ناداهم الواجب فكانوا في الصفوف الأمامية ، إيمانهم بالنصر راسخ رسوخ الجبال « بذلوا الكثير من التضحية ودافعوا عن النفس والعرض والأرض »
قصص بطولاتهم مكتوبة بدمائهم الزكية .. حموا حدود الوطن وصنعوا بتضحياتهم نصرا ً جديدا ً على قوى الشر والعدوان ، وهدفهم واحد هو تحرير كامل التراب السوري ودحر العدوان والتصدي له بكل الإمكانات ..
أقسموا أن يبذلوا الغالي والنفيس كي تبقى سورية عزيزة مصانة كما أودعها الأجداد ..
تشهد جراحهم أنهم على استعداد للعودة لأرض المعارك حتى القضاء على الإرهاب ..
أصحاب عزيمة وإرادة رغم المعاناة .. يتجاوزون المحن بابتسامة وإشراقة أمل … هنيئا ً لك وطني .. بـأبنائك المخلصين .
ما أن يتماثل الأبطال الجرحى للشفاء حتى يتسابقون للالتحاق برفاقهم في ساحات المعارك ليكملوا الرسالة فها هو النصر يرفرف بأعلامه بفضل تضحيات وبسالة الأبطال … ولجريدة العروبة شرف اللقاء مع الأبطال الجرحى الذين أصيبوا وهم يؤدون واجبهم وقد عبروا عن التزامهم العميق والواعي بالقسم الذي أدوه بالدفاع عن الوطن وسيادته وكرامته حتى آخر نقطة من دمائهم ..
الجريح البطل علاء محمود ملقط :
نذرنا لسورية الدماء
لأجل سورية كرست نفسي وروحي .. تعرفني الدروب والساحات ولأجل سورية ترخص الأنفس
بلادي أنت الصمود وأنت الإباء،نذرنا إليك الدماء وسرنا فكنا جيش الفداء أقسمنا العهد … ستبقين بلادي بلاد المحبة والسلام والأمان ..بهذا العنفوان تحدث البطل علاء محمود ملقط وتابع قائلا ً:انضمامي للقوات المسلحة جاء تلبية لنداء الضمير في ضرورة الدفاع عن أرض سورية ضد أي معتدٍ ومهما كلفنا من ثمن ، فنحن نعشق الشهادة في سبيل إعلاء راية سورية عزيزة كريمة ثقتنا كبيرة مبنية على قدرتنا وإيماننا بالوطن وبحقنا في الدفاع عنه ضد المجموعات الإرهابية وداعميها حتى النصر والخلاص القريب ،وسنظل نتمثل قول السيد الرئيس بشار الأسد : ( الجيش العربي السوري كان وسيبقى العين الساهرة التي تسور حدود الوطن لينعم أبناؤه بالأمن والطمأنينة )
هي مسؤولية في أعناقنا لوأد المؤامرة الكونية التي تستهدف نهج سورية المقاوم وشعبها الصامد وجيشها الباسل وسورية ستبقى عصية عليهم وستبقى دماء شهدائنا مثلنا الأعلى في التضحية والفداء .. وهنا يحضرني قول الأديب جبران خليل جبران : ( إن الوطن تميته الدموع وتحييه الدماء وكلما كثرت القرابين على مذبحه ازداد قداسة واشتد قوة ).
اشتركت مع الأبطال في المعارك ضد من باع نفسه بأبخس الأثمان، كنت دائما ً أثق بأن إرادة القتال وعزة النفس ستنتصر .
في دير الزور دارت أعنف المعارك ، كنا أبطالا ً في الميدان ، بعيون واثقة من النصر أطلقنا الرصاص في وجه العصابات المجرمة وبقلوب لاتعرف الخوف فجرنا آلياتهم ودباباتهم ، ووقفنا في وجه سيل الموت الجارف كسد منيع ..
أثناء تأدية مهمة وبتاريخ 24/9/2017 تم استهدافنا بسيارة مفخخة، أصابتني شظايا متفرقة في أنحاء جسدي، أسعفني الأبطال إلى المستشفى .
