تعتبر حشرة سوسة النخيل من أشد وأخطر الآفات التي تهاجم أشجار وفسائل النخيل بكافة أنواعه وبشكل خاص النخيل المثمر وتكمن هذه الخطورة من خلال عدة نقاط أهمها أن الطور الضار فيها هو الطور اليرقي و صعوبة اكتشاف وتشخيص الإصابة بها في وقت مبكر (عدو خفي) إضافة للخصوبة العالية للإناث في وضع البيض حيث تضع الأنثى الواحدة بمعدل وسطي 350 بيضة خلال فترة حياتها إضافة لشراهة اليرقات التي تدخل جذع النخلة والتي تملك فكوكاً قوية تتغذى من خلالها على الأنسجة الحية و الحزم الوعائية و تتلفها تماماً و تحولها إلى نشارة خشبية متعفنة يمكن أن تظهر في مرحلة متقدمة عبر ثقوب مستديرة إلى خارج جسم النخلة ووفرة عدد أجيالها الذي يتراوح مابين 3-4 أجيال في السنة , وقدرتها على تحمل الظروف البيئية الصعبة من ارتفاع لدرجات الحرارة حتى 50 درجة مئوية..
وصف الحشرة
الاسم العلمي فريوجنيس وهي من عائلة حشرات السوس لونها بني محمر مع وجود بقع سوداء على الصدر , لها فم قارض ينتهي بخرطوم طويل يبلغ طول الحشرة الكاملة حوالي 3,5 سم وعرضها 1,2 سم…
أول ظهور لها في سورية في محافظتي اللاذقية و طرطوس عام 2005 ثم انتقلت إلى الداخل ومن طرق انتقال الإصابة إدخال فسائل و أشجار نخيل مناطق أو بلدان مصابة بهذه الشجرة إلى مناطق سليمة .
وتتم العدوى عن طريق طيران الحشرة و التي تستطيع أن تطير لمسافة 35 كم و بشكل متقطع حيث لايتجاوز الطيران الواحد مسافة 1,5 كم نظراً لثقل جسمها .
أماكن حدوث الإصابة
تعتبر منطقة حدوث الإصابة الأولى هي منطقة خروج الرواكيب و الفسائل و أماكن قطع الكرب (التقليم) و الجروح الحديثة و التي تفرز فرمون مميز يجذب بقية الحشرات الكاملة ( حشرة جرحية), و أماكن خروج العذوق , والثقوب و الأنفاق التي تحدثها الحفارات و القوارض , و آباط الكرب في النخيل غير مكرب , والجذور الهوائية العارية في منطقة قاع الجذع , و منطقة الجمارة (قمة النخلة).
علامات و أعراض الإصابة
يصعب الكشف عن وجودها بشكل مبكر وأهم دليل على الإصابة وجود نشارة خشبية متعفنة في منطقة الإصابة , واصفرار و موت الجريد (السعف المورقة) وسهولة نزعه من موضعه , وخروج سائل صمغي من الشقوق أو بين الكرب يسوّد لونه مع مرور الوقت وموت الفسائل و الرواكيب و تهتك الكرب و أجزاء من الساق…
وعندما تكون النخلة المصابة من أعلى و طويلة قد ينحني الرأس ويموت الجريد و ينكسر رأس النخلة ..
مكافحة متكاملة
لمكافحة هذه الحشرة والحد من انتشارها يتم تطبيق برنامج مكافحة متكاملة لحشرة سوسة النخيل الحمراء إضافة لبعض الطرق الوقائية للأشجار السليمة و سبل أخرى علاجية للأشجار المصابة وأشار المهندس محمد نزيه الرفاعي مدير زراعة حمص أن الخطوة الأولى يتم فيها إجراء حصر ومسح شامل و تعداد لأشجار النخيل المتواجدة على مستوى دوائر الزراعة والمناطق في المحافظة من قبل لجان مركزية وفرعية وعلى مستوى المنطقة بمشاركة أعضاء و فنيين من المكتب التنفيذي للمحافظة و مديرية الحدائق و اتحاد الفلاحين و مديرية الزراعة و دائرة الوقاية و دائرة الحراج و دائرة الإنتاج النباتي و دوائر زراعة المنطقة و تأمين كافة المستلزمات للجان التحري و المكافحة على مستوى دوائر الزراعة (سيارة قلاب باكر مع تركس و مناشير بنزين و جرار مع مرش ومبيدات حشرية ومطمر خاص…)
كما يتم الاهتمام بتقديم كافة عمليات الخدمة من تكريب في الموعد المناسب (ك1 و ك2) و القيام بالرش بمبيد حشري وقائي بعد الانتهاء من عملية تكريب لتغطية مكان الجروح و حمايتها و نفس العمل في أثناء إزالة الفسائل و الرواكيب بالإضافة لعمليات التسميد والسقاية لهذه الأشجار..
