نمتطي مركب الأيام لنمخر عباب بحر الحياة وقد حملنا في مكنونات أنفسنا زادا يكون لنا عونا في التعامل مع كل ما يحيط بنا فلكل منا ما يميزه في قراءة الأشياء والتعامل معها حاملنا فيها سلوكا هو أشبه بهوية تعريف تميز الإنسان عن غيره أمام الآخرين .
ويمكننا القول : إن السلوك الإنساني تعريفا هو : مجموعة التصرفات الداخلية والخارجية التي يقوم بها الفرد من خلال نشاطه اليومي لإشباع حاجاته ورغباته وللسلوك أنواع منها الفطري أي السلوك الذي يمارسه الفرد منذ ولادته بدون تعلم وهناك السلوك المكتسب وهو السلوك الذي يكتسبه الفرد من خلال الوعي والتدريب والتأهيل والتعليم وهذا السلوك هو نقطة الارتكاز التي تستند إليها كل المفاهيم والمعايير التربوية التي تنطلق من الأسرة ومن ثم المدرسة والمجتمع وهناك من يعتبر أن مدرسة الحياة هي المعلم الأول لأن الإنسان يحصل على ما يفيده من معلومات من خلال تجاربه العملية وفي الحياة أمثلة كثيرة استخلص منها كثير من العلماء والأدباء ما فيه صلاح السلوك الإنساني وسلامة الأجيال بعيدا عن التربية السلبية التي تجعل من الفرد ألعوبة بيد الخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان .
يقول كونفوشيوس : ( إن صاحب الخلق الرفيع لا يترفع على مرؤوسيه وفي منصب المرؤوس لا يتملق رؤساءه ..وهو ينظم مسلكه الشخصي فلا يسأل أحدا شيئا ، ومن ثم لا يعود له ما يشكوه …وهو لا يلوم الناس ) .وهناك من العادات والمفاهيم التي من الضروري معرفتها كي تسود حالة الاحترام التامة بين الناس ولا بد من أن يتعلم الإنسان من الطبيعة فكثيرة هي العبر الموجودة فيها يقول منتغمري : (الأزهار سفر وضعه الله ليعلم الإنسان اللطف والتسامح ، ألا ترى أن الإنسان يطوها تحت قدميه وهي لا تزال ترمقه بابتسامة جميلة ) . وعلى الإنسان ألا يفعل في السر ما يخشاه في العلن يقول في ذلك فليكس : (لا تفعل شيئا خفية ، لأن الزمن يرى ، ويسمع ، ويكتم السر ) ونحن نعلم من خلال مجريات حياتنا أن هناك أشياء كثيرة تم التعرف إليها بعد زمن طويل من حدوثها وخاصة في مجال الجرائم حتى أن أولئك الذين يمتهنون الكذب للحصول على بعض الأشياء من الآخرين لا بد أنهم سينكشفون يقول أحد الشعراء :
ثوب الرياء يشف عما تحته
فإذا التحفت به فإنك عاري
وكذلك الأمر لمن يسلكون المسلك الخطأ في الحصول على الملذات فتذهب هي ويبقى الإثم والندم يقول شاعر آخر :
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها
من الحرام ويبقى الإثم والعار
والسؤال الذي لا بد من طرحه هل أدى كل منا في عمله ما هو مطلوب منه ؟. وهل نحن أمناء بما يكفي على مستقبل أبنائنا ؟ والسؤال الأهم : هل استخلصنا العبر مما ألم بوطننا الغالي وكانت بوصلتنا باتجاهه دائما ؟ أسئلة يجب أن تبقى ماثلة أمام أعيننا لنبقى أعزاء فكرامة المرء من كرامة وطنه.
شلاش الضاهر