مركز المعالجة الفيزيائية في جامعة البعث .. علـى الرغــم مـــن الخــدمات العــلاجية الشامــلة مغلق حتى إشعار آخر…
افتتحت كلية العلوم الصحية عام 2005 و ضمن إطار تجهيز و استكمال المخابر مركز المعالجة الفيزيائية ضمن حرم الكلية والذي تم تطويره فيما بعد بشكل موسع و كبير عام 2014، وهو أحد المخابر الرئيسية في الكلية و أهمها على الإطلاق.
ويعتبر مركز المعالجة الفيزيائية في جامعة البعث من المراكز الهامة نظرا للخدمات العلاجية التي كان يقدمها خاصة لمصابي و جرحى الجيش و ذوي الشهداء في أوقات الحرب العصيبة التي مرت بها سورية و منها محافظة حمص و لنعرف أكثر عن مركز المعالجة الفيزيائية التقينا عميد كلية العلوم الصحية الدكتور مدين محمد ليحدثنا عنه و عن أسباب إغلاقه و الذي يعد عصب الجامعة لما له من أهمية خدمية ومجتمعية .
تأسيس المركز
و يقول الدكتور محمد : تأسس مركز المعالجة الفيزيائية بداية عام 2014 و هو أحد المخابر الرئيسية في كلية العلوم الصحية وأهمها على الإطلاق فهو حاجة هامة لطلاب القسم نظراً لتلقيهم الدروس العملية
كوادر مؤهلة
و يضم المركز مجموعة من المجازين في المعالجة الفيزيائية تحت إشراف الكلية و يبلغ عددهم أربعة مجازين بالإضافة إلى مدرسي المقررات المعنيين في القسم
آلية العمل
ويبين عميد الكلية آلية العمل التي كان يقوم بها المركز حيث كان يستقبل المرضى الذين يحتاجون إلى معالجة فيزيائية و تشخيص حالاتهم للعلاج و فق منظور المعالجة و ثم المباشرة بجلسات العلاج التي تتم من خلال جدول يعطى للمريض فكل مريض له خطة علاجية معينة و غالبية المراجعين من مصابي و جرحى الجيش و ذوي الشهداء و العلاج مجاني بشكل كامل لكافة الحالات و أكثر الحالات التي كنا نعالجها ماتسمى بالإصابات الحركية تتوزع بين إصابات عصبية و عظمية و غيرها و يضم مجموعة من أجهزة المعالجة الفيزيائية المتنوعة « شد قطني رقبي – جهاز أمواج فوق الصوت – معالجات حرارية- أشعة تحت الحمراء و فوق البنفسيجية – معالجة كهربائية تتضمن كمادات كهربائية و تيارات متوسطة الشدة- شمع البارافين – كرسي مربع الرؤوس – دولاب كتف – دعسة قدم – عكازات متنوعة – و جهاز فاكيوم « السحب السلبي »
و كان المركز يتمم خدماته بصالة حركية تتضمن العديد من الأجهزة فالعلاج يتم تحت إشراف الاختصاصيين لكافة الحالات و قدم خدمات علاجية إلى مايقارب أكثر من عشرة آلاف حالة .
أسباب اغلاق المركز
و يوضح الدكتور محمد أسباب إغلاق المركز بالقول : تنفيذاً لخطة تجهيز و افتتاح مشفى جامعي يليق بكلية الطب و الكليات الطبية الأخرى تم اختيار الكتلة الثالثة في مبنى الكلية للمشفى الجامعي المأمول و مع بدء العمل بتنفيذ المشفى الجامعي منذ حوالي السنتين فكان لا بد من إفراغ المكان او المبنى ليتسنى للشركة المنفذة مباشرة أعمالها مما استدعى إغلاقه و الذي هو على هذه الحال قرابة السنة وتم وضع الأجهزة في المستودع و على الفور طرحت فكرة المكان البديل من قبل عمادة الكلية ورئاسة الجامعة و البحث عن مكان يحقق المواصفات المطلوبة و اللازمة لعمل المركز بشكل ممتاز فالمكان لا بد أن يكون في طابق أرضي لأن معظم الحالات « إصابات حركية ويفضل قربه من المشفى و العيادات لأن المريض يحتاج إلى مراجعة العيادات العصبية
و العظمية و أن يكون له مدخلاً و مخرجا مستقلاً عن الحركة داخل الجامعة.
بالإضافة إلى قربه من كلية العلوم الصحية تسهيلاً للدروس العملية للطلبة ومتابعة الإشراف من قبل المدرسين وكان المكان الملائم حسب المواصفات هو القبو في كلية الطب ،ولأن المكان يحتاج إلى إعادة تأهيل كبيرة ،بسبب الكلفة العالية ،حتى الآن لم يتم تجهيز المكان البديل في القبو ،ومع ذلك لا يوجد مبرر للتأخير من قبل الجهة المنفذة ،لأن التنفيذ يحتاج إلى كلفة ،وليس دراسة .وهنا يعقب عميد الكلية :نأمل أن يكون المركز جاهزاً في العام الدراسي المقبل على أبعد حال ،لإعادة افتتاحه ،واستقبال المرضى ،لأنه يخدم شريحة واسعة من المجتمع داخل وخارج الجامعة .
