سوء التغذية سبب رئيسي في الانخفاض الكبير للإنتاج .. المربون يشتكون …والاختصاصيون يعزون السبب لقلة خبرة
مساع حكومية متكررة لدعم القطاع الزراعي بشقيه النباتي و الحيواني ,وبعد تجديد قطيع مباقر حمص في نيسان الماضي عبر استيراد دفعتين من البكاكير الحوامل الأولى كانت 210 و الثانية 204 بكيرات ,وبدء عمليات تطوير البنية التحتية وصيانة الحظائر القديمة وتوسيعها و تحويل حظائر القطيع النامي لقطيع حلاب و إنشاء حظائر جديدة للقطيع النامي و العجول الرضيعة , إضافة لبعض التجهيزات الخاصة بالآليات مثل شراء (جزازة عشب جديدة , و ناثرات سماد و بعض الملحقات الزراعية إضافة إلى حفر بئر جوفي و شبكة ري بالرذاذ لزراعة محاصيل صيفية ) و غيرها من الخدمات التي يمكن لها أن تكون عاملاً مهماً في دفع عجلة العمل و الإنتاج ولزيادة الطاقة الاستيعابية ,بما ينعكس إيجاباً على قوة التدخل الإيجابي للمؤسسات الحكومية في السوق المحلية ,و ذلك بالتوازي مع البرنامج الحكومي لدعم القطاع الزراعي بشكل خاص و استيراد بكاكير من النوع الممتاز وبيعها للمربين بأسعار مدعومة بنسبة 35% ,بهدف خلق فرص عمل جديدة و رفع الطاقة الإنتاجية لتأمين احتياجات السوق المحلية من منتجات الثروة الحيوانية ..
مشاكل بالجملة
اليوم وبعد مضي عدة أشهر على تزود المربين بالبكاكير المستوردة طفت على السطح الكثير من المشاكل التي تعترض سير العمل و الإنتاج ,وبعد شكاوى عديدة تقدم بها المربون عن انخفاض الإنتاجية للبقرة الحلوب و انخفاض الإنتاج من34 كغ إلى دون 23 كيلو من الحليب بحسب عدد من المربين .
كان لابد من زيارة اطلاعية قامت بها مديرية الزراعة و نقابة الأطباء البيطريين و مدير مشروع تطوير الثروة الحيوانية للاطلاع على سير العمل و البحث عن سبب المشكلة و وضعت عدة مزارع هدفاً لهذه الزيارة و تم فحص الأبقار عن قرب
و في إحدى المزارع التي توجد فيها 30 بقرة اشتكى المربي ماهر من حدوث حالتي نفوق و تعرض الأبقار للأمراض المختلفة منها الدودة الكبدية و الروماتيزم , وأشار مربون آخرون في مزارع متعددة إلى أن الدعم الحكومي بنسبة 35 % من قيمة البكيرة الواحدة ليس كافياً ,وإنما نحن بحاجة للدعم بتخفيض سعر الأعلاف وهي الأهم, كما تحدث مرب آخر – لم يرغب بالإفصاح عن اسمه – عن انخفاض سعر كيلو الحليب (بالجملة) وهو في أفضل الاحوال يصل إلى 125 ل.س ,ومن المعروف أن سعر الكيلو في السوق ب200 ليرة و بالتالي هامش الربح الأكبر هو 75 ليرة يبقى من نصيب التاجر و هو أمر فيه إجحاف كبير بحق المربين الذين طالبوا الجهات المعنية بوضع آلية عمل أكثر جدية و إنصافاً لهم ..
عدم التحصين مسبب
من جهته نقيب الأطباء البيطريين بحمص الدكتور أحمد شحود عزا انخفاض الإنتاج الملحوظ و الإصابة بالأمراض إلى عدم التحصين الجيد من الأمراض و إكمال اللقاحات و سوء التغذية وحاجة الأبقار إلى وقت زمني معين للتأقلم مع المناخ المحلي, و نقص وجود العليقة الخضراء على مدار العام وهو أمر سلبي التأثير على إنتاجية البقر.. وفي حديثه للعروبة أشار إلى أهمية الزيارة للاطلاع على الواقع عن قرب و توجيه المربين وتصحيح بعض الأخطاء التي كانوا يرتكبونها مؤكداً أن النقابة على تواصل مباشر مع المربين بهدف الوصول إلى الإنتاجية الأفضل بما يساهم في رفع دخل المربين و بالتالي دعم القطاع الحيواني و خلوه من الأمراض..
بلا فائدة!!
