التشكيلي أيمن بيطار… إبداع وتميز في فن رسم الإيقونات

استطاع الفنان التشكيلي أيمن بيطار أن يحجز لنفسه مكانا في عالم الفن قوامه الإبداع  وذلك من  خلال أسلوبه الخاص وأدائه الفني  المميز في رسم الإيقونات، ساعده في ذلك الصقل الكامل لموهبته من خلال التعلُّم لأصول هذا الفن  بشكلٍ احترافي وليغني مسيرته الفنية بمجموعة من الأيقونات الخشبية والجداريات لكنائس سورية تعكس الحالة الروحية لهذه الأعمال .

شغف بالرسم

وعن مسيرته وأعماله الفنية حدثنا قائلا : منذ الصغر أحب الرسم واذكر قلم الرصاص الذي كنت أخبئه عن إخوتي  وارسم به وابريه حتى يصبح صغيرا  وعندما  اكتشفت والدتي موهبتي أحضرت لي الأقلام والألوان، وفي العاشرة من عمري كنت دائما أراقب أختي الكبيرة وهي ترسم بالألوان الزيتية  وكانت أول لوحة لي للسيدة العذراء ومازالت موجودة حتى الآن وفي المرحلة الابتدائية في الصف الخامس شاركت في معرض لطلائع البعث في المركز الثقافي في حمص   باستخدام الألوان المائية .

منحة دراسية

وأضاف :بعدها تابعت  لمدة أربع سنوات في مركز صبحي شعيب للفنون التشكيلية مع الدعم المستمر من الأهل بالإضافة إلى ممارسة هوايات أخرى كالعزف على الغيتار و الرياضة التي اتخذتها  كمهنة  بعد تخرجي من  كلية الرياضة عام 1984 مع استمراري بممارسة الرسم كهاو .

وأضاف :أميل لرسم اللوحات الجدارية ذات الأحجام الكبيرة ضمن إمكانيات بسيطة وخبرة قليلة متبعا المدرسة الكلاسيكية بالإضافة إلى أني كنت ارسم أصدقائي في المدرسة (بورتريه )بالفحم وأقلام الخشب الملونة .

 وفي عام 1987  قرر مطران حمص (ألكسي عبد الكريم )إرسالي بمنحة دراسية إلى اليونان لقناعته بموهبتي وذلك لأتعلم فن رسم الأيقونات البيزنطية حيث تفتقر سورية وكل الشرق الأوسط إلى رسامين متخصصين بهذا المجال وعدم اللجوء إلى  إحضار رسامين من اليونان حيث كان يكلف الكنيسة مبالغ مالية طائلة و كان التحاقي بكلية الفنون الجميلة بأثينا وأيضا بجامعة خاصة لتعلم الفن البيزنطي لمدة أربع سنوات وأيضا بجامعة أثينا لترميم الأعمال القديمة و التنقيب مدة خمسة سنوات دور هام حيث  أدركت أن  الموهبة تحتاج إلى دراسة وعلم حتى تكتمل وهذا  كله لم يكن كافيا لاكتساب الخبرة والمهارة فكان عملي أيضا  كمساعد مع أستاذ في الجامعة ولمدة 7سنوات هو الأساس وكان أول عمل لي بعنوان (كنيسة القديسة أولغا في وسط العاصمة اليونانية )وبنفس الوقت كلفت برسم كاتدرائية الأربعين شهيدا بحمص مدة خمس سنوات والعديد من الكنائس و الجداريات  في ألمانيا وأميركا  ولبنان  ومصر و اليونان.

الحفاظ على الإرث

وتابع قائلا : هذا النوع من الفنون يحتاج إلى  خبرة ودراسة واسعة ليستطيع الرسام أن يضع الألوان والمواد المناسبة في تلك المساحات الشاسعة من الجدران بتقنية ومواد خاصة باستخدام الألوان الترابية الطبيعية التي تمزج مع صفار البيض لتكوين مزيج  يقهر الزمن والعوامل الجوية مع الحفاظ على هذا الإرث الذي ورثناه عن أجدادنا الرسامين والالتزام بأصول وقواعد هذا الفن .

فريد من نوعه

 وعن  فن رسم الأيقونات أو الفن البيزنطي قال :هذا  الفن فريد من نوعه وهو عبارة عن إرث عظيم نتوارثه من جيل إلى جيل ,وأضاف  خلال دراستي في اليونان كان يسمح لنا فقط باستخدام إحدى عشر  لوناً ماعدا اللون الأبيض والأسود فهما لا يعدان من الألوان الأساسية .

رسام حقيقي

وعن صفات رسام الأيقونة قال : أولاً يجب أن يتعلم على يد رسام أيقونة حقيقي بالدرجة الأولى ولفترة كافية من الزمن وبذلك يكون قد اكتسب هذا الفن من معلم رسام حقيقي معترف به وأن يعيش معه ويكتسب منه روحانياً وتقنياً كما كانوا قديماً يتوارثون هذا السر من  الآباء ومن المعلم إلى التلميذ وبهذا يكتسب الخبرة  وينقلها بدوره للذي بعده وبأمانة ,وثانياً بأن تتوفر لديه الموهبة التي تؤهله لأخذ الخطوة الأولى في ذلك المشوار الطويل والصعب وثالثاً بأن يتحلى بالإيمان الحقيقي والصبر .

وعن الصعوبات قال : الصعوبات عديدة ومنها  ضعف إقبال المتبرعين لإنشاء الرسومات الجدارية للكنيسة  بسبب الحرب التي مر بها بلدنا  وتهجيري من مرسمي الخاص في حي الحميدية بسبب الأعمال  الإرهابية المسلحة وعدم توفر اليد العاملة أثناء تجهيز (السقالات) داخل الكنيسة والصعوبة البالغة في تأمين وسائل الشحن لنقل المواد اللازمة إلى الكنيسة وعدم توفر المواد الخاصة بالرسم كالألوان الترابية وورق الذهب والفراشي والريش لذلك اضطر لإحضارهم من اليونان ولبنان .

هيا العلي   .

المزيد...
آخر الأخبار
جلسة دراسة قانون التجارة في حمص .. خلق بيئة استثمارية مشجعة و تبسيط إجراءات الترخيص ومواكبة التطور ا... 87 متقدماً لاختبار اللغة الأجنبية للقيد في درجة الدكتوراه بجامعة البعث الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 مصرف التسليف الشعبي ينضم لمنظومة الشركة السورية ‏للمدفوعات ‏الإلكترونية ‏ ضمن فعاليات احتفالية  أيام الثقافة السورية أمسية شعرية للشاعرين حسن بعيتي وأحمد الحمد... الطالب حسن وهبي من ثانوية الباسل الأولى للمتفوقين يحصد ذهبية في مسابقة التميز والإبداع على مستوى الو... إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص ضمن أيام الثقافة السورية ..حفل موسيقي لاوركسترا معهد محمد عبد الكريم.. الجلالي يبحث مع أعضاء المجلس الأعلى للرقابة المالية صعوبات العمل ووضع حد لأي تجاوزات قد تحدث منتخب سورية لكرة السلة يخسر أمام نظيره اللبناني في النافذة الثانية من تصفيات كأس آسيا