تلعب الأمهات أدوارا عديدة خلال فترة تربيتها لأطفالها من الراعية الحنونة إلى السيدة القوية وأحيانا ما بين كل هذه المهام يجب أن تكون الصديقة أيضا. ولكن يمكن أن يكون تحقيق التوازن بين كل هذه المهام أمرا صعبا جدا.
عندما يكون الطفل صغيرا، تعمل الأم كحامية له، بحيث تقدم له كل شيء. وفي عمر صغيرة يتعلم الأطفال أن أفضل مكان للحصول على كل الإجابات والنصائح، والدعم والحب هو الأم, ولكن مع التقدم في السن، يبدأ دور الأم بالتغير.
مشكلة المراهقة
خلال فترة المراهقة يمكن أن ينظر الأطفال إلى أمهاتهم (وآبائهم) على أنهم العدو. فالآباء والأمهات هم الذين يمسكون بزمام الأمور ويضعون كل القواعد, بسبب هذا يظهر نزاع في أغلب الأحيان في كل بيت ويمكن أن يلجأ الأطفال إلى أشخاص آخرين لتقديم الدعم, وهذا يقود إلى المزيد من التوتر في العلاقة بين الأم والأبناء خاصة الفتيات.
لهذا السبب تحاول العديد من الأمهات تطوير نوع من الصداقة مع الفتيات المراهقات، ويحاولن قدر الإمكان التعرف أكثر على الشخصية الجديدة لبناتهن.
وبالطبع، هذه المحاولة يمكن أن تجلب الكثير من الفوائد للأم.
إذا كانت ابنتك ترى فيك صديقتها، فسوف تأتي لطلب النصائح والإجابات عندما تواجه قرارات صعبة حول الحياة. على أية حال، يجب أن تدرك الأم بأنها قد تتعلم بعض الأشياء التي لم تكن تعرفها أو ترغب في معرفتها أيضا.
وبالرغم من مصادقة ابنتك يمكن أن يكون الأمر مفيدا جدا في سنوات المراهقة، إلا أنه قد يكون ذا تأثير عكسي أيضا إذا لم تتحكم بشكل جيد فالأم الصديقة يمكن أن تتجنب مواجهة أو معاقبة الابنة لأنها ترغب في الحفاظ على صداقتها. كذلك يمكن أن تمنع ابنتها من مصادقة فتيات في نفس عمرها بالتالي اختبار الأشياء الجديدة وأخذ المخاطر المختلفة, بكلمة أخرى يمكن أن تستحوذ رغبة الأم في السيطرة على حياة ابنتها على العلاقة بينهما.
دعهم يرتكبون الأخطاء
حتى ينمو الطفل إلى بالغ، يجب أن يطور طفلك مهارات الثقة والاستقلالية والمسؤولية، ويجب أن يرتكبوا بعض الأخطاء لوحدهم ويعانوا من العواقب. إذا كانت الأم تلعب دور الصديقة أكثر من اللازم فلن يكون لدى المراهق فرصة لمواجهة مثل هذا النمو.
ولذلك الأهل بحاجة إلى التوازن… علموا أطفالكم بأنهم يمكن أن يأتوا إليكم لحل المشاكل أو الاستفسار وبأنكم ستكونون موجودين دائما بآذان وقلب مفتوح. لكن علموهم كذلك بأن دوركم الأول والنهائي في حياتهم هو أنكم أهلهم. وإذا خرقوا القواعد، فسوف يعانون من العواقب.
منار الناعمة