لكل فصل من فصول العام أهمية ومكانة خاصة عند الفلاحين لكن فصل الخريف يكتسب مكانة كبيرة لدى الجميع وأتذكر عندما كنت طالبا على مقاعد الدراسة كان لدروس التعبير نكهة خاصة وبالأخص عندما كان الموضوع عن فصل الخريف كم كنا نتوسع في الكتابة عن مكوناته من افتتاح المدارس إلى هجرة الطيور إلى هبوب الرياح الخريفية التي كانت تعري الأشجار وتطفر أوراقها اليابسة في الدروب حيث كل شيء يوحي بالحزن والكآبة .
وكان للفلاح الحصة الكبيرة من الموضوع حيث يستيقظ باكرا مع ثورين كبيرين سيقومان بفلاحة الأرض وهما يجران محراثا خشبيا بسكة من الحديد وهو يغني فرحا فهو اليوم يزرع ليحصد غدا وكم كان يحلم بموسم وفير يوفر له إمكانية تدبر أموره والتغلب على مصاعب الحياة .
كل المفردات الخاصة بفصل الخريف بقيت ما عدا المحراث الخشبي والثورين فقد تم استبدالهما بالجرار الزراعي الذي وفر الجهد والوقت للفلاح ومكنه من التغلب على وعورة الأرض . لكننا الآن ونتيجة الحصار الاقتصادي على بلدنا الحبيب سورية أصبحت المحروقات مقننة وأحيانا غير متوفرة من حيث الكمية المطلوبة للجرارات الزراعية مما جعل سعر فلاحة الدونم الواحد بحدود ثلاثة آلاف ليرة سورية وأكثر واليوم وبعد أن بدأت الأمطار تتساقط والفلاحون يستعدون لبدء موسم الفلاحة لا بد من توفير المازوت ووضع السعر المناسب لفلاحة الدونم الواحد من الأرض وبالتالي يكون الفلاحون مرتاحين ويزهو الوطن بغلال بيادره التي تتحدى الحصار وصانعيه وكيف لا وسورية صانعة التاريخ ومهد الحضارات .
شلاش الضاهر