ضاحية الوليد … تجمع سكاني كبير وخدمات شبه معدومة … المصارف المطرية فوق مستوى الشوارع الغارقة بالمياه

أثرت الحرب التي شنت على بلدنا خلال سبع سنوات على مختلف مناحي الحياة , وحملت معها ويلات ودمار وخراب وتدمير وتهجير ,وبات المواطن يحرص على توفر الحد الأدنى من احتياجاته اليومية بدءاً من تأمين لقمة العيش خاصة رغيف الخبز ومسكن يأويه وعائلته مع ازدياد نسبة المهجرين الذين لجؤوا إلى أحياء أخرى .
ضاحية الوليد تجمع سكني ذو مظهر عمراني جميل.. إلا أن كثرة الوافدين إليه شكل ضغطاً كبيراً على مختلف الخدمات الأساسية وجعل المواطن القاطن فيه يشعر بأنه خارج إطار اهتمام الجهات المعنية ….
ولإلقاء الضوء على الواقع الخدمي في الضاحية زارت العروبة الحي والتقت مع الأهالي ورئيس لجنة الحي ومختاره نزار منصور و عادل حبيب عضو لجنة الحي..

لم يصدّق بعد
يقول المختار : صدر مخطط تنظيمي للضاحية عام 2010 ولكنه لم يصدق حتى الآن والمفروض تسليمه إلى مجلس المدينة, ووضع مخطط جديد وتصديقه كي يتم تخصيص ميزانية خاصة لكافة الخدمات المتعلقة بالحي .
وأضاف : إن عدم تصديق المخطط حتى اليوم ينعكس سلبا على العمل , إذ لا يمكن استصدار أي رخصة لأي محل إلا بوجود سجل تجاري له , وطالما لا يوجد مخطط تنظيمي فلا سجل تجاري …. ومن الخدمات التي حرم منها المواطن في جزر هذه الضاحية هو عدم منح أي ترخيص لأي معتمد لاستجرار مادة الخبز , مما زاد من الازدحام على فرن الضاحية , ناهيك عن الإهانة التي يتعرض لها المواطن أمام الفرن والمزاجية في التعامل معه , ولا بد من إيجاد حل لذلك !
تجاوزات واضحة
خلال الجولة في شوارع الضاحية وجدنا الاعتداء الجائر على الحدائق إذ يتم اقتطاع جزء من الحديقة أمام الكثير من الأبنية ليتم تخصيصها محالا ً تجارية …
الواقع الحالي
يذكر عضو لجنة الحي أن الضاحية تمتد من دوار تدمر جنوباً حتى دوار 8 آذار شمالاً حتى ملعب صالة البعث جنوب شرق, ومن الشمال الشرقي يجاورها حي عكرمة الجنوبية .
ويبلغ عدد سكان الضاحية من 10- 12 ألف نسمة , يوجد فيها سوقان تجاريان لا يخدمان الحي كاملاً بسبب سوء التوزيع , إذ يوجد أربعة جزر, ويعقّب المختار : حبذا لو تتم معاملة الحي معاملة المنطقة الزراعية لا العقارية ودعمها بالخدمات الضرورية علماً أنها منطقة منظمة من الناحية العمرانية ولكنها تفتقد إلى الخدمات وهي ما تزال باستلام مؤسسة الإنشاءات العسكرية وبعض الجزر تعود إلى مؤسسة الإسكان العسكري .
اختناقات متكررة
يبلغ عدد الأبنية السكنية التابعة للجزيرة الأولى 36 بناء , ومعظم مداخل تلك الأبنية قد تحول إلى مستنقع للمياه الآسنة الناجمة عن الصرف الصحي , ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة والمزعجة , مما استدعى قيام الأهالي برصف الحجارة أمام مداخل بعض البنايات لتسهيل مرور القاطنين والوصول إلى منازلهم .
