عندما تتبنى الحكومة شعار المواطن هو البوصلة فهذا يعني أن السياسة الاقتصادية لها يجب أن ترسم بحيث تحقق أهدافها في ذلك وبحيث يشعر المواطن بأثر تلك السياسة فهل شعر المواطن بذلك… بكل تأكيد لا مع الأخذ بعين الاعتبار الحرب الظالمة المعلنة علينا والحصار ولكن السبب الحقيقي لعدم تحسن الوضع المعاشي للمواطن هو غياب في الرؤية المرحلية والاستراتيجية وقصور في حسم الكثير من الملفات الفاعلة التي من الممكن أن تحدث أثرا «بنيويا» على مستوى الجودة ومنها الهدر والفساد وتقلبات سعر الصرف وسوء التخطيط والترهل.
الطبقة الوسطى باتت منهكة.. ونسبة لا بأس بها من الناس تحت خط الفقر ورواتب الموظفين لاتتناسب مع غلاء الأسعار الجنوني …. ماذا فعل الفريق الاقتصادي لتحريك عجلة الاقتصاد سوى محاولات خجولة…… لماذا يتم احتكار القرار دون الاستفادة من الخبرات والكفاءات والاستشارات التي قد تحدث فارقا «مهما» .. والسؤال الأهم.. إلى متى يستطيع المواطن الصمود.. لا مدخرات ولا إنتاج وكله سينعكس وسيظهر سريعا على الصحة الجسدية والنفسية وبالتالي سيخلف آثارا اجتماعية وبيئية وتنموية وإنمائية غاية في السوء.
هل فعلا وصلنا إلى طريق مسدود وهل انعدمت لدينا الحلول.. وهل يُترك المواطن لمصيره على أبواب الشتاء ليقارع العجز المادي والديون والبرد والجوع…. و التصريحات والتسويفات والوعود لا تتوقف… وطبخة البحص لم ولن تنضج بعد.
المواطن السوري الصامد الصابر والمصابر أنهكته الحروب الخارجية وحروب الوعود المجانية… وبات بحاجة إلى إجراءات إسعافية وعناية فائقة وتدخل سريع.. كله يصب في خانة الدفاع والصمود…
سامر سلمان