من لا يتذكر ؟! والذكرى حفرت أخاديد في الجسد والروح !!
ومن يستطيع الآن أن ينكر والحقيقة أوضح من الموت وأصفى من ماء الخلجان البعيدة عن الملوثات ؟!
من لا يتذكر ؟ومن ينكر أنّ الغرب الاستعماري الذي لم يتخل عن نزعته الاستعمارية قد انخرط في المؤامرة الصهيوأمريكية على سورية؟!
فشن حرباً إعلامية شرسة على الدولة السورية وحاصرها اقتصادياً ،ولم يكتف بذلك وإنما جيش جيوشاً من التكفيريين المتشددين ودعمهم لوجستياً ومادياً وعسكرياً وسهل وصولهم إلى سورية عن طريق السلطان –أردوغان –الذي لم يتخل أيضاً عن مطامعه العثمانية ولذلك انتشر هؤلاءالإرهابيون من أصقاع العالم المتخمون بالفكر التكفيري الذي يذبح الآخر ،انتشروا من –باب الهوى –في الشمال إلى معبر –نصيب جابر –في الجنوب ،ومن بانياس والحفة في الغرب إلى البوكمال –في الشرق .فالغرب الاستعماري المنخرط في المؤامرة الصهيوأمريكية أراد نشر العنف والفوضى على كامل الجغرافيا السورية وصولاً إلى العاصمة دمشق لأن مخططهم أن تكون سورية دولة ممزقة إلى دويلات هشة في مواجهة الكيان الصهيوني ،فرأينا في قطعان داعش والنصرة الشيشاني والأفغاني ،التونسي والمصري ،السعودي والإيغوري ،الفرنسي والبريطاني ،الأمريكي والمغربي ….ولكن الدولة السورية بقيادتها التي أدركت حجم المؤامرة من بداية العدوان استطاعت بشعبها وجيشها ومحور مقاومتها أن تحرر الجغرافيا السورية بلدة بعد بلدة ومدينة بعد مدينة وبادية بعد بادية ،وكانت الباصات –الحافلات –تنقل المسلحين التكفيريين المتشددين إلى مدينة إدلب ،فتجمع فائض العنف والفوضى الذي أراد له الغرب الاستعماري والصهيو أمريكي أن يسيطر بعنفه وفوضاه على الجغرافيا السورية ،تجمع في إدلب ،المدينة السورية الصغيرة التي كانت ناعمة بالخضرة عابقة بالزيتون والكرز ،وفائض العنف والفوضى الذي اجتمع في إدلب إلى حين لأن الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والصديقة ستحرره ،ارعب الغرب الاستعماري لأنه أدرك أن تحرير إدلب كتحرير غيرها من مدن سورية وبلداتها ،وهذا الفائض من العنف والفوضى سيرتد عليها وعلى السلطان العثماني ،وكم حذرهم رجال الدولة السورية من هذه النهاية وقالوا لهم :إن طابخ السم لابّد أن يتذوقه في النهاية ،ولكن انخراطهم في المؤامرة الصهيونية أعمى قلوبهم قبل أبصارهم ،ولذلك يسارعون اليوم هلعين خائفين يتباكون على إدلب بدموع التماسيح ،ويقدمون حلولاً وآراء كبقاء إدلب على حالها –تورابورا -ثانية للقاعدة يقبع فيها الارهابي أبو محمد الجولاني كما يقبع الارهابي –أيمن الظواهري –في تورابورا –أفغانستان ،خليفة لأسامة بن لادن ،ولكن لا رأي لمن لا يطاع كما قال رجل عظيم من أمتي .وجاء الرد السوري على لسان الدكتور بشار الجعفري في مجلس الأمن :
لن نسمح بأن تكون إدلب تورابورا –كهوفاً للارهابيين .
ولذلك سارع الغرب ممثلاً –بما كرون –فرنسا –وميركل ألمانيا إلى استنبول للقاء الرئيس –فلاديمير بوتين –ولم يكن –أردوغان –أقل هلعاً منهم من ارتداد فائض العنف والفوضى الذي أرسلوه عليهم ،فهذا منطق الحياة .
د.غسان لافي طعمة