عكست الحركة التصحيحية عام1970 التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد حالة حقيقية عززت الثقة بين الشعب والحزب ,هذه الثقة التي تمخضت عن إقامة أساس متين بنيت عليه سورية الحديثة ومنطلقاً جاداً للعمل العربي المشترك ,وبالتالي كان نتاجها حسم الصراع بين عقليتين انتصرت فيهما العقلية التي تمثل إرادة الشعب ومصالح الأمة على العقلية المناورة العاجزة , وكان البعد القومي هو الامتداد الطبيعي لفكر القائد المؤسس حافظ الأسد وعمله ,فقال في تاريخ14/3/1971بعد أدائه اليمين الدستورية (لقد خرجنا من حالة الضياع وأنهينا عزلة القيادة عن الشعب ,ونحن الآن نتجه إلى المستقبل بروح جديدة هي روح الوحدة الوطنية ).
هذه الروح التي أنجزت خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر التصحيح بداية أعمال مجلس الشعب الأول , وإصدار قانون الإدارة المحلية , وتوقيع ميثاق الجبهة الوطنية التقدمية ,وإقرار الدستور الدائم للبلاد, ولعل الإنجاز الأهم كان نصر تشرين عام 1973 الذي قلب المعادلات الإقليمية والدولية وحطم عنجهية الكيان الصهيوني , وتوالت الإنجازات وتوسعت دائرة المشاركة في اتخاذ القرار,وتعزز دور المؤسسات والمنظمات والنقابات المنتخبة ديمقراطياً,كما تعزز دور التعددية السياسية والاقتصادية, وأضحت سورية الرقم الصعب في المعادلات الإقليمية والدولية وعبرت مواقفها على الصعيد القومي أنها أكثر التصاقاً بقضايا الأمة,و باتت المعقل الأهم للمشروع القومي العربي والموئل لأحرار العرب والعالم ,مما عزز حضورها السياسي والاقتصادي إقليمياً ودولياً و حققت سورية عظيم الانجازات مروراً بكل المعارك والتحديات التي واجهتها دفاعاً عن أهدافها وخياراتها القومية والقيمية والمبدئية .
وفي هذا الإطار كانت فلسفة التصحيح تؤمن في مضمونها وثوابتها في أن الماضي مفتاح الحاضر , وبالتالي فإن الحاضر قاعدة المستقبل الذي تتجه إليه وتعمل جاهدة كي يكون مستقبلاً مشرفاً لنا وللأجيال القادمة.
واليوم تحتفل سورية بذكرى التصحيح وهي أكثر قوة وثباتاً مجددة إيمانها بالثلاثية المقدسة جيش وشعب وقائد في ظل حرب كونية شنت عليها بغية النيل من قرارها السيادي في الحفاظ على هويتها وتاريخها ووحدتها الوطنية المتجذرة في عقول أبنائها,لا بل أكثر من ذلك أثبتت فلسفة التصحيح استمراريتها بأيد أمينة حريصة على تحقيق تطلعات الوطن والشعب متمثلة بقائد ملهم آمن بشعبه فبادله الشعب الحب والولاء والوفاء.فسورية تعيش أعراس النصر بعزيمة وتضحيات جيشها الباسل حامي الحمى.
غالب طيباني