بما أننا شعب يؤمن بمقولة لايأس مع الحياة ، فقد قررنا أن نسكت هواجس ليل طويل أرّقنا .. لنتقلب في الفراش على نار أحر من جمر قلة المازوت وغلائه ، وارتفاع سعر فاتورة الكهرباء وأزمة الغاز ماجعلنا نشهد بداية كل فصل شتاء عملية احتراق النقود القليلة في جيوبنا ..
وهانحن ذا نحاول اختراع حلول خلبية تشعرنا بنوع من السكينة وتبرد نيران قلوبنا بتفويت الفرصة على برد الشتاء الذي سينخر عظامنا ويشل أيدينا المتجمدة من شدة البرد دون أن نحرك ساكنا ً ..
هي تجارب مستحدثة من صلب الواقع الصعب بارتداء أكداس مكدسة من الثياب وتناول أطعمة غنية بالسكريات تزود أجسامنا بسعرات حرارية عالية ، ربما نستطيع صد هجمات المعركة الضارية التي سيشنها البرد ويخترق منطقة دفاعنا ليتسلل إلى أعماق الجسد ويسجل الهدف بكل قوة ..
إذ لم نفقد الأمل بعد، بإيجاد وسائل تدفئة فعالة تنقذ الراتب من « الحرق على الفاضي» وذلك بالتخلي عن المشتقات البترولية والأدوات الكهربائية والغاز وحتى الحطب الذي حلق سعره أيضا ً في العلالي..
وبهذا الحل نوفر بيئة سليمة نظيفة خالية من الأمراض، وننعش من خلاله الاقتصاد الوطني، وننقذ أراضينا الخضراء المثمرة من قطع أشجارها أو حرقها ، إذ أصابتنا الخيبة بعد ذهاب صهريج المازوت وهو يتحفنا بليترات قل عددها وغلا ثمنها لاتكفي سوى لأيام معدودات من الفصل في مواجهة شتاء يهددنا وينذرنا ببرده وأمطاره ورياحه الكانونية الصعبة، سلاحنا الوحيد أغطية سميكة مع سد جميع النوافذ والأبواب التي يأتي منها الريح لنستريح ..
الوعود بأن المخصصات ستأتي على دفعتين لامصداقية لها ، فعندما يأتي موعد الدفعة الثانية لايصلنا منها شيء ، فما علينا سوى انتظار أخبار المنخفضات الجوية واشتداد البرد لنبدأ رحلة تنفيذ الحلول التي أوجدناها من صلب المشكلة ونواجه أزماتنا المادية ونزلات البرد الشديدة .
عفاف حلاس