تواصل مديرية زراعة حمص عبر وحداتها الإرشادية و المتخصصين فيها للتواصل بشكل فعال مع المزارعين في مختلف قرى ريف حمص بهدف عودة القطاع الزراعي بشقيه النباتي و الحيواني إلى سابق عهده و ذلك من خلال عمليات إعادة تشجير المناطق التي تعرضت للحرائق في الموسم الماضي و في الأعوام السابقة ,إضافة لخطوات جادة بالتنسيق مع اتحاد الفلاحين ومنظمة الأغذية العالمية بهدف إيصال المنح لمستحقيها و لتكون رافداً داعماً للقطاع الزراعي بشكل عام ..
وفي تصريح لـ «العروبة» ذكر مدير زراعة حمص المهندس محمد نزيه الرفاعي أنه بالنسبة لتنفيذ الخطة الزراعية للموسم الحالي بالنسبة للقمح البعل فإن نسبة التنفيذ لغاية تاريخه تجاوزت 75% فيما تتجاوز نسبة تنفيذ خطة زراعة القمح المروي 65% , مشيراً إلى أن الاهتمام حالياً يتركز على منطقة البيارات الغربية في تدمر إذ تمكنا و بعد التنسيق مع اتحاد الفلاحين و الجهات المعنية بالحصول على موافقات لعدد من المزارعين لمعاودة زراعة أراضيهم بالقمح , مشيراً إلى أن مساحة منطقة البيارات تصل إلى 2800 هكتار , ولابد بعد تحريرها من رجس الإرهاب من الاستفادة من الهطولات المطرية أو حتى مياه الآبار و إعادة هذه الأراضي إلى سكة الإنتاج …
وأكد الرفاعي إلى أن الكوادر المتخصصة مستمرة بجولاتها الميدانية على المناطق للتأكد من المساحات المسموح بزراعتها وهي 3 مناطق في تدمر ستتم زراعتها بالقمح البعل علماً أنها قبل سنوات الحرب كانت مصنفة أراض مروية , و هنا يمكن للمزارع الحاصل على الموافقة أن يقوم بري محصوله في حالة رغبته بذلك ..
منطقة زراعية بامتياز
وأضاف :كما تم تخصيص منطقة المخرم بالمنحة المقدمة لألف مستفيد بمقدار 200 كغ من الشعير إضافة لبقية المناطق المحررة بالريف الشمالي و المحاذية لمنطقة الرستن و بعض قرى المركز الشرقي..
أما بالنسبة للريف الشمالي تم تخصيصه بأكبر كمية من بذار القمح وذلك في مناطق الرستن وتلدو وبعض المناطق المحاذية للقرى التي تواجد فيها الإرهابيون لفترة , حيث شملت المنحة بحدود ألفي مستفيد بالإضافة لتخصيصهم بمنحات شبكات ري مختلفة , ويستمر التنسيق مع الموارد المائية بشكل دائم لاستكمال تأهيل قناة الري على اعتبارها الشريان الرئيسي للزراعة في منطقة الرستن لأنها تروي مساحات كبيرة.
ونوه الرفاعي إلى أن المساحات التي كانت تزرع في الرستن فعلياً بحدود 17-18 ألف هكتار وتعتبر المنطقة الأساسية في المحافظة والتي تزرع فيها النباتات الطبية المهمة و ذات الجدوى الاقتصادية الكبيرة ومنها اليانسون و الكزبرة و الشمرة و حبة البركة , أي أنها منطقة زراعية بامتياز و تم هذا الموسم تفعيل و تشغيل أربع معاصر للزيتون وهي عاملة في منطقة الرستن لتخديم المزارعين وخاصة أن موسم الزيتون لهذا العام وفير وبمستوى جيد ..
وأضاف: تمت متابعة العمل في منطقة الحولة و التواصل مع المزارعين بالريف الشمالي بشكل دائم و التنسيق مع شركة الكهرباء لتأمين الكهرباء للمزارع والمداجن كما تم في الموسم الماضي صرف التعويضات لمستحقيها من مزارعي القمح و الذين تضررت محاصيلهم بسبب الغمر في شتاء العام الماضي .
نفقات النقل تعيق التسويق
مشيراً إلى أن موسم العام الحالي وخاصة بالنسبة لمحاصيل القمح والشعير والزيتون جيدة بشكل عام ويصل الإنتاج الفعلي من الزيتون إلى 75 ألف طن , و نأمل هذا الموسم بارتفاع معدلات الهطولات المطرية ..
وعن أهم الصعوبات التي تعترض عمل المزارعين وتسويق محاصيلهم نفقات النقل والضرر الكبير الذي ألحقته المجموعات الإرهابية في القرى التي تواجدت فيها وخاصة في منطقة القصير و حوض العاصي و جبورين و الرستن و كفرنان خاصة بالنسبة للغاطسات و التي تعرضت للتخريب الكلي تقريباً , ونذكر الأضرار التي أصيبت بها بساتين الأشجار المثمرة في تلك المناطق و في قرى المركز الشرقي , و يتم التواصل بشكل مستمر مع المزارعين لتقديم التسهيلات و معاودة النشاط الزراعي في مختلف المناطق ..
إعادة تشجير
وأشار الرفاعي إلى أن العمل مستمر لإعادة تشجير المناطق التي تضررت بفعل الحرائق و أهمها منطقة المخرم إضافة لتشجير منطقة عسيلة و جبل الكن و بداية العمل كانت بتشجير مساحة 15 هكتاراً و سيتم وضع خطة لإعادة تشجير المنطقة بشكل كامل والتي تصل مساحتها إلى 600 هكتار و بخطط تتلاءم مع الإمكانيات المتاحة خاصة وأن الغراس بحاجة لإرواء بواسطة الجرارات المزودة بالمقطورات و وضعنا خطة زمنية تصل لخمس سنوات سيتم العمل على تنفيذها بالوقت المناسب بما يتناسب مع الإمكانيات المتاحة خاصة في ظل النقص الحاصل بالكوادر العاملة و خاصة الذكور..
و نوه إلى حملات التشجير التي نفذت في منطقة وادي النضارة بعد تعرضه لحرائق متعددة هذا العام و تم تشجير مساحات واسعة .. كما تم إبلاغنا عن حدوث قطع جائر لـ 300 شجرة كستناء , وقامت كوادرنا مباشرة بالترميم وزراعة 500 غرسة جديدة ..
وعن ساقية الري أشار إلى أن التنسيق مستمر مع الجهات المعنية و تم الانتهاء من تأهيل قسم كبير من ساقية الري وصولاً لحمص المدينة , كما تأهيل مجرى نهر العاصي و السواقي بمنطقة القصير والأمور مبشرة بالخير بالنسبة للشق النباتي..
جولات ميدانية
أما بالنسبة للشق الحيواني أشار الرفاعي إلى أنه تتم متابعة حملات التحصين بشكل دائم لكل الأمراض التي تتوفر لها لقاحات في الوزارة, وتتواصل كوادر الوحدات الإرشادية مع المزارعين لتلقيح كل القطيع للوقاية من أي مرض أو جائحة ..
ويوجد حالياً جولات ميدانية للجان مكانية على مستوى المناطق تقوم بجولات إحصائية مكتبية و خاصة للأغنام و سيتم الانتهاء منها في وقت قريب بهدف تثبيت أرقام لرؤوس الماشية و خاصة في مناطق تدمر و القريتين و المخرم و سيتم الاستئناس بالجولة المكتبية و إحصائيات 2018 و 2014 وتثبيت الأرقام و الحيازات ليحصل المربون على الأعلاف بما يتناسب مع حيازاتهم..
محمد بلول