يولد الإنسان عاشقا للحياة مع أنه يبدأ لحظاته الأولى معها بالبكاء والبكاء لأول مرة أمر إيجابي جاء بتوجيه من الأطباء وهو ثمرة من ثمرات العلم والنتيجة المطلوبة هي أن تبدأ عملية الشهيق والزفير التي ستستمر مع الإنسان إلى أجل مسمى وطالما هو على قيد الحياة إذا العلم يحضر منذ اللحظات الأولى ويبقى مطلوبا الحصول عليه في كل لحظة لأن التعلم هو سبيلنا إلى حياة حرة كريمة وبعد ذلك يبدأ تعلمه للأشياء من خلال أسرته التي تعلمه الكلام وبعض العادات والتقاليد التي تغرس في ذهنه ليكون متلائما مع مجتمعه الذي هو بدوره ( أي المجتمع ) قد وصلت إليه من الأسلاف لتكون أسلوب تعامل وحياة ومن ثم يذهب الطفل إلى الصروح التعليمية من أجل الحصول على العلوم والمعارف من مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي وحتى نهاية التعليم الجامعي ووسيلته للحصول على تلك العلوم والمعارف هو المعلم الذي يفني حياته وأيام شبابه في إيصال مالديه من معلومات وما ذخرت به الكتب التي خصصت للتعليم وذلك لتحقيق أمرين متلازمين يرافقان الإنسان حتى آخر لحظات عمره ، أولهما أن يعد الطفل إعدادا سليما من كافة النواحي الجسدية والنفسية والعقلية وأن تبنى لديه الملكات المعرفية المتراكمة والموجودة في المناهج التربوية ليكون غدا مهندسا أو طبيبا أو معلما أو في أي مهنة من المهن التي تؤمن له حياة حرة كريمة فيحصل على مرتب شهري يؤمن من خلاله مستلزمات الحياة فيبني بيتا ويكون أسرة من جهة ومن جهة ثانية تتضافر جهود أبناء الوطن ليكون الوطن هو بيتنا الكبير الذي تقع على عاتق أبنائه تأمين مستلزمات بقائه واستمراره قويا منيعا في وجه الرياح العاتية التي تحملها إليه أطماع الدول الاستعمارية وكي يكون وطننا القلعة القوية التي تنحني لها رقاب الأعداء وتتحطم على أسوارها أمواج الغزاة ونحن السوريين أصحاب تاريخ عريق في مقارعة أعداء الإنسان والإنسانية وكتب التاريخ تحمل في طياتها ما تعرضت له سورية من أحداث منذ أن وجد التاريخ وحتى الآن ونحن أصحاب حضارة ولدت مع بداية وجود الإنسان على الأرض وحضارتنا العربية كانت الشمس التي أضاءت أوربا وأيقظتها مما كانت تغط به من الجهل والتخلف ولأن سورية بلدنا الغالي فيها من المزايا الجغرافية والاقتصادية والكنوز التاريخية الكثير ولأنها كانت وما زالت تحمل لواء الدفاع عن الأمة العربية فقد تعرضت لأكبر وأشرس مؤامرة عرفها التاريخ فدق الإرهاب أطنابه على أبوابها وجاءت قطعان الإرهابيين المدعومين من دول الشر في العالم حيث حاولوا أن يعيثوا بها قتلا وتدميرا ونهبا لكننا ولأننا أصحاب حق ولأننا رضعنا منذ نعومة أظفارنا حب وطننا استطعنا أن نتجاوز المحنة وقضينا على الإرهابيين وأعاد جيشنا البطل الأمن والأمان لربوعه وهو الآن يضع اللمسات الأخيرة على إنهاء فصول المؤامرة وبالتالي ولكي نكون أوفياء أكثر ومن أجل غد أجمل لابد لنا من أن تكون كتب التاريخ في مناهجنا زاخرة بتسليط الضوء على المؤامرة من كل جوانبها بما فيها أبطال جيشنا سواء الذين استشهدوا أو الذين ما زالوا على قيد الحياة ممن قاموا بعمليات نوعية كان لها الكلمة الفصل في وضع لمسات الانتصار على أرض الواقع وإعادة الأمن والأمان إلى ربوع سورية الحبيبة .
شلاش الضاهر