أنور وجهك أمّ أنَّ الصباحَ بَدا كِلاهُما بالشّـــروقِ النيّر انفردا
أشـــــتاقهُ كملت كالبدرِ طلعتهُ أو أنها نقصت : أشـــــتاقهُ أبدا
وأســـــــتفيء بنُعماه فتغمرني كما يحيط حنانُ الوالـدِ الــــولدا
وهبتهُ كــَـــــبِدا ً حرّى معذبةً ورُحتُ أطلبُ مِنْ نعمائهِ كــَــبِدا
أحـــــــبّه : وكـأنَّ الله قدّر لي أن أرى فيهِ هذا الكون مُنفردا
أراهُ بيــــنَ النــجوم مؤتــلقا ً وفي الخمائلِ للزهر النديِّ ندى
أراهُ تبتـــــــسمُ الدُّنيا لطلعتهِ (تـــــأنف الدّوح يرضي بلبلا ًغَرِدا )
* *
مِن فضــــائلِ عطاياه بِلا مِنن ٍ تقاسَــــمَ النّاس نُعمى العيش ِ والنّكدا
يرعى قلوب خلائقهِ ويحرمها فذاكَ يُعطـيهِ آلامــــا ً وذا رَغـَــــدا
وكأنَ حظّي منه نهلة بقيت رشفتها : فعرفتُ فيهِ الخمرَ والشّهدا
لقيتُ فيها كنــــوز الدرِّ غالية فيـــــالكنزٍ له ُ كــــــــلّ القلوبِ فِدا
نُعمى تعذّبني حينا ً وتتركني لكـي تجرّب فيَّ الصـّــبرَ والجَلَدا
والحبُّ أجمل مافيهِ ترفّعهُ فإنْ تنازلَ عن عليائهِ فـَـــــــــسَدا
وللحبيبِ مقام ٌ ليـــسَ يعرفهُ إلا محبّ على أعتابهِ ســَـــــجدا
* *
ياطـــــــالعينَ إلى العلياء إنَّ لنا في موكبِ الفجر من إشراقهِ رَأَدا
نُواكبُ المجدَ في أســـــمى معانيهِ ولانُماشــــــــــيهِ إلاّ ســـــادةً نُجُبا
ومازرعنا دروبَ الشّمس من دَمنا لنُطعمَ الباغيــــــنَ الحِقدَ والحَسَدا
لنا غدا ً في ميادين العُلا سَـــبَق ٌ وسوفَ نكشفُ زيفَ الزائفينَ غَدا
وللحقيقةِ نُعمـــــاها ورونقــــها فليـــــسَ واهمٌ أمرا ً مثلَ مَنْ شَهدا
* *
مَنْ زَادَ عنْ أرضنا في جُلّق الشام ومَنْ خَاضَ المعاركَ يفدي بالدّم البَلدا
ســــــــــلاحهُ قوة ٌ للحقِّ في دمهِ وعزّةٌ وشـــــــــــــعور مؤمن ومَدَى
ولَمْ ترعْهُ أســـــــــــــاطيلٌ مدمّرة ٌ إنَّ العظـــيم َ – عظـــيمٌ أينما وُجِدا
لولاهم لم تكن شــــــــامنا ظافرةً ولم نقف نتــحدّى بالحــروبِ عِدى
وزيّنوا أرضنا خضراء مرابعها وفجّروا في روابي شـــــامِها بَرَدى
وسيم سليمان
المزيد...