التطورات السريعة في التكنولوجيا والعالم الرقمي الواسع أصبحت تحتل المركز الأول من اهتمامات الإنسان , و يعتبر الإعلام الالكتروني أحد أهم المجالات التي شهدت هذه التطورات, وكان لابد من توفير الطرق الكفيلة بإعطاء المهتمين بالإعلام المعلومات الكافية التي تؤهلهم لمعرفة جيدة ,وهذا الأمر يتم بشكل فعلي من خلال دورات تدريبية متخصصة بالإعلام الالكتروني والتدوين , تقام بشكل دوري .
ولتعزيز قدرات الصحفيين في حمص أقام اتحاد الصحفيين بالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية دورة تدريبية بعنوان (التدوين الرقمي في الإعلام الالكتروني) استمرت ستة أيام وتضمنت عدة محاور .
ولإلقاء الضوء على أهميتها التقينا عددا من المشاركين فيها وخرجنا بالآراء التالية ….
رفد سوق العمل
الزميل غسان فطوم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين رئيس مكتب التأهيل والتدريب تحدث حول هذه الدورة بشكل عام والغاية المرجوة منها حيث بيّن أنها مختلفة تماماً عما يدرس في كلية الإعلام, فهي تتطرق إلى التعامل مع المحتوى الرقمي بتفاصيله وليست تدريس للعملية التحريرية فقط ، وأشار إلى أن التجربة بدأ ت من حمص وستنتقل إلى المحافظات الأخرى, وستكون بعدة مستويات وأضاف : نحاول قدر الإمكان تنمية مهارات الصحفيين وتمكينهم من مفاتيح وأدوات الإعلام الرقمي , كونه يتصدر واجهة الإعلام ليكون هذا الجيل قادرا على المواجهة والتحدي ورافداً لسوق العمل الإعلامي , وسنقوم بتأمين فرصة عمل للمتميزين بهذا المجال.
وتابع :إن هذه الدورة تأتي في إطار اهتمام اتحاد الصحفيين بمواكبة الإعلام الجديد «السوشل ميديا » ,من أجل إيصال الرسالة اليوم إلى أبعد مدى ,وبالنتيجة تحقيق حاجة المتدرب بالإلمام بمفاتيح وأدوات الإعلام الرقمي والتقنيات والمعلومات .
ولاحظنا في بداية الدورة أن هناك عدم معرفة من قبل الكثير من الزملاء بهذه الأمور ولكن في اليوم الثاني والثالث أعتقد أن الصورة اتضحت وأصبح المتدربون لديهم شغف بمعرفة المزيد من حيثيات وتقنيات الإعلام الرقمي…
وهذا الأمر يشجعنا «كإتحاد صحفيين « على الاستمرار بهذه الدورات والانطلاق بها إلى باقي المحافظات حسب جدول زمني سوف نعلن عن مواعيده لاحقا..
وأتمنى من الزملاء الذين شاركوا بهذه الدورة أن يكونوا سفراء لاتحاد الصحفيين بالحديث عنها , بضرورة إتباع مثل هذه الدورات..
وأضاف : التحرير الصحفي يجب أن يتوج بمثل هذه المعلومات ومثل هذه التقنيات..فكلنا لدينا حواسيب وكلنا لدينا أجهزة الكترونية لكن أحيانا لا نعرف كيفية التعامل مع هذه الحواسيب فأحيانا أعطال بسيطة أو أخطاء بسيطة نرتكبها أثناء استخدامنا لهذه الأجهزة..فلو كان لدينا المعرفة نستطيع أن نتصرف من دون أن نلجأ إلى شخص أخر..إذاً الإعلام الرقمي اليوم فرض نفسه علينا كاتحاد للصحفيين , لذلك سنسعى للاهتمام بهذا الجانب من أجل تحقيق نقلة نوعية في الأداء والوصول إلى اكبر شريحة ممكنة من زملائنا الصحفيين وإقناعهم بإتباع مثل هذه الدورات لان الإعلام الالكتروني أصبح يدخل في كل تفاصيل حياتنا ولا نستطيع اليوم أن نبعد الهاتف النقال عنا ولا أن نبعد الفضائيات لذلك هذا الإعلام الالكتروني إن لم نتكيف و نتعايش معه وخاصة نحن كصحفيين بالشكل الجيد سوف نواجه الكثير من الصعوبات ولن نستطيع بإعلامنا المحلي أن نواجه هذه التحديات ونصل إلى الحد الأدنى من القبول الجماهيري في رسالتنا الإعلامية .
