يبدو أن انتشار ووجود الكثير من المواقع الطبية والبرامج المختصة بتقديم النصح والمشورة لطالبيها بالتزامن مع الأجور المرتفعة للأطباء، عزز لدى الكثيرين ثقافة الطبيب المنزلي الذي يبحث عن طرق علاج الكثير من الأمراض، والأدوية المناسبة لها، واللافت أن هناك برامج متنوعة انتشرت على الهواتف الذكية عبارة عن موسوعات طبية تستطيع من خلالها تحديد نوع المرض واسمه والعلاج المناسب له، ويتم تحديثها باستمرار بالمعلومات المستجدة عن طريق ربطها بشبكة الانترنت، ومن المثير للاهتمام وجود برامج تستطيع من خلال تنزيلها على أجهزة الهواتف الذكية قياس ضغط الدم، أو عدد ضربات القلب، إضافة إلى برامج أخرى يستطيع المستخدم من خلالها وضع جدول زمني للالتزام بحمية صحية معينة، أو ببرنامج رياضي مثلاً من خلال وجود مدرب افتراضي يحدد نوع الغذاء، أو عدد التمارين الرياضية المطلوبة ونوعها ..
تفضل أم زين «ربة منزل» الاعتماد على التداوي من خلال استخدام الأعشاب الطبية غير الضارة، وتقول إنها تحتفظ على جهازها الخلوي بموسوعة للأعشاب الطبية تستطيع من خلالها قراءة الفائدة الطبية لكل عشبة، وطريقة استخدامها وتحضيرها لعلاج مرض معين، وبرأيها أن العلاج بالأعشاب مفيد ومجد، واستخدمه أسلافنا في علاج مشكلات صحية كثيرة، لكن نقص ثقافتنا واهتمامنا بهذا العلم زاد عدد الأمراض، كما ازدادت تسعيرة معاينة الأطباء على اختلاف اختصاصاتهم ..
تتردد رهف ، الطالبة الجامعية، في نصح والدتها بأخذ قطرة عينية من نوع معين تعرفه لمعالجة حساسية أصابت عينيها، واستمرت لأيام من يوم، تعرف الفتاة هذا النوع ، وقرأت عنه في أكثر من موقع طبي قبل أن تصفها دون مشاورة طبيب أو وصفة مسبقة للأم المريضة، تقول رهف: لا آثار جانبية لتلك القطرة، وتستخدم كمحلول مرطب لاحتوائها مادة مرطبة ، وفي حالات جفاف وحساسية للعينين لعوامل الجو، ويمكن شراؤها دون وصفة طبية، وأضافت : رغم ابتعاد مجال دراستي عن الجانب الطبي أو الدوائي (لغة عربية )، إلا أن اهتمامي ومتابعتي المستمرة لمنتديات طبية على صفحات الأنترنت حفزا لدي هذه الثقافة، لدرجة أصبحت أمتلك فيها خبرة كافية لأنصح أحدهم بعلاج أو دواء لمشكلة معينة، وغالباً ما يسألني الكثير من الأصدقاء عن علاج أو دواء لمرض معين، أو مشكلة طبية ما …
بطريقة مشابهة.
أيضاً يكتب عامر، طالب»ثانوية» بعض التساؤلات على صفحات موقع طبي متخصص، مستفسراً عن طرق علاج أو أدوية مفيدة في حالة والده المصاب بمرض في القولون، ويشرح: إجابات هذه الأسئلة تأتي من أطباء مختصين، وغالباً ما تغنينا عن زيارة الطبيب، ودفع أجرة المعاينة الطبية المرتفعة التي وصلت إلى ثلاثة آلاف ليرة لدى بعض الأطباء ..
الصيدلانية ايلين حسن قالت : من الضرورة إدراك خطورة المعلومات الطبية التي توجد على مواقع الكترونية معينة على المرضى ،أو المهتمين من خلال البحث والاستفسار عن مشكلة طبية معينة على صفحات الأنترنت، لأن هذا الأمر يتطلب خبرة كافية وحذر، فالمواقع الالكترونية قد تتحدث عن حالة مرضية معينة لا تماثل بالضرورة الحالة التي يعاني منها المريض أو السائل، وكذلك فإن الأشخاص القائمين على تلك المواقع ربما تنقصهم الخبرة أو المعرفة في التشخيص، وحتى المريض نفسه قد لا يستطيع شرح حالته المرضية بشكل جيد وكاف، لذلك فالفحص الطبي والمعاينة أمر لابد منه مهما بلغت درجة الحرفية في تلك المواقع أو للقائمين عليها أو الباحثين عنها، وتكون المشورة غير المباشرة مفيدة فقط في بعض الحالات..
وتؤكد على ضرورة وجود وصفة طبية قبل صرف أي دواء، وتوضح : نتغاضى في بعض الأحيان عن تقديم بعض الأدوية التي لا آثار جانبية لاستخدامها كأدوية الرشح والسعال، والمضادات الحيوية، والفيتامينات، لكننا في المقابل لا نستطيع صرف أدوية قد يسبب استخدامها دون وصفة طبية ضرراً، وتضعنا أمام مساءلة أخلاقية وقانونية نحن كصيادلة بغنى عنها، وختمت : نحن نقوم أيضاً بهذا الدور (دور الطبيب المنزلي)، فالكثير من الأشخاص يأخذون مشورتنا بعلاج مرض معين أو الدواء المناسب له، ولا أتردد شخصياً في تقديم النصح المجاني لأي شخص يحتاجه ولا إمكانية مادية لديه لدفع تكاليف الدواء ..
المزيد...