الدكتور إميل سلوم مدير فرع مشروع تطوير الثروة الحيوانية ذكر بأن السبب الأساسي في انخفاض إنتاج الحليب هو سوء التغذية فالمربي يطعم الرأس الواحد ما يقارب 9 كغ من العلف و هي كمية قليلة جداً مقارنة مع الحاجة الفعلية و أشار إلى أن كل 2 كغ من الحليب بحاجة إلى 1كغ علف و البقرة بحاجة إلى الغذاء الجيد كما تحدث عن قيام بعض المربين بعدم وضع الديكالسيوم و إضافة (النحاتة) على ٍأنها كلس مشيراً إلى أنها تزيد وزن العلف فقط, وليس لها فائدة غذائية قيّمة كما يعتقد البعض منوهاً إلى أن75% من التكاليف يجب أن تكون للتغذية..
توجيه و إرشاد
و ذكر المهندس محمد نزيه الرفاعي مدير زراعة حمص أن الزيارة للتعرف على سبب الخلل عن قرب و توجيه المربين وتصحيح الاخطاء التي من المتوقع أن تكون هي المسبب في انخفاض الإنتاج خاصة أن الأبقار من النوع الحلوب و من السلالات الجيدة نوعها فريزيال , وأشار إلى أن التغذية ليست كافية و يوجد العديد من الأخطاء التي تؤثر على إنتاج الحليب, و أضاف: تأتي هذه المساعي بالتوازي مع البرنامج الحكومي لدعم القطاع الزراعي بشكل خاص و استيراد بكاكير من النوع الممتاز وبيعها للمربين بأسعار مدعومة بنسبة 35% ,والهدف خلق فرص عمل جديدة و رفع الطاقة الإنتاجية لتأمين احتياجات السوق المحلية من منتجات الثروة الحيوانية ..
يذكر أنه تم توزيع سلل من الأدوية البيطرية و تعليمات عن الخلطة العلفية الصحيحة مع دليل عملي للمربين لتلافي الأخطاء الحالية.. وأشار الرفاعي لتوفر اللقاحات في المديرية للتحصين من الأمراض ولاتوجد أدوية علاجية.
المهرَّب منافس
كما شملت الجولة معملاً للأعلاف في ريف المحافظة الغربي تحدث أحد المشرفين على العمل للعروبة عن ارتفاع سعر المواد الأولية خاصة أن المعمل بترخيصه يصنع الأعلاف من منشأ نباتي وتحدث عن وجود علف مهرب بالأسواق ينافس المنتج المحلي لانخفاض تكاليف تصنيعه في دول الجوار وانخفاض نسبة الضرائب ومستلزمات الإنتاج ,مشيراً إلى أن التسعيرة تتبع للتكاليف والعرض والطلب و توضع بالتنسيق مع مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ..
وذكر صاحب المنشأة أن المعمل مختص بتصنيع أعلاف الدواجن و الأبقار ذات منشأ نباتي وتتألف من الذرة والصويا والبريمكسات وخلطات فيتامينات ومعادن وتصل الطاقة الإنتاجية للمعمل 7 أطنان باليوم ويتم البيع للفلاحين بشكل مباشر أو عن طريق المكاتب.
ضريبة وكهرباء ..والحبل ع الجرار
وتحدث مشرفون على العمل في المعمل عن المعاناة من نقص بعض قطع الصيانة و ارتفاع أسعارها إن وجدت ,ومن ارتفاع رقم التكليف الضريبي .
الأمر الذي أشار إليه وليد عرابي مدير مالية حمص بأن التكليف الضريبي يكون بحسب رقم العمل و المصرح عنه في هذه الحالة هو 75 مليون ل.س و بالتالي هو من مكلفي الأرباح الحقيقية مشيراً إلى أن مراقب الدخل يجري تقييماً للرقم قبل تحديد الضريبة المالية و من الممكن أن تكون أكبر ,مؤكداً أن الرسوم الضريبية في سورية هي الأقل بالنسبة لدول الجوار…
من جهته قال صاحب العمل بأن عدم وجود كهرباء يعتبر من معوقات العمل و من الاسباب التي ترفع قيمة تكلفة الإنتاج كوننا نعتمد على المازوت في تشغيل الآلات علماً أن أقرب خط كهرباء يبعد بحدود 400 متر ,وهو أمر أشار إليه أصحاب الاختصاص في شركة كهرباء حمص بأن المنشأة التي تكون بحاجة لاستطاعة تفوق 50 أمبير بحاجة للعديد من الاجراءات مثل توسيع الشبكة و تركيب محولة و هي على نفقة المشترك,مشيرين إلى أن الموضوع يبقى بعد دراسة طلب يتقدم به الراغب بالتزود بالكهرباء و بعدها يتم تحديد الحالة…
هنادي سلامة