يطالعنا العالم في كل يوم باختراع جديد أو ابتكار حديث لا سيما في مجال الإتصالات والخدمات الواسعة وتتسابق شركات الإعلان للدعاية لهذه المبتكرات الجديدة باستخدام آخر ما توصل إليه العالم في مجالات الدعاية والإعلان عبر أساليب تهدف إلى شد الناس إليها وأسرهم بمميزات فوائدها وإذا نظرنا إلى ناحية أخرى فإننا نرى أن الغيرة تلعب دوراً مهماً في الاستهلاك والتمظهر باقتناء أحدث موجودات الأسواق لدى البعض متناسين الإمكانيات المادية للأسرة وأولويات شراء الحاجيات في ظل جائحة جنون الأسعار فأغلب الشباب ينفذون مسلسلات الغيرة بحمل أحدث الموبايلات ويتفاخرون بأن سعره كبير وهو يتجاوز القدرة المادية وهذه مشكلة تواجه مجتمعنا الذي طغت عليه علاقات الاستهلاك علماً أن أهل أولئك الشباب غير راضين عن سلوكيات أبنائهم وخاصة الذين لا يقدرون تعب آبائهم في تأمين الحاجيات الملحة والضرورية ،إن الغيرة بين جيل الشباب في اقتناء أحدث أجهزة الاتصال هي مشكلة ،صحيح أنه على الأهل مراعاة رغبات أبنائهم ولكن ضمن المعقول والإمكانيات المتاحة وعلينا جميعاً إدراك أن طابع العصر هو السرعة و التغيير باستمرار وإن استمرارية الحياة تولّد بطبيعة الحال حاجات لا تنتهي ولكن حذار من الطموح السريع المرهق الذي يقع خارج دائرة الإمكانيات الذاتية وبقدر ما نستطيع إقامة توازن بين الطموحات والإمكانيات نقترب من حلول مشاكل الغيرة الاستهلاكية .
علي عباس