر إرادة في كياسة تكامليّة ينشدها كلّ سعي دؤوب صوب تخوم لها مطالع حروف الإبداع ونتاجات كلّ عمل ولادات أبجديات في مسارات الحياة كلّها ، تحتزنها إرادة وعي العطاء في شموخ كلّ بناء وتشييد كلّ عمران عبر صوغ يحاكي الماديّة والمعنويّة في كلّ تفاصيل جمال الخير في نعماء كلّ عقل رزين ، واغتباط كلّ وجدان حيّ مدى كلّ منهما نباريس ضياء ما بين نور ونار .
هي سحائب الخير على حنين الرّعد تهطالاً لسعة أرض ذراها في ساحات حقول من عطاء وساحات من بطولات وشهامات من نجيع ودنيا من تضحيات وعلى الشّامخات ذراً وحيث مكين الانتصار مدى تعلو الرّايات في عزة خير وآفاق حضور له .
المدى قيمة وقامة في سموّ الإنسان انتماء للوطن والأرض والحياة والحضارة في أبجدية عراقة الأصالة على جبين نضارة رجال الشّمس وتدفاق بردى وشموخ قاسيون وتدوين الفرات مرجعيّة المدى في أصالة التّحدي تعاضد أكفّ في خير سيادة وطن ولقاء أهل بأحباب .
هي سحائب الخير تنتظّم البلاد ، وهي في جمال الغيث سواعد إلى الزروع تنادي و إلى الطّمأنينة تسكن فرح امتلاء لتغنيها بيادر العطاء ، وتؤكّدها سحائب دثار من شغاف القلوب تجذّراً بأصالة الانتماء قدوماً على طريق الأبناء والأجداد وأمانة في حضارة في خفارة الأبناء ما امتدّ الزّمان .
سقى الله عند الّلاذقيّة شاطئاً مراحاً لأحلامي ومغنىً وملعبا
وحيّا فلم يخطئ حماة غمامه
وزفّ لحمص العيش ريّان طيّبا
وجلجل في أرض الجزيرة صيّب
يزاحم في السّقيا وفي الحسن صيّبا
دياري وأهلي بارك الله فيهما
وردّ الرّياح الهوج أحنى من الصّبا
نزار بدّور