توظيف التقانات
مدرب الدورة الإعلامي حسين الابراهيم مدير المحتوى الرقمي في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية قال : تنبع أهمية الدورة كونها تأتي لتضيف إلى الإعلاميين العاملين في مجال الإعلام الالكتروني بحمص ما يؤهلهم لكي يقوموا بدورهم الإعلامي بالشكل الأمثل خاصة أن إمكاناتهم في استيعاب تقنيات شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية لم ترق إلى المستوى الذي يمكن لهذه التقانات أن تقدمه للإعلامي.الآن نحن في مرحلة علينا فيها توظيف هذه التقانات الحديثة لخدمة العملية الإعلامية في سورية ضمن إطار المنظومة الوطنية للإعلام لأن الإعلام الالكتروني صار جزءا لا يتجزأ من منظومة الإعلام الوطنية , فإذا كان القيّمون على الإعلام الالكتروني بمستوى ضعيف أو بمستوى غير احترافي أو على الأقل بمستوى غير قادر على استخدام التقانات في هذا المجال فلن يقوموا بدورهم بالشكل المطلوب ,من هنا كانت نظرة اتحاد الصحفيين إلى الموضوع من خلال إقامة دورات تدريبية على التطبيقات الخاصة للإعلام الالكتروني ومنها مثلا تطبيقات المواقع الالكترونية أو ما يخص وسائل التواصل الاجتماعي أو قنوات الفيديو «قنوات اليوتيوب » مثلا وغيرها ,هذه النماذج الإعلامية يجب أن يدخل الصحفي في آلية التواصل معها للوصول إلى استثمار أفضل لها..
تحفيز الطاقات والخبرات
في هذه الدورة قدمنا بما يؤسس لصناعة إعلامي قادر على القيام بالمهام الإعلامية للاستفادة من تقانات التواصل الاجتماعي وتقانات المواقع الالكترونية ..المستوى الذي رأيناه هو مستوى غني بإمكاناته ولكن ضعيف باستثمار هذه الإمكانات من خلال هذه الدورة
و أضاف : أنا لم ألق محاضرات ولكن قمت بتحفيز الطاقات والخبرات الموجودة لدى كل واحد منهم بحيث يستطيع أن يقوم بدوره على أكمل وجه..واكتشفنا أنه من يستطيع أن يغرس بذور ناضجة قابلة للنضج في أذهان هؤلاء الشباب يمكن له أن يصل إلى مستوى جيد في صناعة صحافة الكترونية بكل جوانبها سواء على صعيد المواقع أو على صعيد التواصل الاجتماعي .
مفهوم الإعلام التدويني
وتابع : أقمنا مجموعة من التجارب التي تكرس فهم متكامل لموضوع الإعلام التدويني لأن الإعلام التدويني في هذه المرحلة التي يتم التعامل فيها مع التقانات الخاصة بالاتصال هو الإعلام النموذجي القادر على تقديم الأفكار و طرح القضايا التي تهم الناس بدءا بالتعرف على«الهاشتاغ » أو القيم المضافة أو العلاقة بين البيانات والمعلومات وبين المعلومات نفسها ومن ثم صناعة المعرفة وتأهيل الصحفي كي يكون قادرا على صناعة المعرفة ,لان الإعلام الالكتروني يعتمد كثيرا على موضوع صناعة المعرفة ..ولا يتوقف فقط عند صناعة المعلومات أو نشر المعلومات ,وإنما هو يؤسس لصناعة معرفة مولدة من تفاعل المعلومات التي يصنعها الواقع سواء بالحدث أو سواء بالحالة الاجتماعية بشكل عام ..
التدوين يتعامل مع الحالة الاجتماعية والحالة الثقافية و الاقتصادية ويستخرج منها ما يكتشفه من غنى اجتماعي ويؤسس عليها صناعة معرفية .
وأضاف : الإعلام ليس مجرد نقل معلومات، فنقل المعلومات لا يعني أن الرسالة الإعلامية وصلت , إنما معالجة البيانات وصياغتها واستنباط القيمة المضافة هو المطلوب في الإعلام الجديد، وهذا يعني عندها أننا نصل إلى الإعلام المعرفي ، والذي نصل فيه إلى الثقة الكاملة بالمعلومات، بينما لا نستطيع الوصول إلى ذلك من خلال المعلومات فقط ,عندما نتدرب على العلاقة بين المصداقية والثقة في الإعلام هذا يعني أننا نستطيع توجيه الرسالة التي نرغب من خلال الإعلام، وهو ما نحاول التدرب عليه هنا .
صقل الجانب الأكاديمي
رئيس فرع اتحاد الصحفيين بحمص بسام علي قال : تعتبر هذه الدورة الأولى من نوعها على مستوى سورية, و يهمنا أن تكون ناجحة لتخريج كوادر فعالة مؤهلة ترفد البلد والمواقع الالكترونية والصحف.
