يعرف معجم المصطلحات الدرامية مسرح الطفل بأنه المكان المهيأ مسرحياًّ لتقديم عروضا تمثيلية كتبت وأخرجت خصيصاً لمشاهدين من الأطفال وقد يكون اللاعبون كلهم من الأطفال.
تفريغ الانفعالات
أشار علماء النفس في دراساتهم إلى أن للمسرح أثرا في تهذيب النفس، لأن التمثيل المسرحي يقوم بمعالجة كثير من الأمراض السيكولوجية التي يعاني منها الطفل، وهو يعمل على تفريغ كافة انفعالاته وشحناته النفسية، إلى جانب ذلك يكتسب الطفل الخجول الثقة بالنفس ويتخلى عن انطوائيته وأنانيته في بوتقة التعاون الجماعي، و السماح للأطفال الذين يعانون من اضطرابات بتمثيل مواقف مجسدة لها يمهد الفرصة لكسب الثقة بالنفس .
طابع جديد
لقد أخذ مسرح الأطفال في العصر الحديث طابعاً جديداً، ولم يعد المسرح وسيلة للتسلية والترفيه فحسب، بل أصبح وسيلة فعالة للتعليم والتثقيف، ونشر الأفكار، وصار يستخدم أداة فاعلة في مساعدة المعلمين في تدريس كثير من المواد العلمية والمنهجية، ونقلها إلى الأطفال بأسلوب يعتمد عنصري التشويق والتبسيط بما يعود بالنفع والفائدة على الأطفال في مراحل طفولتهم المختلفة. ولقد لخص (مارك توين) أهمية إنشاء المسرح وقيمته فيما يلي:فقد كتب إلى أحد المعلمين: أعتقد أن مسرح الأطفال من أعظم الاختراعات في القرن العشرين، وأن قيمته التعليمية الكبيرة التي لا تبدو واضحة، أو مفهومة في الوقت الحاضر، سوف تتجلى قريباً.
إنه أقوى معلم للأخلاق، وخير دافع إلى السلوك الطيب اهتدت إليه عبقرية الإنسان، لأن دروسه لا تلقن بالكتب بطريقة مرهقة أو في المنزل بطريقة مملة، بل بالحركة المنظورة التي تبعث الحماس وتصل مباشرة إلى قلوب الأطفال.
إن كتب الأخلاق لا يتعدى تأثيرها العقل، وقلما تصل إليه بعد رحلتها الطويلة الباهتة، ولكن حين تبدأ الدروس رحلتها من مسرح الأطفال، فإنها لا تتوقف في منتصف الطريق، بل تمضي إلى غايتها.
وعليه بات من الضروري إتاحة الفرصة لجميع الأطفال بداية من رياض الأطفال لممارسة نشاطات مسرحية بشرط أن تكون ذات مواضيع مناسبة للمرحلة العمرية للأطفال حتى يتمكنوا من أدائها بشكل سهل وصحيح ، وكذلك تكون محبوبة ومرغوب فيها من قبلهم ، فالعلوم التربوية الرائدة والحديثة تجزم بأهمية المسرح بالنسبة للطفل لما له من فوائد جمة في تنمية وتطوير العديد من المهارات وإزالة العديد من الصعوبات والاضطرابات .
المزيد...