قاد الشغف بالفن التشكيلي الفنانة ريم العلي للغوص في علومه الأكاديمية لتحلق في فضاءاته و لتمضي بثقة عالية وبخطوات واثقة لتحقيق حلمها وطموحاتها في المجال الذي اختارته ولتقدم أعمالا فنية متنوعة في مجال الرسم والنحت والخط مكرسة خبرتها ومهاراتها الفنية في مجال التدريس .
دعم واهتمام
وعن بداية دخولها هذا المجال ونشاطاتها الفنية قالت : أول من لاحظ موهبتي هما والديّ اللذين تابعوني وقدموا لي كل الدعم و في المدرسة حظيت باهتمام بعض المدرسين ولا أنسى أيضا فضل المدرسين في معهد إعداد المدرسين و مركز صبحي شعيب الذين ساعدوني في صقل موهبتي و كانوا يتابعونني ويقدمون لي النصائح والتي أثمرت لاحقاً وتكللت بدخولي إلى كلية الفنون الجميلة في جامعة تشرين والتي تلقيت فيها علوماً أكاديمية ممتازة على أيدي مختصين أكاديميين .
أسلوب خاص
وعن أهمية الموهبة والدراسة الأكاديمية لدى الفنان قالت :للدراسة الأكاديمية أهمية كبيرة في صقل الموهبة فموهبتي طورتها الدراسة ومن الطبيعي أن يمثل الاجتهاد والمجهود الشخصي المرتبة الأولى بتطوير الموهبة فقد سعيت لأتقن الأساس الأكاديمي لفن الرسم أولاً ثم اتخذت لنفسي أسلوباً خاصاً في الرسم والتشكيل عموماً و اعتبر أن الجهد الشخصي أساسي والمثابرة مهمة في الفن وتصقله الموهبة الدراسية التخصصية فتحديد المدرسة الفنية يأتي غالباً في وقت متأخر ففي البداية على الفنان الاطلاع على كافة المدارس الفنية ومن ثم تلقائياً يجد نفسه منساقاً باتجاه فني ينتمي لمدرسة واحدة والآن أجد نفسي في المدرسة الرمزية ،وأؤكد على ضرورة أن يتعلم الطالب منذ الصغر الفن بطريقة أكاديمية وليست عشوائية باستخدام الأدوات والخامات المختلفة ليخرج منها شيء ملفت للنظر بطريقة فنية لتنمية الحس الفني .
مواضيع متنوعة
وعن المواضيع التي تتناولها في أعمالها قال : لقد أثرت الحرب التي مرت على بلدنا في شخصيتي فمعظم لوحاتي تمحورت مواضيعها حول الحرب و آثارها وأوجاعها من حالات الفقدان والهجرة إلى مواضيع الشهادة والطفولة المشردة والمرأة ومعاناتها وغيرها من المواضيع التي خلفتها الحرب كما رسمت 52 لوحة عن حمص القديمة وطبيعتها وعمارتها .
لمسات شفافة
وعن الألوان التي تستخدمها قالت: لا يمكنني القول أن هناك ألواناً محددة استخدمتها في رسوماتي حيث أنني أختار بإحساسي وهذا يتعلق بدلالات موضوعات لوحاتي والألوان لا تنفصل عن بعضها فالذي يشدني للوحة المساحة البيضاء ورائحة الألوان واستخدام تقنيات مختلفة بالرسم ففي البداية الألوان التي غلبت على لوحاتي لها علاقة بتراثنا ( الأزرق ، الأحمر ، الأخضر ) فهي تستخدم في الزخارف العجمية وكوني ابنة حمص فيغلب على لوحاتي الألوان الترابية التي تدل على التمسك بالأرض والوطن ، والإنسان هو العنصر الأساسي في لوحاتي وخصوصاً الأنثى (المرأة ) بروحها الرقيقة فهي موجودة في كل مفاصل الحياة ولا أحب أن أتقيد بحجم واحد للوحة ويستهويني رسم الخطوط والحركات في الجسد فهو أكثر ما يهمني باللوحة
وبدايتي مع الألوان المائية والأحبار كانت بلمسات شفافة وأسلوب واقعي وخلال تطور بحثي الفني استخدمت الأحبار بلوحاتي الرمزية الحروفية
كما كانت بداياتي باللوحات الزيتية والإكريليك بلمسات شفافة واستخدمت السماكة اللونية وأصبح عندي جرأة بحركة الفرشاة وحاولت أن أدخل خامات جديدة على لوحاتي وتقنيات مختلفة.
موضوع هام
وعن تجربتها مع فن “الحروفية ” قالت: بداياتي مع الخط العربي كانت من خلال الدراسة بمعهد الرسم وأكاديمياً في كلية الفنون كمادة أساسية وحاولت أن أتعمق حتى وجدت أن الحرف العربي موضوعاً هاماً للفن والجمال فاستخدمت الحرف العربي في التشكيل الحديث بما يسمى بالحروفية.
نشاطات متنوعة
وعن نشاطاتها الفنية قالت : شاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية منها معرض للشبيبة في الرسم والأعمال اليدوية والخشبيات في العديد من المدارس وفي معسكر الشهيد باسل الأسد بالإضافة إلى كوني منشطة فنون تشكيلية فيه و شاركت في معرض رسم فردي عام 2010 في فندق السفير بالإضافة إلى عدة معارض جماعية في مركز الفنان صبحي شعيب في حمص و في صالة للفنون الجميلة في اللاذقية وعدة معارض جماعية في جامعة تشرين لطلاب كلية الفنون و بمناسبة عيد (الطالب العربي) وعيد (البيئة )في المكتبة المركزية ومعرض لطلاب كلية الفنون الجميلة بالمركز الثقافي في اللاذقية بعنوان( هنا )ومعرضين جماعيين في مهرجان اللاذقية تنبض بالحياة وفي مهرجان جبلة تنبض بالحياة في المركز الثقافي بالإضافة لمعارض جماعية لفرع اتحاد الفنانين التشكيليين في اللاذقية بعنوان( ربيع اللاذقية )وفي حمص بعنوان (تحية إلى 17 نيسان ) كما أقمت معرضا فرديا بعد تخرجي من الكلية في المركز الثقافي بعنوان (حكايات تشكيلية)عام 2017 ولاقى صدى ايجابيا لدى الحضور أيضا ومعرض في مديرية الخدمات الفنية بحمص بعنوان (دفء وطن )عام 2017 .
كما شاركت في عمل نحتي “النصب التذكاري للشهداء ” في ساحة الشهداء وسط حمص عام 2019 وفي معرض لاتحاد الفنانين التشكيليين بدار الثقافة في حمص ضمن فعاليات مهرجان حمص الثقافي 2 لعام 2019 و في ملتقى فيصل عجمي للتصوير الزيتي والحفر لعام 2019 وفي المعرض السنوي لفناني حمص 2020.
يذكر أن التشكيلية ريم العلي حاصلة على مساعد مجاز في معهد إعداد المدرسين المساعدين اختصاص تربية فنية وتخرجت منه عام 2010 وحصلت على إجازة في كلية الفنون الجميلة جامعة تشرين تخرجت سنة 2017 وعضو في اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص ودرست مادة التربية الفنية في العديد من المدارس و المراكز الخاصة بالإضافة إلى تدريسها الرسم والخط العربي والنحت والأعمال اليدوية في مرسمها الخاص و لتدريسها في كلية العمارة بجامعة البعث.
هيا العلي