ويتم تطبيق طريقة الحجر الزراعي في المحافظة التي يسجل بها إصابة ( داخلي – خارجي) حيث يمنع إنتاج فسائل النخيل في المشاتل الخاصة في المحافظة كما يمنع نقل أو إخراج أي فسائل من المحافظة المصابة إلى محافظات أخرى سليمة إلا عن طريق المشاتل الحكومية و بعد إعطائها شهادة منشأ و شهادة صحية تثبت خلوها من الإصابة بهذه الحشرة وهو ما يعمل به بمحافظة حمص ..
أما بالنسبة للطريقة العلاجية للأشجار المكتشفة ببداية الإصابة أشار الرفاعي أنها تتم عن طريق تنظيف جذع النخلة المصابة و في مكان ثقوب خروج النشارة الخشبية و العصارة و من ثم حقن مكان هذه الثقوب بحبوب الفوستوكسين أو عصارة الفوستوكسين وبمبيدات حشرية من مجموعة النيكوتينات الصنعية الجهازية ومن ثم الإغلاق ليتكفل الغاز المنطلق إلى الداخل لقتل اليرقات الموجودة ضمن جذع النخل و من ثم الانتقال إلى الرش الكلي لجسم النخلة من القمة (الجمارة) و باتجاه الأسفل بالمبيدات الحشرية الجهازية الآمنة على الصحة و البيئة والثمار إن وجدت من مجموعة النيكوتينات الصنعية ثيوميثوكسام و ثياكلبريد إيميد ياكلوبرايد و دينيوفروان .. و يتم تكرار هذه العملية على الأقل مرة واحدة شهرياً..
مراقبة دورية
كما يتم استخدام المصائد الفرمونية التجميعية الخاصة بحشرة سوسة النخيل حيث يتم توزيع هذه المصائد من قبل دائرة الوقاية على كافة دوائر زراعة المناطق في المحافظة و التي تهدف إلى تحديد وجود إصابة في هذه المنطقة من خلال جذبها للحشرات عن طريق الفرمون المعلق و المادة الغذائية الجاذبة والمضاف لها الماء ضمن هذه المصيدة و يتم القيام بجولات دورية و تفقدية لمراقبة التقاط لهذه الحشرة بداخلها أو تبديل الفرمون و المادة الغذائية والماء من قبل الفنيين في دائرة الوقاية وفنيي دوائر زراعة المناطق , حيث تم تسجيل التقاط و تسجيل إصابات بهذه الحشرة عن طريق هذه المصائد في كل من دائرة زراعة تلكلخ و ضمن المخطط التنظيمي لمحافظة حمص بدءاً من منطقة الوعر حتى مشارف قرية زيدل أما بقية مناطق المحافظة فلم يسجل التقاط أو وجود إصابة ضمن هذه المصائد…
وتحدث عن الطريقة المتبعة للأشجار المصابة بمراحل متقدمة و لايمكن علاجها حيث يتم قلع هذه الأشجار وتقطيعها و جمعها ورش مكان القلع ( التربة) ورش الأشجار المقطوعة والمقلوعة بمبيدات حشرية متخصصة تعفيراً في التربة و رشاً على الأشجار ومن ثم حرقها ضمن مطمر خاص و من ثم ردم التراب عليها و طمرها للقضاء على أي أطوار حشرية حية باقية و هذا ما تم تنفيذه من قبل مديرية الزراعة – دائرة الوقاية بالتعاون مع مديرية الحدائق و شركة الصرف الصحي و مجلس المدينة …
عدو حيوي
ونوه الرفاعي إلى أنه ومن خلال عمليات التحري و المراقبة و عمليات المكافحة تمت ملاحظة وجود موت لبعض العذارى والحشرات الكاملة ضمن الشرانق داخل جذع النخلة و نموات فطرية بيضاء لهذه الحشرات و التي يمكن أن تعزى إلى عدو حيوي هو فطر البوفاريا , وسيصار لزرع و تصنيف هذا النوع من الفطر بالتنسيق و التعاون بين الفنيين في دائرة الوقاية و الفنيين بدائرة المكافحة الحيوية ومخابر مديرية وقاية النبات بوزارة الزراعة و ذلك بمخابر كلية الزراعة ليتم اعتماده مستقبلاً من خطة المكافحة الحيوية في برنامج الإدارة المتكاملة للآفة .
هنادي سلامة