ولدى سؤالنا عن سبب وضع تلك الأبنية الحالي أكد البعض أن في هذه الأبنية يقطن في الشقة الواحدة ما بين «4-5 عائلات » مهجرة من مدينة تدمر وبعض الشقق العدد أكبر من ذلك , مما شكل ضغطاً كبيرا على قساطل الصرف الصحي التي تكسرت وتسربت مياهها متجمعة أمام مداخل الأبنية ومنعت دخول القاطنين الى منازلهم .. وقد قام البعض من السكان بتخريب سور الحديقة ليكون مدخلاً لمنزله خاصة أصحاب الشقق الأرضية .
أما فيما يخص الجزيرتين الثانية والرابعة فإن وضع الصرف الصحي وآلية تخديمه جيدة , علما أن عمر الشبكة 20 عاماً ولم تستبدل مطلقاً..!
وعن وضع الجزيرة الأولى يقول المختار:يتم التخلص من المياه المتسربة من قساطل الصرف الصحي في الجزيرة الأولى بشكل شبه يومي جراء الاختناقات المتكررة ..
المشكلة في المطر
يذكر أحد المواطنين أن تنفيذ المصارف المطرية سيء ,فهي مرتفعة عن مستوى سطح الشارع في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون منخفضة لتصريف مياه الأمطار … ويضيف أنه عند حصول هطولات مطرية لا يتمكن أحد من عبور الشارع لامتلائه مياه الأمطار وتحوله إلى رامات كبيرة .. وأضاف ساخرا : لم يعد ينقص تلك الشوارع سوى « وجود البط والإوز للسباحة» .! فماذا يفعل طلاب المدارس والموظفون..! وخاصة أمام الفرن الآلي وفي الشارع الرئيسي ..! و يعقب رئيس لجنة الحي أنه يتم تعزيل المصارف مع بداية فصل الشتاء, ولكن تنفيذ الشوايات والريكارات الخاطئ هو السبب في طوفان الشوارع وخاصة الرئيسي منها .
حفر كثيرة
يشكو أهالي الحي من كثرة وجود الشوارع الترابية ..وما تم تعبيده منها أصبح عمره 20 عاما ً ولم يحظ بأي قميص إسفلتي جديد , وهم يناشدون الجهات المعنية للرأفة بحالهم !
إنارة الشوارع
إن شبكة الكهرباء جديدة نوعا ً ما إذ تم تمديدها منذ حوالي 15 عاما ً ولا يوجد أي ضعف في التيار ولا مشاكل تذكر ، ولكن تكمن المشكلة على حد قول عضو لجنة الحي بعدم وجود إنارة في الشوارع وخاصة الرئيسية , والموجود منها في بعض الشوارع الفرعية بحاجة إلى صيانة أو استبدال .
معتمد للخبز
قال المختار : ذكرنا في بداية حديثنا أن عدم وجود مخطط تنظيمي للحي لم يتح الفرصة لمنح رخصة معتمد خبز في جزر الحي وبقي الأهالي يعتمدون على أنفسهم في تأمين الخبز من نافذة المخبر مباشرة وهم يناشدون الجهات المعنية بوضع حد للمضايقات التي يتعرض لها الأهالي أحيانا أمام المخبز وخاصة النساء . .
الكميات قليلة
أكد الأهالي عدم حصول المواطن على كامل حاجته من الخبز … وتمنوا إيجاد حل لمشكلة الازدحام أمام باب الفرن والحد من تجارة الخبز اليابس والتي أصبحت رائجة جدا ً في الضاحية وتفعيل دور مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ذلك … والتحقيق في آلية حصول هؤلاء على الكمية الكبيرة من مادة الخبز والقيام ببيعه بعد التيبيس…؟!
المازوت متوفر
ذكر رئيس لجنة الحي أنه يتم التسجيل على مادة المازوت بواسطة دفتر العائلة أو البطاقة القديمة وقد بدأ التوزيع لهذا الشتاء منذ شهر تشرين الأول بواقع 100 ليتر لكل عائلة والمادة متوفرة ..
