السكري مرض استقلابي شائع يتميز بفرط سكر الغلوكوز في الدم باستمرار بقيم مختلفة وذلك نتيجة لنقص الأنسولين أو نقص فعاليته أو كليهما .
و لداء السكري نمطان نمط أول ونمط ثان
ويعتبر اعتلال الشبكية بسبب السكري أكثر شيوعا ً في النمط I ,وهو السبب الأكثر شيوعا ً للعمى في الأعمار بين 20- 65 سنة .
وللحديث أكثر عن هذا الموضوع التقت العروبة الدكتورة باسمة كبريال فقالت:
هناك عوامل خطورة يسببها مرض السكري كمدته التي تعتبر العامل الأهم فالمرضى المشخص لديهم داء سكري قبل عمر 30 سنة يكون معدل حدوث اعتلال الشبكية بعد 10 سنوات هو 50 % وبعد 30 سنة 90 % ، ويندر حدوث اعتلال الشبكية قبل مرور 5 سنوات على بدء الداء لكن حوالي 5 % من السكريين بالنمط II يكشف لديهم اعتلال الشبكية عند التشخيص .
كما أن ضبط سكر الدم بشكل سيء يعتبر عامل خطورة لترقي اعتلال الشبكية السكري .
و الحمل يترافق أحيانا ً بترقٍ سريع لاعتلال الشبكية .
وكذلك ارتفاع التوتر الشرياني إذا كان ضبطه سيئا ً فإنه يترافق بتدهور اعتلال الشبكية وتطور اعتلال شبكية تكاثري في كلا النمطين الأول والثاني .
كما أن المرض الكلوي ( أو الاعتلال الكلوي ) إذا كان شديدا ً فإنه يؤدي إلى اعتلال الشبكية
, و للتدخين والبدانة وفرط شحوم الدم دور كبير أيضاً.
فوائد ضبط سكر الدم
- يؤخر سوء اعتلال الشبكية رغم أنه لا يمنع حدوثه
- يبطىء من ترقي اعتلال الشبكية السكري البدئي (الأساسي)
- يقلل من حدوث وذمة اللطخة
- يقلل الحاجة للتخثير الضوئي بالليزر .
وأضافت: إن اعتلال الشبكية السكري هو اعتلال أوعية دقيقة ثؤثر بداية على الشرايين والأوردة مما يؤدي إلى مظاهر الانسداد والتسريب في الأوعية الدقيقة، مع حدوث تشوه في خلايا الدم الحمراء وزيادة تراصها مما يؤدي إلى انخفاض نقل الأوكسجين وبالتالي يحدث نقص تروية في الشعيرات الشبكية مما يؤدي لحدوث نقص أكسجة الشبكية والذي
يتطور بعدها ( في حال لم يتم ضبط السكر بشكل جيد ) ويؤدي إلى انطلاق عوامل منمية للأوعية ( عوامل مشكلة للأوعية) وبالتالي فإن الإمراضية تتحدد بعاملين هما : انسداد الأوعية الدقيقة الذي يؤدي إلى الإقفار (نقص أكسجة) الشبكية .
والعامل الثاني هو التسريب من الأوعية الدقيقة والذي يؤدي إلى تسريب مكونات البلازما إلى الشبكية مما يؤدي لحدوث نزوف داخل الشبكية و وذمة شبكية منتشرة أو موضعي .
مؤكدة أن أشكال اعتلال الشبكية السكري ثلاثة:
1– اعتلال شبكية وهذا له درجات : اعتلال شبكية غير تكاثري واعتلال شبكية تكاثري و اعتلال شبكية متقدم ( متطور ) وهذا الشكل يترافق مع حدوث نزف ضمن الزجاجي أو انفصال شبكية شدي.
2-اعتلال لطخة سكري: وهذه تؤذي اللطخة الصفراء ( التي هي مركز الرؤية في العين عند الإنسان ) وتتمثل إصابتها إما – حدوث إقفار ( نقص أكسجة ) أو وذمة لطخة.
