ينظر المزارع إلى ثمرات الزيتون بعين الرضا والإعجاب مستبشراً بموسم جيد ووافر جادت به الأرض هذا العام ..
فأغلب الأشجار محملة بما لذّ وطاب من الزيتون الغض جيد النوع والكمية ، حيث أن كثرة الأمطار وغزارتها العام الماضي ساعدت في نمو وتجدد بعض الشجيرات الصغيرة والأغصان النامية بعد عمليات الحرق المتكررة …
لكن ثمة ما يعكر صفو تفاؤله ، فبعد الخيبة الأولى التي مني بها العام الماضي بإصابة الثمرات بذبابة الزيتون ، تطفو اليوم على سطح آلامه ظاهرة جديدة وهي عملية سرقة المحصول من قبل أشخاص مجهولي الهوية والتي أخذت تتسع وتنتشر انتشاراً واسعاً نظراً لوفرة المحصول وجودته …
ألا يكفي الفلاح منغصات غلاء اليد العاملة في جني المحصول وارتفاع أجرة نقله إلى المعاصر إضافة إلى تحليق أجرة عملية العصر عاماً بعد عام وإلى ما هناك من هموم ومصاعب متجددة ، وكأن عقود صداقة باتت تعقد في الخفاء بين أرضه وبين الخيبات والخسارات ، فتنسحب مشكلة السرقة على محاصيل أخرى لمواسم متتابعة كالتين والعنب وأوراق العنب وغيرها من الثمار الموسمية ..
وأريد أن أنوه أن عمليات النهب تتسبب في أضرار للشجيرات النامية نتيجة قطع أغصان كاملة بشكل عشوائي ما يجعل الخسارة مضاعفة …
كل ذلك أخذ يفجر فقاقيع اليأس والأسف في نفس الفلاح ويفقده طمأنينة محتملة ، إذ باتت تهاجمه ويلات الطبيعة وضعف نفوس البشر من كل حدب وصوب …
عدد كبير من الفلاحين استغلوا الظروف المناخية الملائمة من حيث كثرة الأمطار لتجديد أشجارهم وصونها وضخوا أموالاً طائلة في قطاع زراعة الأرض بالأشجار المثمرة وخاصة الزيتون الذي يعد العمود الفقري للأسر السورية كافة وللاقتصاد الوطني بشكل عام ..
لذلك فالأمل يراودهم ويدغدغ أحلامهم بالعمل على تكثيف الحراسة على أراضيهم عامة وعلى مزارع الزيتون خاصة للحفاظ على تلك الثروة الاقتصادية من الاندثار ، باحثين عن قشة غريق يتمسكون بها لمحو آثار منغصات سابقة مروا بها لشحذ طاقاتهم بالعمل من جديد في إعمار الأرض بالأشجار والخضرة حتى لا تتسلل المساحات القاحلة إلى أرضنا المعطاء … فهل تتحقق الأحلام ..
العروبة – عفاف حلاس