توقيع ديوان بوح الشجر

في يباب العمر تزرع وردا ، وفي حدائق الوطن تهدهد لغد جديد ، تجمع في كاسات الروح وتصيغ حروفها نغما وعطرا وتغني للوطن والحب الدكتورة الشاعرة مادلين الطنوس توقع ديوانها (بوح الشجر) وتدعو الشاعرة فيه للسلم والتسامح تتفاعل مع الطبيعة ,تغلب سمة الحزن والألم على أغلب القصائد رغم محاولتها الحثيثة لبث روح الامل والتفاؤل تصور ما مر علينا من مآس خلال سنوات الحرب تقول:
جاءني العصفور يحلم
يرتدي ثوب الفرح
حط في كفي يشدو
يبتغي بعض المرح
قدم للديوان الأديب عيسى إسماعيل الذي أكد أن المرأة الشاعرة تعطي الشعر والشعور ومساحات للحياة أكبر وأوسع في بوح الشجر
للشاعرة مدائن جديدة و حيوات متجددة ،للشجر ظلال وثمر وعندما ينتهي الظلال والثمر تعطي من وقودها دفئا ويسألونك بعد هذا ماذا تعطي المرأة الشاعرة .
ويضيف: ديوان ( بوح الشجر) ليس ورقا عليه كلمات ، هو جواز سفر علامته الفارقة حب الحياة والناس في عالم جميل يصنعه البشر بالحب والمحبة , لغة الديوان شفافة ، وكلماته رقيقة :
إن مررت من هنا
لا تكابر
وعلى أرواحهم
لا تقامر
لا تقل كانوا هنا
شمعةً أو زينةً
للمناظر
قل لقد كانوا والدُّنى
تستقي ماضٍيا بهم
وتنشد حاضر .
أما الشاعر نبيل باخص فقال في مجموعة بوح الشجر :إن الشاعرة مادلين الطنوس إنسانية جدا وهذا واضح في قصائدها أسلوبها رومانسي بامتياز ، شعرها ( تفعيلة وعمودي) موضوعاتها واقعية ، تنادي بتواضع الإنسان لأن نهايته إلى التراب تقول:
تواضع تحلّ بكنز الوئام
فإنّك دودٌ سريعُ العطب
وإنّك طيفٌ يهاب الرحيل
سرابٌ تراءى بُعيد التّعب
ويضيف: الشاعرة تتجاوز شفاء الأجساد لتشفي النفوس أهدت لنا (بوح الشجر) ..درر درر تلك العبر كروائع الياقوت والمرمر يتناغم فيها الشكل والمظهر وروعة المضمون والجوهر بل ربما أكثر
أما الأديب رفعت ديب فيقول:
عقدت الشاعرة اجتماعا لكل النسائم التي مرت وطيّرت خصلات شعرها ودعت الى هذا الاجتماع كل العصافير التي عبرت نافذتها أو حطت عليها ، تطالبها بكتمان السر وحرق رسائل الهمس إلا أن أشجار الغابة على فرط جمالها باحت بسر شاعرتنا ولذا أسمت ديوانها ( بوح الشجر )
تغلب على الديوان صفة الرومانسية ويقسم إلى قسمين وطني خاص بسورية ووجداني ذاتي وغزل عام
أفتش عني أجدني كأني
ضعت بنهر وزادَ التمني
أسائل عمري تراك سرابا
وفيلما قصيرا تحدث عني.
والجدير بالذكر أن للشاعرة مادلين الطنوس إصدارا سابقا وهو ديوان شعر باللغة المحكية ( شمس وفي ) واليوم قدمت إصدارها الثاني ( بوح الشجر )
خديجة الحسن