تدريب الطلبة
ويتابع :بناء على مذكرة التفاهم بين وزارتي الدفاع والتعليم العالي ،وأسوة بطلاب الطب تقوم كلية العلوم الصحية بتدريب طلاب قسم المعالجة الفيزيائية ،والذي يبلغ عددهم 76 طالباً ،في المشفى العسكري ،بوجود المشرف العلمي ومجموعة من الأختصاصيين والمعالجين الذين يشرفون على التدريب العملي للطلاب .
الخطط البديلة
وعن خطة كلية العلوم الصحية قال:تم التواصل ما بين عدة مراكز ومشاف لتدريب طلاب قسم المعالجة الفيزيائية ومنها :مشفى حاميش في دمشق الذي يقدم خدمات نوعية ،ويؤكد عميد الكلية بأنه تم التنسيق مع إدارة المشفى للقيام برحلة علمية في الفصل الثاني للطلاب ،والهدف الاستفادة من الحالات التي سيتم معالجتها .بالإضافة إلى مركز المسنين في باب السباع والاستفادة من خبراتهم للمعالجين في استاجات طلابنا والتنسيق معهم .
والمعهد الصحي الذي يوجد فيه قسم للمعالجة الفيزيائية لتدريب الطلاب ،وكل ذلك يندرج تحت ما يسمى بالخطط البديلة لتعويض التدريب العملي الناتج عن غياب المركز في الكلية .ونأمل في المستقبل إحداث وافتتاح مركز علمي كبير بكلية العلوم الصحية قادر على تقديم الخدمات لأكبر شريحة ممكنة من المواطنين .
مبنى خاص للكلية
يتابع الدكتور محمد :نأمل إحداث مبنى خاص للكلية ،ومركز للمعالجة الفيزيائية ،والتغذية وعودة كل المعيدين من الخارج للاستفادة من خبراتهم ،لأنهم الجسم العلمي للكلية ،ورفد الكلية بكفاءات علمية عن طريق مسابقات من خارج الملاك ،عبر إعلان تصدره وزارة التعليم العالي .
مع الطلبة
التقينا طلاب كلية العلوم الصحية قسم المعالجة الفيزيائية سنة رابعة ،أخبرونا عن بعض الهموم والمشاكل ،فهم يأملون بتأمين مركز للمعالجة الفيزيائية بأسرع وقت خاصة وأن المركز السابق ،استقبل أكثر من (2000)حالة لمصابي وجرحى الجيش ،وهذا الشيء أفادهم كطلاب برفدهم بالخبرة العملية .
وطالبوا بتأمين غرفة على الأقل لإعادة تفعيل المركز على حد قولهم ،مع العلم أنه تتوفر الأجهزة التي كانت تستخدم في المعالجات في المستودع .ويتابعون :بأن (مادة المقومات )تحتاج إلى بعض الأجهزة الصغيرة في الدروس العملية ،ولكن ممنوع رؤيتها أو استخدامها للاستفادة منها .وعند سؤالنا لعميد الكلية عن هذا الطلب ،أجابنا :هذه خطة الكلية ضمن الخطة التدريسية وجزء من العمل ،وبالتأكيد سينفذ هذا المطلب ،طبعاً نرجو ذلك بالإضافة إلى نقص في الكادر التدريسي في ناحية التنسيق .
يضيف الطلاب بأن لديهم دروس عملية يومي الأحد والاثنين في المشفى العسكري و تكمن المعاناة في موضوع النقل ،حيث يضطرون للذهاب بباص كلية الطب يوم الأحد فقط ،راجين أن يكون لديهم باص خاص بهم .أما في المشفى العسكري أثناء تواجدنا في تلك الأيام فإن الدروس نظرية وليست عملية ومدة الدرس العملي في اليومين لا تتجاوز الساعتين ،ونرى الحالات السريرية مشاهدة فقط دون التطبيق العملي .متأملين من عمادة الكلية بنقل مكان تدريبهم العملي إلى مركز آخر يعالج حالات سريرية للمدنيين للاستفادة أكثر ،(كشلل الأطفال )..
مطلب خاص
وكان لطلاب قسم المعالجة الفيزيائية في كلية العلوم الصحية مطلب خاص وهو القيام برحلة علمية حصرياً إلى منطقة دير عطية (قرية ذوي الاحتياجات الخاصة )المعنية بإصابات شلل الأطفال كاملة ،وأن يعاملوا أسوة بطلاب كلية طب الأسنان ،في المعالجات السريرية والتطبيق العملي .
أخيراً
إن تواجد مركز(المعالجة الفيزيائية )في جامعة البعث أيام الحرب العصيبة كان له الدور الكبير والايجابي في تقديمه كافة الخدمات العلاجية لمصابي وجرحى الجيش وذوي الشهداء ،لذلك نأمل عودة افتتاحه قريباً .
رهف قمشري