نقطة على السطر.. مشط زيتون

هذا الاختراع الصغير والقريب الصنع جنّب أشجار الزيتون ويلات القطاف بالضرب بالعصا لساعات وجنّب الفلاح عناء كبيراً للحصول على موسمه وجنبه حزناً على أغصان أشجاره المتكسرة لفت انتباهي هذا الاختراع الصغير لبساطته ولكن مردوده كان عظيماً ….
في كل عام عندما يحين موعد قطاف الزيتون تقفز إلى ذهني تلك الأيام الجميلة والحزينة …
أما أنها أيام جميلة فذلك لحجم الصدق والبساطة والسعادة التي كانت تغمر الجميع برغم الشقاء والعناء والإرهاق أتذكر إفطاراً شهياً على بساطته ربما كان القليل من الخيار والبندورة والجبنة ولكن حقيقة كان أطيب وأشهى من كل ما قد يتذوقه أي شخص في حياته …كنا ما زلنا صغاراً نستمتع بالهرب من العمل لمشقته وصعوبته على الفلاح نفسه فكيف على أطفاله ومن هنا يبدأ الحزن ليس على تلك الأيام بل على تلك الأرض وفلاحيها أتذكر المجهود الضائع مع المواسم التي تباع بأبخس الأثمان ولم يكن مردودها على وفرة إنتاجها أحياناً يساوي سعر التكلفة هذا مع عدم احتساب جهد الفلاح …
محزن جداً وضع الفلاح في بلادنا الجميلة …محزن جداً أن تجد فلاحاً يقول إنه لن يزرع أرضه لأنه لا يستطيع أن يغامر بدفع أجرة الفلاحة مثلاً ..وهو لا يعلم كيف سيبيع إنتاجه، هذا الفلاح لابد أنه بعد القليل من الوقت سيبحث عن سبيل آخر للحياة فهو يدرك جيداً أن زاوية في المدينة فيها دكان كل ما يفعله صاحبه هو نفس أركيلة أما المحل وبيعه لمشط الزيتون ينتج أضعافاً مضاعفة بدلاً من حقله فإذا كنّا بلداً زراعياً بامتياز ساعدوا فلاحنا وبيت مونتنا حتى لا يتحول إلى بائع مشط الزيتون .
إياد العيسى

المزيد...
آخر الأخبار