عصفت رياح الغدر والعدوان ببلادنا الحبيبة… فكان درعنا شبابنا ردوا عنها الطعنات تلو الطعنات واستقبلوا بصدورهم تلك الخناجر المسمومة التي أرادت النيل من كبدها… قدموا أرواحهم ودمهم.. وحياتهم التي استهلكتها تلك السنوات المجنونة صونا للأرض والعرض.
سنوات تسع كانت كفيلة بأن تدمر أحلام الشباب في مستقبل مستقر تركن إليه أرواحهم المثقلة بالتعب وأجسادهم الموسومة بالمعاناة.
الشباب عماد المستقبل… وبسواعدهم تبنى تفاصيله… هم الأمان والضمان فماذا قدمنا لهم.. وإن كنا قد قدمنا فهل يكفي .
الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع… ونهوضه معتمد على الدم الفتي القادر على العطاء والإنتاج فهل قامت الجهات المعنية بما يلزم لتمكين حضور الشباب وتلبية متطلباتهم وتحقيق تنمية مجتمعية مستدامة وهل اوجدت حلا لمشاكل السكن والمغالاة في المهور ومتطلبات الزواج والنفقات الهائلة للشروع بها… أليس من الأجدى تقديم قروض زواج للفئة الشابة المقبلة عليه بدون فوائد أو بفوائد بسيطة… أليس من العدل تقديم شروط ميسرة لإيجاد مساكن أو حتى استئجار مساكن تسهم في توطين الأسر الناشئة والتي هي عماد المجتمع… أليس من الإنصاف توفير فرص عمل ومصدر دخل لهذه الأسر الوليدة حتى تستطيع الانطلاق وتضمن الديمومة… أليس من المنطق عدم المغالاة والمزاودة في المتطلبات من (طالب القرب) والتشرط والتطلب واستغلال المناسبة والاتجار بها… أين دور الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني الخيرية والفكرية والثقافية والاقتصادية في دعم هذه الشريحة طوبى لمن جمع رأسين في الحلال… و(طوبة) على رأس من وقف في وجه ذلك.. الطقوس والكماليات والعادات باتت عائقا حقيقيا» في طريق أحلام الشباب في تأسيس أسره وبناء عش الزوجية… لم يقدم أحد في سبيلنا كما قدم الشباب.. من حقهم ومن واجبنا أن ننتصر لهم كما انتصروا لنا… من حقهم علينا أن نقول لهم شكرا بأن نهيئ لهم سبل المضي…..
في نظرة بسيطة على تلك المعادلة نرى ارتفاع نسب الشباب العازب.. وارتفاع نسب العنوسة بشكل كبير.. أعداد الأرامل في أعلى سقوفها وأغلبها من الشابات … وكل الحلول الممكنة لتجاوز تلك المعضلات الخطيرة التي تستهدف بنية المجتمع… هي غير موجودة في استراتيجيات الحكومة أو المؤسسات الأهلية…بالمعنى الأكاديمي والعقلاني الفاعل والممنهج . فليكن للشباب حصة من تفكيرنا واهتمامنا ودعمنا.. كم هو مؤلم حالهم…. وطاحونة الحرب مازالت تعمل وتطحن المزيد من الآمال والأحلام…. شبابنا مستقبلنا فلنجعله جميلا من خلالهم.
سامر سلمان