في قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي في حمص كنا على موعد مع الشاعر العراقي فائز الحداد شاركته كل من الشاعرتين ميساء محمود ورحاب رمضان البداية كانت مع ميساء محمود حيث شاركت بمجموعة من النصوص النثرية تحت مسمى قصيدة النثر بينت فيها حرصها على تفعيل النصر العسكري بنصر ثقافي حيث زاوجت بين ثنائية الوطن و الحبيب ومن أجواء نصوصها :تحت المعطف ,أجمل هدية أوهبها لك في زمن الصقيع , بقعة جمر , بقعة خمر , أراك من زاوية غير قابلة للنعاس, اترنح ثكلى مثقلة بالوجع , خلعت معطف القصيدة وجدتني اقترب من غيمة شعر .
كما تحدثت في قصيدة بعنوان : «أم الهول» حيث تبين فيها أن اللبن حامض للذرية اليتيمة وان الرومنسية ليست من صفاتها فهي لا تزال تغوص أقدامها بالشوك .
رحاب رمضان شاركت بمجموعة من قصائدها الوطنية, فألقت قصيدة للشام قالت فيها : قف عند مبسمها الضحوك الشادي /وابعد نداء الشوق عن حساد/قد شاقني الثغر الجميل بفجره /حين الصباح يغوص ثغر الوادي/حزني عليها في جراح فؤادها/يا جرحها الدامي بقلب الضاد /إني لأشكو للورى احزانها /وبقهري اعلن قصتي وحدادي/ الشام والتاريخ والزهو الذي /في المجد صاغ صحائف الامجاد .
مسك الختام كان مع الشاعر العراقي فائز الحداد وهو من مواليد الفلوجة 1956م لديه ثماني مجموعات شعرية بدأ حياته الشعرية في القصيدة العمودية ثم انتقل إلى قصيدة النثر ومعروف في الوسط الشعري العربي كشاعر قصيدة نثر وله العديد من الكتب المترجمة للإنكليزية ,ويقيم في دمشق ,ألقى مجموعة من غزلياته المعتقة في حب الشام وهي التي ضمته بحضنها وأمنها وأمانها, وشاقه ما حدث فيها خلال السنوات الأخيرة ,تتميز لغته باشتقاقات جديدة مثل تبغددني , تشوّمني .يقول في غزلية شامية : الشام كالقدس لا ثان لها أبداً/مهما تضرعت او مهما رفعت يدا/قد خصها الله في واد منزهة /.
ويرى الشاعر العراقي فائز الحداد أن من واجب الشاعر ان يفجر اللغة وان يشتق منها ما يناسب المعنى الذي يريد التعبير عنه فهو يقول مثلا :أتفردس وأتمجدل وله تراكيب لغوية خاصة بتجربته الشعرية ,انتقاله لكتابة قصيدة النثر كما سن النقود انتقال شرعي فهو كتب القصيدة العمودية لأعوام عديدة خلت لكن النثرية فقط منها ما ترجم للغات الاخرى فالوزن يعيق الترجمة .
ويعرف الحمامصة على تجربته خلال لقائنا معه على هامش الامسية بالقول: أنا شاعر عراقي أكتب بالشعر الحديث القصيدة العامودية القديمة, ابتدأت منذ شرخ الصبا كما يقال في كتابة الشعر ولي مجموعة غير قليلة من مجاميع شعرية عمودية و نثرية صدرت في بغداد وفي دمشق،وسيصدر لي عن قريب ديوانان الأول عامودي والثاني نثري .. وقد شاركت في مهرجانات عربية متعددة في المغرب وعمان واليمن .. وأنا مقيم في سورية العروبة مهد الحضارات ، عاصمة الثقافة والفكر التقدمي ، كانت إقامتي في سورية متقطعة ، حيث قدمت لسورية بعد غزو الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق منذ عام 2006 حتى عام 2012 وبعدها عدت للعراق و مؤخراً قررت الإقامة في دمشق . – وعن رأيه في قصيدة النثر قال: لا يوجد في الشعر نظرية ، والشعر الحر انفلت تماماً وخرج خروجاً كلياً عن نظام القصيدة العربية، سواء عن القصيدة العامودية والقصيدة النثرية واختلف اختلافاً كلياً في الوزن والقافية وحرف الروي وفي مسألة الغرض الشعري ، لأنها قصيدة شاملة وكبيرة تبنى على فلسفة وفكر خاص ، فهي تجمع ما بين الهم الشخصي والهم الوطني والهم الإنساني لذلك تميزت تميزاً كبيراً .
وعن رأيه في البيان الشعري الذي أصدره مجموعة من الشعراء العراقيين حول قصيدة البيت قال: في تقديري لم يقدموا شيئا يوازي هذا الشعار الكبير،التجديد يجب أن يكون في روح القصيدة ، فلم يعد هناك وجود لهذه المباشرة والتقنية ، وأغلب ما يكتب حتى الآن على سياق القصيدة القديمة .. الجملة الشعرية التي لا تبنى على صورة مركبة هي جملة ناقصة ومازالت القصيدة العامودية تشتغل على منظومة الصورة التقريرية والصورة المجردة فلم تبلغ الصورة المركبة حيث يذهب التأويل ويأخذ مساره الكبير في تأويل المعنى وخلق معنى محايد .
ميمونة العلي