رئيس فرع الجمعية السورية للمعلوماتية محمد حسان النجار قال : دورة الإعلام الالكتروني من الدورات الهامة لأنها حاجة أساسية للعاملين في مجال الإعلام.
وأضاف : في إطار اتفاقية التعاون بين اتحاد الصحفيين و الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية تم الاتفاق على إجراء عدد من الدورات التدريبية لصقل الجانب الأكاديمي للصحفيين ,لاسيما في مجال التدوين الالكتروني والإعلام الرقمي وكانت البداية من حمص من خلال هذه الدورة التي تعتبر الأولى من نوعها في دعم الجانب التكنولوجي للصحفيين وطريقة استخدام شبكات التواصل الاجتماعي , ونتيجة هذه الدورة نجد أمامنا مجموعة من الصحفيين النخبة الذين سيرفدون الجانب الإعلامي الرقمي بطاقات هامة, وحاولت الدورة أن توثق مجموعة من التقنيات والتكنولوجيا في آلية النشر والتعامل مع القارئ الالكتروني الذي يشكل أكثر من ٧٠% من القراء في شبكات التواصل الاجتماعي.
مع المشاركين
خديجة بدور مديرة المركز الثقافي بحمص ومشاركة في الدورة قالت :لا أحد يستطيع إنكار دور الإعلام المؤثر في كافة مجريات و أحداث العصر وهذه الدورة عرفت المتدربين بوسائل الاتصال والتكنولوجيا فيعتبر الإعلام التدويني صرخة في مجال الإعلام ونقلة في مجال التدوين الرقمي .
اندريه ديب قال: إن الدورة أعطتنا الكثير من المعلومات الجديدة بالنسبة لنا لاسيما كيفية كتابة الخبر التدويني و استخدام المعلومات المناسبة لإعطائه القيمة المطلوبة مشيرا إلى أن الجانب السلبي للدورة كان الضغط على المتدرب بإجراء مهام متعددة خلال وقت قصير.
طوني سيف قال : وجدت في الدورة حرفية مهمة بالتعامل مع التدوين الرقمي و أهمية تسلسل المحاور للمقال أو القصة الخبرية و تعلمت أهمية اختيار العنوان و كيفية استثماره للتواصل ,والأهم التركيز على القيمة المضافة و توظيفها لإيصالها لأكبر شريحة من المتلقين .
الجدير ذكره أن اليوم الأول تضمن شرح بعض المفاهيم الأساسية في الإعلام الالكتروني مثل التدوين والمعطيات والبيانات والمعلومات والمعرفة و القيمة المضافة وتوليد المعلومات والتمييز بين هذه المصطلحات والفرق بين مجتمع المعلومات ومجتمع المعرفة .
اليوم الثاني : القيام بتجارب عملية لمعرفة كيف تصبح المعلومات معرفة وكتابة مدونة عن ذلك… بالإضافة لشرح ماذا يعني الهاشتاغ و ما الهدف منه وما أهميته و دوره في نشر المعلومات المتعلقة بموضوع معين مع تطبيقات عملية قام بها المتدربون بإطلاق هاشتاغ مخصص للدورة الإعلامية, وتكون عنوانا لكل مدوناتهم.
اليوم الثالث : تدرب المشاركون على استخراج القيمة المضافة من الخبر التدويني و تعرفوا إلى أهميتها و دورها في إغناء المادة التدوينية و طبق هذا الأمر عمليا حيث قام كل متدرب بكتابة خبر تدويني مراعيا القيمة المضافة للخبر ومدركا لمتطلبات الخبر التدويني وشرح الفرق بين الخبر التدويني والمقال التدويني
اليوم الرابع تم خلاله تقويم و مناقشة موسعة لكل المواد التدوينية التي كتبت لمعرفة أماكن الخطأ إن وجدت و الاستفادة المتبادلة بين المتدربين من خلال تبادل المعلومات والمعارف و الحصول على قيم مضافة جديدة
اليوم الخامس : قام المدرب بتحفيز المشاركين لإخراج معلوماتهم ومعارفهم من خلال التنافس بين الفرق المشاركة على الإجابة على أسئلة متبادلة بينهم وهذا من شأنه إضافة معرفة جديدة لكل متدرب كما تم تحديد المشروع النهائي لليوم الأخير من الدورة والذي تطلب استعادة المتدرب لكل ما أخذه خلال أيام الدورة و كتابة مقال تدويني مراعيا كافة الشروط المطلوبة لنجاح المادة التدوينية.
متابعة : لانا قاسم