في فترة النقاهة كان يزورني أعضاء النادي السوري التطوعي يقومون بتقديم الكثير من الخدمات وإجراء معالجة فيزيائية ، إضافة إلى الدعم النفسي الكبير.. لم يتركوني حتى تماثلت للشفاء .. ثم عدت بإرادة أصلب وعزيمة أقوى لمتابعة الطريق الذي اخترته بمحبة طريق الدفاع عن كرامة سورية ..
نحن أصحاب حق لن نتنازل عنه وأصحاب قضية لن نفرط بها ، وفي سبيل دحر هذا العدو ومرتزقته المتمثلين بالمجموعات الإرهابية التكفيرية المدعومة من بعض الدول الإقليمية ، فإن هذا يتطلب منا نحن رجال الجيش العربي السوري أن نبقى على أهبة الجهوزية القتالية.
الجريح البطل وسام عبد الرحمن :
نحمل سلاحنا مصقولاً بوهج الحق
لأنهم حماة الديار نزفت جراحهم كرمى للوطن الغالي .. لتروي حكاية الجرح وملامسة الشهادة .. جراحهم مهدت طريق النصر .. شعلة حمراء حملوها بكل رجولة وعنفوان رغم الآلام ليستنير بها من يريد أن يتعلم معنى التضحية والفداء ويسير على طريق النصر والأمان … يقول الجريح البطل وسام عبد الرحمن :
قد يتساءل هذا الشخص أو ذاك عن عوامل قوة سورية ؟ وكيف تستطيع أن تصمد في وجه كل أنواع العدوان والأعاصير الهوجاء؟ نقول لهم إن السر في ذلك بسيط مضمونه أننا في سورية شعب مؤمن بوطن ينجب أبناء يفتدونه بأرواحهم ، ملتفين حول قيادة حكيمة تعبر عن إرادة أبناء الوطن ومثل هذه المقدمة تقود إلى النتيجة التي تؤكد أن سورية قلب العروبة النابض والرقم الأصعب الذي لا يمكن تجاوزه لا تفرط بحق ولا تساوم على الكرامة وشعب وفي وجيش أبي ينبثق من صفوف الشعب ويعبر عن إرادته ويرهن نفسه للدفاع عن مقومات الكرامة والسيادة ، والنتيجة المنطقية لهذا التلاحم هي الانتصار ولا شيء غيره …
إن اللحمة والتفاعل بين أبناء الشعب والجيش من جهة والقيادة التي تمثل نبض هذا الشعب والجيش وطموحاته وأهدافه من جهة ثانية تستطيع أن تحقق المعجزات وتحرر كل ذرة تراب من أرض الوطن الذي آمن بالمقاومة طريقاً لاسترداد الحقوق والحفاظ على الكرامة ، وهذا ما أكدته أحداث الحرب الهمجية على سورية ، حيث صنعت سورية المعجزات بصمودها ، هذا الثالوث المقدس / القيادة والجيش والشعب / المؤمن بالوطن وبحتمية الانتصار استطاع أن يترجم ذلك حقيقة قائمة على أرض الواقع ..
فالجيش والقوات الرديفة قدّموا تضحيات كبيرة وحققوا الانتصار تلو الآخر ، فنحن نأبى الذل والهوان وجاهزون للتضحية والفداء فالمقاومة متجذرة في ثقافتنا ووجداننا..
أفتخر وأعتز بانتمائي للجيش العربي السوري الذي قدم التضحيات لصون كرامة وعزة الوطن لقد شاركت الأبطال في معظم المعارك ضد العصابات الوحشية الضلالية في حمص وحماة وحلب ودير الزور وكنت أردد دائماً نحن فداك يا وطني .. رغم الجراح ورغم الآلام ستبقى في نور وعلياء والأعداء في ظلام وفي لجة العفن ..
أثناء الاشتباك مع المجموعات الإرهابية المسلحة في حرستا ، تم استهدافنا بالصواريخ وقذائف الهاون التي أصابتني شظاياها في معظم أنحاء جسدي ، نزفت جراحي ، قام رفاقي بإسعافي إلى المستشفى لتلقي العلاج ، أدت الإصابة إلى بتر أصابع القدم اليسرى ، إضافة إلى الكسور والرضوض في جسدي .
