التدخين عادة ظهرت لدى الحضارات الشرقية القديمة في الصين ومنغوليا ،ثم بدأ بالانتشار غرباً وكانت عادة التدخين معروفة لدى الهنود الحمر في الأمريكيتين ،ثم انتشرت عالمياً .
واليوم يقبل جيل العصر على تناول السجائر بكثرة ،في ظاهرة مثيرة للقلق حيث يكثر عدد الطلاب المراهقين الذين يتعاطون التبغ جهاراً ودون أي شعور بالذنب أو شعور باقتراف العيب فتراهم في الشوارع وعلى أبواب المدارس وفي المنتزهات يدخنون بشراهة لاعتقادهم أن السجائر تدخلهم عالم الرجولة وأنهم يبدون أكثر جاذبية في نظر الجنس اللطيف حين يحملون السيجارة وينفثون دخانها بزهو وخيلاء ،وعادةً تبدأ عادة التدخين لدى المراهق بصورة بريئة وحباً بالاستطلاع وتذوق التجربة لكنه يتحول إلى إدمان أو عادة يصعب التخلص منها دون أن يعي العواقب والنتائج المترتبة على إدمان التدخين ،والمراهق أكثر عرضه للإدمان على السيجارة لأن دماغه لا يزال في طور النمو ،والنيكوتين عادةً يهدئ المخ ويعطي شعوراً مؤقتاً بالراحة والاسترخاء لكنّ المدخن بعد فترة يحتاج إلى مضاعفة الكمية للحصول مجدداً على شعور الراحة وهكذا حتى يدخل في حلقة مفرغة لذلك فإن التدخين من أكثر أنواع السلوك الإدماني الذي عرفه الإنسان .
قد يأخذ المراهق مجده في التدخين بسبب إهمال الوالدين وعدم اكتراثهم للأمر ،وقد يصل إلى مرحلة من الإدمان تدفعه إلى اقتراف السرقة للحصول على ثمن سجائر إذا لم يتوفر لديه المال ،وهذا ما يدفعه إلى الانحراف مستقبلاً لذلك على الوالدين ردع الأبناء وعدم تعاطي التبغ أمامهم ودفع أبنائهم إلى ممارسة الرياضة وملء أوقات فراغهم بعمل مفيد ،ودعمهم بالغذاء الصحي المتوازن لرفع معدلات الطاقة الايجابية لديهم التي يعطيها النيكوتين بشكل وهمي ومؤقت ،كما أن لغة الإنذار والتهديد ليست نافعة في هذه الحالة ،بل التشجيع والدعم ومعرفة الدافع الحقيقي لإدمان أولادهم على الدخان هي الطريق إلى الخلاص من عادة التدخين ،وعدم منع المدمن من تعاطي التبغ بشكل مفاجئ بل اتباع أسلوب تدريجي وتقديم الدواء البديل الذي يخفف من الشعور السلبي الذي يتركه الانقطاع عن النيكوتين ورغم أن المشوار سيكون صعباً في البداية ،إلا أنه يجب أن نزرع في نفوس أبنائنا أن الصحة كنز يجب ألا نفقده من أجل سيجارة .
سمر المحمد