رحابة الصدر وانفتاح الفكر

البيت العربي بيت عريق شأنه شأن أي بيت في مجتمع آخر ، غير أنه يمتلك ميزات خاصة تتمثل في قيمه الاصيلة التي لا يزال يسير على هواها ويتمسك بنسقها ، لا يزال هذا البيت يقدم الاحترام للكبار ويعطي الاهتمام للصغار ، يسعى الى الإبقاء على تماسكه وتكوينه ، لا يزال للآباء فيه مكانة وللنساء بعض الصدارة ، ولا يزال يأخذ من الجميع الاهتمام الكافي والالتفاف والحرص .
لكن للعصرية وقعها الذي لا ينكر ، كما أن للتحديث خطاه التي لا يمكن أن نتجاهلها .
فهناك بعض الخطوات اللازمة لتقبل العصرية والتحديث والاحتفاظ بالتراث العريق من الاصالة والقيم ومنها :
العناية بدور المرأة والتقدم به لذلك علينا أن نعيد النظر في مسلكنا تجاهها ،ويجب علينا أن ندفع بها أكثر وأكثر الى التعلم والتعليم ، فلقد حان الوقت لنشد من أزرها ونقف بجانبها ونساندها . نحن بذلك نلحق بالعصرية والتحديث وكذلك نقدم لها العون حتى ترقى بذاتها و بعقلها ، و علينا أن نتعامل معها على أنها نصف المجموعة البشرية التي نشاركها الوطن والبيت .
كل ذلك لن ينتقص من أصالتنا ومن تمسكنا بقيمنا بل على العكس سوف يساعدنا في الجمع ما بين الأصالة والعصرية .فلن نبالغ إن قلنا :إن العلم والثقافة وسيلتنا إلى التمسك بكل ما هو جميل في الحياة .
كذلك فإن منهجية الحياة العصرية تعتمد على النظرة الكاملة التي تربط بين اطراف العالم وبين المقدمات والنتائج .
نعم .. نهتم كلنا بالبيت العربي لكن ذلك البيت جزء من مدينة ، والمدينة جزء من وطن ، والوطن جزء من القارة ، والقارة جزء من العالم .
ترتبط الأشياء لتصبح كلاً كبيراً ضخماً ، تشترك جزئياته في المشاكل والظواهر والحلول ، وبالرغم من خصوصية الاجزاء إلا أنها تمتد إلى بعضها بعموميات لا يمكن إنكارها. يحتاج بيتنا العربي إلى امتداد نظرته إلى الخارج الواسع ، يحتاج إلى ذلك التفاعل المخطط والواعي الذي يرسم طريق التعاون والأخذ والعطاء.
نريده بيتاً فاعلاً في الوطن ، تماماً كما نريد الوطن فاعلاً في العالم كله .
ميرنا فرحة

المزيد...
آخر الأخبار