جرحي لن ينل من عزيمتي بل سيزيدني إصراراً على محاربة الإرهاب واجتثاثه من جذوره أينما وجد فوق تراب وطني الغالي وأرجو من الله أن أتعافى بسرعة كي أحقق ما أصبو إليه ..
وأعاهد الله ألا أدخر جهداً في الدفاع عن سورية وبذل الروح حتى تعود سورية بلد الأمان والسلام فهمتي عالية وقضيتنا عادلة ولا تهاون أو تنازل حتى دحر الإرهاب عن أرضنا ..
أقولها وبثقة مطلقة إن سورية ستعود واحة الخير وموطن الأمان وجراحنا ستبقى ذكرى عابرة في سجل تاريخها المشرف ، فما نحن سوى حروف في أبجديتها حمى الله وطننا الغالي وإننا صامدون رغم الجراح في وجه العدوان والإرهاب حتى تحقيق الانتصار وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن .
الجريح البطل سامر يحيى العكاري :
الإرادة و التصميم سبب انتصاراتنا
مبارك أنت أيها الجيش العظيم جنود العطاء و رمز الإباء قامات تطال عنان السماء
جيش سراياه تهوى الفداء يصون البلاد و لا ينثني.. ينادي لبيك وطني لن نستكين و في عروقنا تجري الدماء .
نسجوا ملاحم بطولات و لقنوا الطواغيت درساً أنّ سورية – قلعة لا تخترق –
من الأبطال الميامين الجريح سامر يحيى العكاري الذي تحدث قائلاً :
الوطن هو الأرض التي عاش عليها آباؤنا و أجدادنا و امتزجت بدمائهم الطاهرة دفاعاً عن كل شبر منها ،إنها الأرض التي بنت عليها أمتنا حضارتها العريقة و نشرت قيمها الفكرية و الأخلاقية ، وأصبحت منارة لشعوب كثيرة تستنير بها لشق طريقها نحو الحضارة، و الوطن يعني الإنسان و المكان معاً أي أن الإنسان و الأرض متلازمان و عندما يدافع الإنسان عن أرضه فهو لا يدافع عن ذاته فقط إنما يدافع عن جذوره ، وكرامته ،…
خضت و رفاقي الأبطال المعارك بثبات و شجاعة بعزيمة و إصرار في المنطقة الجنوبية من سورية التي تعرضت لأشرس الهجمات الإرهابية
كنا على تماس مباشر مع العناصر الإرهابية المسلحة لقد تمكنا من إفشال الهجوم الشرس بعد أن كبدنا الإرهابيين خسائر كبيرة لتتحول عاصفة الجنوب إلى جحيم أحرقهم ، إننا كمقاتلين في خطوط المواجهة تعلمنا الكثير من الخبرات و المهارات وأصبح إيماننا الأعمق بالهدف و القضية و امتلاك الإرادة و التصميم و الإصرار على ان نؤدي واجبنا تجاه الوطن هو سبب انتصاراتنا .
هذه الانتصارات التي تحققت زادت من عزيمتنا و هزمت الإرهابيين نفسياً قبل أن تهزمهم عسكرياً .
وأضاف البطل مبتسماً : عشنا مع رفاق السلاح حياة مليئة بالفرح على الرغم من الظروف القاسية .
بتاريخ 30 /12/2019 في معركة ضد العصابات الوحشية بمنطقة اللجاة – درعا – أصابتني شظايا صاروخية في وجهي و أنحاء متفرقة بجسدي إضافة لطلق ناري نافذ في الكتف أدى إلى كسر الفك و تهتك عظم الكتف أجرى الأطباء ما يلزم من عمليات و رعاية و اهتمام إلا أن إصابتي كانت كبيرة أدت إلى إنهاء خدمتي و لكن ما زال حبي لوطني يدفعني لأبذل روحي رخيصة في سبيل الانتصار و ما خفف من آلامي الدعم الذي قدمه أعضاء النادي السوري التطوعي ودعمهم المادي و المعنوي الذي لن أنساه ما حييت ، و أخيراً أحب أن أقول لوطني: أنت دائما في قلبي و دمي بك أرى الحلم المتوثب نحو الشمس .
لقاءات: ذكاء اليوسف