معاناة الوافدين
إن عدد المهجرين من المناطق الأخرى الذين توافدوا إلى الضاحية أكثر من عدد سكانها الأصليين إذ تبلغ نسبتهم أكثر من 60 % , و يقطن في الشقة الواحدة أحيانا ً «كما ذكرنا آنفا» أربع عائلات وكل منهم بحاجة إلى الخدمات ويشترون المازوت بالكالون … ويدفع كل مستأجر 25 ألف ل.س شهريا للمؤجر

الغاز متوفر
يوجد معتمد واحد في الحي كما تقوم سيارة بالتوزيع المباشر للمادة وتباع الاسطوانة بالسعر المحدد من الوزارة .
مياه الشرب متوفرة
يؤكد مختار الحي أن وضع شبكة مياه الشرب جيد والمياه تصل الحي معظم الأوقات بشكل يومي وتصل حتى الشقق المرتفعة دون وجود مولدات لكل الجزر و التي تم استثمارها بعد عام 2000 .
النظافة
أما بخصوص واقع النظافة فيقول : حالياً يتم كنس الشوارع , ويوجد حاويات كافية وموزعة بشكل يخدم كافة الجزر .. ولكن للأسف لا يوجد التزام من الأهالي بمواعيد رمي القمامة , ويتم ترحيلها مرة أو أكثر في اليوم..
لا تسمية للشوارع
يشير الأهالي أنه لا يوجد تسميات للشوارع سوى الشارع الرئيسي وتمنوا على الجهات المعنية العمل على تسمية تلك الشوارع أسوة بشوارع باقي الأحياء .
مستوى التعليم جيد
يوجد في الضاحية ثلاث مدارس ابتدائية بدوامين صباحي ومسائي جراء الازدحام بعد قدوم الوافدين, حيث يوجد 50 طالبا بالشعبة الواحدة ويوجد إعدادية وثانوية عامة ذكور ويؤكد أهل الحي أن مستوى التعليم جيد كما يوجد روضة أطفال عامة وثلاثة رياض خاصة قام أصحابها باقتطاع أجزاء من الحدائق المحيطة بالأبنية لإشادتها وهي ليست بالمستوى المطلوب ..؟!
خدمات صحية
يوجد في الحي مؤسسة الشهيد الطبية ونقطة عكرمة للهلال الأحمر كما تقوم سيارة متنقلة تابعة لمديرية الصحة بتقديم الخدمات الطبية الإسعافية والكشف عن الأمراض السارية يومين في الأسبوع لمدة ساعتين .
غيرمستثمرة
ذكر الأهالي أن الضاحية من حيث التنظيم العمراني جيدة ومنظمة إذ خصص لكل أربعة أبنية حديقة واحدة ولكنها لم تستثمر أبدا .. بل أصبحت مكبات للقمامة .. فلا سور يحميها كما أنها غير مزروعة بالأشجار , والمشكلة هي قيام بعض المواطنين بتغيير مكان حاوية القمامة حسب أهوائه الشخصية .. في الحديقة أو منتصف الشارع ولا مشكلة لديه .
الأرضي جيدة
إن خدمة الهاتف الثابت جيدة تغطي حاجة أهالي الضاحية جميعا وهناك بعض الخطوط الإضافية أيضا ..
زيادة العدد
يذكر المختار : أنه تم تخصيص الضاحية بسبعة سرافيس تصل إلى نهاية الخط المقرر لها, لكن السكان يؤكدون أن العدد قليل , وأشار المختار إلى أنه تمت المطالبة بتسيير باص نقل داخلي ولكن لا شيء على أرض الواقع .
إعادة تأهيل
إن واقع الأرصفة في الشوارع سيئ , حيث تعرض بعضها إلى فقدان البلاط منه مما يسبب تعثر المارة لذلك فهي بحاجة إلى إعادة تأهيل وصيانة ..
وتساءل أحد السكان قائلا : حين نخاطب الجهة المعنية بخصوص وضع مطبات في الشوارع يتم تلبية الطلب بسرعة ولكن حين يكون لمد قميص إسفلتي أوالترميم.. لا حياة لمن تنادي ..!
تحقيق : نبيلة إبراهيم
تصوير: سامر الشامي

المزيد...
آخر الأخبار