3- اعتلال العصب البصري
- بالنسبة لاعتلال الشبكية غير التكاثري :هنا الحالة تحتاج فقط لمراقبة ومتابعة المريض بشكل منتظم وليس هناك داع للعلاج بالتخثير الضوئي بالليزر إلا إذا كانت المتابعة المنتظمة للمريض غير ممكنة أو كانت الرؤية في العين الأخرى قد ضاعت سابقاً بسبب اعتلال شبكية تكاثري .
- بحالة اعتلال الشبكية التكاثري هذه الحالة تعني وجود أوعية حديثة التشكل تتكاثر في الشبكية على مسار أوعية الشبكية
في هذه الحالة سيتطلب العلاج بالتخثير الضوئي بالليزر . مع مراقبة المريض بعد 4-6 أسابيع للمتابعة .
بحالة اعتلال الشبكية المتقدم تحدث الاختلاطات الخطيرة المهددة للرؤية مثل نزف ضمن الزجاجي وانفصال الشبكية الشديد
وفي هذه الحالات يتطلب إجراء العمل الجراحي المعروف بالقطع الزجاجي مع إجراء تخثير ضوئي بالليزر.
في حالة اعتلال اللطخة السكري : من المهم في هذه الحالة إجراء الاستقصاءات اللازمة من تصوير ( طبقي محوسب ) وتصوير لقعر العين بالفلو ريسين ( مادة ظليلية ) وبعدها حسب الصورة الناتجة للطخة يتم أخذ القرار بإعطاء المريض حقنا ً مضادة للوذمة مع أو بدون تخثير ضوئي بالليزر.
اعتلال العصب البصيري : يشاهد في الحالات التي تتشكل فيها العوامل المنمية للأوعية حيث يحدث تشكل أوعية حديثة على العصب البصري وفي هذه الحالة يطلب إجراء تخثير ضوئي بالليزر لكامل الشبكية .
الهدف من تخثير الشبكية بالليزر هو الحث على تراجع الأوعية الحديثة والوقاية من تدني الرؤية بالنزف الزجاجي أو انفصال الشبكية الشدي .
تقصي اعتلال الشبكية السكري :
إن التقصي يتضمن فحص حدة الإبصار ( للبعيد والقريب ) وفحص قعر العين ( الشبكية ) بعد توسيع الحدقة .
المرضى الذين لديهم قعر عين طبيعي أو بالحالات الخفيفة من اعتلال الشبكية السكري غير التكاثري يجب على المرضى إجراء مراجعة سنوية بشرط ضبط سكر الدم بشكل جيد .
أما بقية المرضى الذين تظهر لديهم الاختلاطات الأشد يجب متابعتهم بحرص وعناية كل حسب حالته ومعالجتهم ومراقبتهم حسب مدد معينة يحددها الطبيب المختص .
نصائح وتوجيهات
_يجب نصح كل مريض سكري وحتى لو كان سكر الدم لديه مضبوطا ً أن يراجع طبيب العيون كل سنة لفحص قعر العين .
– ضبطسكر الدم بالتعاون مع طبيب الغدد والمراقبة لقعر العين من قبل طبيب العيون والمعالجة إن اقتضى الأمر .
– نحن الآن في شهر رمضان المبارك ويجب على المرضى السكريين مراجعة أطبائهم لتعديل أدويتهم ونظامهم الغذائي بشكل يتناسب مع الشهر الفضيل وهنا نورد بعض التوصيات في هذا الشهر : 1- المراقبة الذاتية لسكر الدم خاصة قبل الإفطار – بعد الإفطار بساعتين – قبل السحور – وأي وقت خلال اليوم ( صباحاً أو مساء)
يجب أن يتراوح سكر الدم بين 106-145 ملغ/ د ,و على مدار اليوم إذا كان سكر الدم / 90 ملغ / د أو شعر المريض بتعرضه لنوبة نقص سكر
ويوصى المريض بشرب السوائل بشكل أساسي بعد الفطور وعدم الإكثار من الأغذية الغنية بالسكريات والنشويات مع تناول الطعام باعتدال ما أمكن وتقسيم الوجبات الغذائية بالتنسيق مع طبيب الغدد.
جنينة الحسن