يقولون الحياة فرص ، والفرصة التي تذهب لا تعوض ولذلك « إذا هبت رياحك فاغتنمها » ،.. لكن أية فرصة هذه إذا تعارضت مع المصلحة العامة وسببت الوجع والضرر والقهر لمجتمع بأكمله..
فانتهاز الفرص واللحاق بالقطار قبل أن تفوتك المحطة والكثير من هذا الكلام قد يدخل في باب المتاجرة والمزج بين المقبول وغير المقبول وبين المعقول والمأمول إلى درجة أن النصب والاحتيال يبلغ ذروته دون أن يرف لفاعلهما جفن …وليس بالطبع كل مواطن يجيد فهم دفع المأمول والمعلوم لكل موظف سيجبر خاطرك بتوقيعه الكريم أو وضع ختمه أو توثيق معامله ما بعدد من الأختام والتواقيع في مديريات ، وليس كل من يعمل في هذه الدوائر يتعاطى أفيون الرشوة، بالطبع إذا خليت خربت ، لكن نقول البعض منهم يجيد أكل الكتف مع أن هذه الكتف ليست بالدسمة ولا تقطر سمناً ولا عسلاً والبؤس والكد حفرا فيها أخاديد وجع ومع هذا تعصر وتكسر مرات ومرات من مرتشٍ غير معلن يضعك في حلقة مفرغة والسبع دوخات بانتظارك وأنت أبو الفهم ولاتنقصك الحذاقة في فهم المعلوم والمطلوب …
وبالطبع أنت المواطن المتقد حماساً لاستئصال الرشوة وكل ما يمت إلى الفساد تضعف همتك أمام الحدث وتكون حذراً لأن وضع العصي في الدواليب ممكنة ولا يمنع عرقلتها مبادىء من شرع رشوته وارتضاها زوراً وبهتاناً حلالاً زلالاً لجيبه …
لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو أن هذه الحالات الموجعة تتناسل وتتوالد ضمن مجتمع يقول القائمون على خدماته بأنهم سيبترون الفساد من شروشه وسيلحقون به العقم والشلل .. لكن .. متى .. كيف إلى متى .. وماذا بعد .. أسئلة استفهام تطرح نفسها في كل مرة يتجابه فيها الهدف وشرف المهنة والأمانة مع مظاهر الوصولية والانتهازية وقلة الضمير والتي باتت ثقافة عمل ، وكل الخوف أن تتحول إلى ثقافة مجتمع فنلتمس العذر للساقط وندين فيها أصحاب القيم الرفيعة … وهنا يصل القطار محطة كان الله في عون راكبيه ..
العروبة – حلم شدود