تشرين التحرير والتصحيح… أسطورة نصر وثقها الشعراء بمداد قلوبهم

تشرين « التحرير والتصحيح» ملحمة انتصار خالدة للجيش العربي السوري  وثقها الشعراء بأحرف من نور على صفحات العزة والكرامة .. إنه تاريخنا الناصع  يشرق أبدا مهما تعاقبت السنون ، كيف لا وهو أول انتصار عربي مبين على أعداء العرب في العصر الحديث فيه  ثأرنا لنكسة حزيران من العدو الصهيوني …تشرين النصر المبين..  خلده الشعراء بقصائدهم, والبداية مع  الشاعر محمد مهدي الجواهري  مفاخرا معتزا  بالجيش العربي السوري و المصري فيقول :
يا دافع الخطر الموفي بكلكله              على العروبة لا مستك أخطارُ
لولاكم لم يجد رمزاً له علمٌ                         ولا تذوق طعم الدار ديار
أما الشاعر أحمد أسعد الحارة فيقول في قصيدة عنوانها  (وتشرينيك ..إنه الممكن المحال): هواجس انبض الافكار عنها /كما انبضتَ عن قوس نبالا !/ بي الأحداث والأحداث زخت /فكم جهلا وأدت وكم رغالا/
أبا الأشبال ,باسم الأرض تمشي/وباسم الثاكلين او الثكالى/وتشرينيك قالوا أرى الزمن الشهيد يقوم حيا /إذا تشرين ثانية توالى.
فالشاعر الحارة يرى أننا بحاجة لتشرين ثان ينشر عبير النصر وها هي سورية تنهض من رمادها محققة النصر المبين على قوى الظلام.
ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
كما خلد لنا الشاعر نزار قباني ( 1923 – 1998) ملحمة تشرين بقصيدته الشهيرة (ترصيع بالذهب على سيف دمشقي ) وهي قصيدة ذائعة الصيت جاء فيها :
جاء تشرين يا حبيبة عمري              أحسن الوقت للهوى تشرين
ولنا موعد على جبل الشيخ                        كم الثلج دافئ وحنون
سبع سنوات من الحزن مرت      مات فيها الصفصاف والزيتون
اسحبي الذيل يا قنيطرة              المجد وكحل جفنيك يا حرمون
أما الشاعر سليمان العيسى ( 1929- 2013 ) يفخر بتشرين وأبطاله الميامين الذين حطموا غرور الكيان الاسرائيلي . فيقول العيسى في قصيدته: ( تحية الى تشرين) :
على أقدامنا سقط المحال               وأورقت الرجولة والرجال
سرايا من ترابك يا بلادي                نبتنا من شموخك ما نزال
وها هو الشاعر مصطفى البدوي ينشد قصيدته ( قلعة العرب ).. ومنها :
تيهي علواً فهذا النصر يا شام                على مشارقك الخضراء بسام
تبارك الحب في تشرين تسكبه                 على جدائلك الشقراء أنغام
أما الشاعر محمد الغرباوي فيرسم لنا لوحة جميلة
 يسخر فيها من  أسطورة الجيش الذي لا يقهر  :
سائلوا بارليف ماذا قد دهاه           يوم ذاق الويل منا في القناه
وإذا الجيش الذي لا يقهر                  عاد مقهوراً وقد خابت مناه
ويستمر الشعراء في مواكبة أعياد التشرينين التحرير و التصحيح فالشعر ديوان العرب وأجمل الابداع ذاك الذي يجعلك تنشد مع فرقة النصر والتصحيح ، فيغني تشرين وتغرد انتصاراته
يقول الشاعر رضا رجب :
لغير تشرينك التاريخ ما انتسبا         ولاسوى بردى من يزحم الشهبا
كتاب تشرين مفتوح لقارئه             كأنه النور يجلو الشك والريبا   
في معجم الأسد الأوطان واحدة        ومن يقل غير هذا خان أو كذبا .
وعندما تنصب أقواس النصر والجباه تكلل بالغار ، تصدح حناجرنا غناء لانتصاراتهم ونتطاول بفخرنا إلى عنان السماء لأنهم بنوا لنا صروحاً عالية في آفاق العزة والكرامة ، وهذا فرحان الخطيب يقول :
أخت العلا تشرين أقبل مرحبا       هيا اسرجي الخيل العتيقة مركبا
وترنمي هذا صليل سيوفنا          وتبختري فالمجد لا لن يحجبا.  
وترتدي الشام أجمل أثوابها المرصعة بدرر النصر والمطرزة بحروف المعالي ويراها الشاعر خضر الحمصي أجمل عروس :
عرسك اليوم ياشام جميل       بسم الصبح ، واستطال الخميل
فارتدي ثوبك المرصع درا  هو تشرين في حماك نزيل  
عاد تشرين فاهتفي ياصبايا     للمعالي وكبري يانصول
إيه تشرين ياحديث الليالي        ياربيعاً تغار منه الفصول
وتشرين شمس ساطعة في سماء الوطن تنير النهارات العربية وتبعث الضوء للياليه الجميلة ، تنتثر أشعة تنشر النور في أرجائه الواسعة . وتشرين مفخرة لاتقدر بثمن وهو صبح أبدي  يقول حسان الصاري :
وهل الصبح من تشرين نوراً          رآه المدلجون لهم إماما
هل السبعون كانت بدء خلق         أم السبعون جاءتنا ختاما
ويلبس الوطن ثوب الفخر في تشرين ويميس بردى مختالا به ، فتغفو دمشق رافعة رأس العزة والكرامة ، وتسطع شمعة براقة ، وتتفاخر نجومه مسافرة إلى النصر .. إلى التصحيح ، ويتابع حسان الصاري في قصيدة أخرى :
وألبسوا الصبح من تشرين مفخرة ماست      على بردى تياهة الأُزُر
من قبل تشرين شمنا ومض وثبته      كما تُشام نجوم الليل في السفر   
غنيت تشرين أمجاداً ومعركة      وقائداً يعشق الأمجاد من صغر   
ويرتفع صوت تشرين مزغرداً ويتكلل الوطن بتاج النصر وتتطرز روابيه بالتصحيح فينداح الأمل في قلوب المتشوقين إلى النصر ، ويفرح أبناء الوطن بالمستقبل الذي يقود إلى العلياء بشموخ وعظمة ، وتتحطم أسطورة العدو الذي زعم أنه لايقهر ، وترتفع الملحمة الخالدة من التحرير  إلى التصحيح إلى البناء ونعود مرة أخرى لنستمع للشاعر فرحان الخطيب الذي يقول :
الشعر مالي أراه العاشق الطربا      لعين تشرين تلقاه الغصون صبا  
لأن تشرين أحيا الغار في وطني      فعاش تشرين بالقاني الذي سكبا
ويبقى تشرين زهرة الوطن ونجمة العلا وشمس لاتغرب ، خالد خلود التاريخ ، يعزف ألحانه في قلوب أبناء الوطن المتيمين بحبه ،العاشقين لمجده، الشامخين بعزته وكرامته ، وتحلو ياتشرين بأمجاد الوطن ، ونراك شعراً في ديوان المجد والخلود .
ميمونة العلي_منار الناعمة 

المزيد...
آخر الأخبار