مرض السل سببه كائنات حية صغيرة غير مرئية ,و هي موجودة في كل مكان بما في ذلك داخل أجسام الناس. البكتريا منها ضار و منها نافع مثل بكتريا الأمعاء التي تساهم في هضم ما نتناوله من طعام, و البكتريا الضارة تسبب الالتهابات مثل بكتريا السل التي إذا هاجمت منطقة ما في الجسم و تكاثرت فيه و لم يتمكن من الدفاع عن نفسه يمكن أن يصاب بالمرض, وغالبا الرئة هي التي تصاب و لكن يمكن أن تصاب به أعضاء أخرى من الجسم كالهيكل العظمي أو الغدد اللمفاوية أو المخ . يطلق على البكتريا التي تسبب مرض السل اسم المتفطرة السلية. العروبة التقت الدكتور فرحان القاسم الذي حدثنا عنه قائلا: ينجم السل عن جرثومة المتفطرة السلية التي تصيب الرئتين في معظم الأحيان و هو مرض يمكن شفاؤه و الوقاية منه. و ينتقل السل من شخص لآخر عن طريق الهواء, فعندما يسعل الأشخاص المصابون بسل رئوي أو يعطسون أو يبصقون و تنتقل الجراثيم إلى الهواء ,فلا حاجة لأي شخص إلا استنشاق القليل من هذه الجراثيم حتى يصاب بالعدوى. و أضاف: ثلث سكان العالم لديهم سل خفي, أي أنهم مصابون بالعدوى الجرثومية الكامنة, لكنهم لا ينقلون المرض,هؤلاء الأشخاص معرضون خلال حياتهم لخطر الوقوع بمرض السل بنسبة 10% , لكن الأشخاص الذين مناعتهم ضعيفة كالمصابين بفيروس العوز المناعة البشري أو سوء التغذية أو السكري أو المدخنين ,فهم معرضون لخطر الوقوع في المرض أكثر من غيرهم بكثير, و السل لا ينتقل عن طريق الأواني و الأكواب و أجهزة الهاتف و الملابس و الشراشف و لا ينتقل عن طريق المصافحة أو تقاسم الطعام و الشراب مع الآخرين أو لمس أغطية السرير أو مقاعد المرحاض أو التقبيل. وعن الأعراض قال الدكتور القاسم: السل يهاجم أي جزء من أجزاء الجسم غير أن الرئتين تمثلان الموقع الذي تكثر الإصابة بهما, و قد تظهر على المصابين بعض الأعراض التالية أو كلها: -سعال يدوم لأكثر من ثلاثة أسابيع -إصابات بالحمى -خسارة الوزن بدون سبب -الرعشة -التعرق الليلي -ضيق في التنفس -ألم في الصدر -فقدان الشهية -التعب الشديد لكن عندما ينتقل السل من المرحلة الكامنة إلى المرحلة النشطة فإن الأعراض تختلف باختلاف نوع المرض , و من دون علاج ينتشر السل إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم مثل : -العظام: إذ قد يكون هناك ألم في العمود الفقري و تدمير في المفاصل ,وينتقل إلى الدماغ حيث يؤدي إلى التهاب السحايا , وكذلك ينتقل إلى الكبد و الكلى كذلك يضعف من قدرة القلب على ضخ الدم . والأكثر عرضة للإصابة بالسل هم الأطفال نتيجة ضعف جهاز المناعة لديهم و إهمالهم للنظافة في بعض الأحيان, و المشردون وكبار السن, و متعاطو المخدرات و الكحول, والأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية والذين يسكنون في مساكن رطبة و غير صحية. أن السرعة في علاج مرض السل هامة جدا و إلا يصبح مميتا , فبالعلاج تصل نسبة الشفاء عند المصابين 90% و علاج الأشخاص المصابين بمرض السل الكامن يمنع من تحوله إلى ناشط , و توقف المريض عن العلاج يؤدي إلى إعادة تنشيط الجرثومة مرة أخرى ,و في معظم الحالات يتم إدخال المريض إلى المشفى لمراقبته. و أضاف الدكتور القاسم: من أهم النصائح التي يجب أن يتبعها الشخص المصاب لإيقاف نشر مرض السل بين الآخرين و يحميهم من نقل العدوى هو: تناول الأدوية التي يصفها الطبيب كاملة أو التوقف عنها عندما يطلب إيقافها , وتغطية الفم دائما بمناديل عند السعال أو العطاس و وضعها في كيس و رميها بعيدا ,وغسل اليدين بعد السعال أو العطاس , وعدم تبادل الزيارات مع الآخرين ,و البقاء في المنزل بعيدا عن أماكن العمل أو الأماكن العامة ,واستخدام مروحة أو إبقاء النوافذ مفتوحة حتى يتحرك الهواء ,وعدم استخدام وسائل النقل العامة.
جنينه الحسن