للشعر مع تشرين حكاية نصر وعشق لا تنتهي

لطالما تغنى الشعراء بتشرين  التحرير والتصحيح  وصولا لتشرين النصر الذي يجلو معانيه الشعراء بقوافيهم العذبة  وهذا ما كان في  فرع اتحاد الكتاب العرب في حمص حيث أنشد باقة من الشعراء  قصائدهم الحسان  , كانت البداية  مع الشاعر شاكر مطلق حيث  أوضح أن سورية قادرة على صناعة تشارين النصر على الدوام وقد أتى ليلقي على جمهوره الشعر منتصرا على آلامه الشخصية والعامة  … مصراً على التعافي كما سوريتنا اليوم تصر على التعافي حتى آخر شبر من أرضها الطاهرة ..فدعا من خلال قصيدته للامل والتفاؤل وإغاثة الملهوف وعدم إغلاق الأبواب في الليلة المثلجة عسى ان يكون هناك غريب مضطر لمأوى فيقول في قصيدة بعنوان (ومضة للإنسان):لا تغلق الأبواب في هذا المساء فالجو ينذر بالثلوج وباقتراب العاصفة /ولربما يأتي الغريب /يريد خبزا أو قليلا من نبيذ أوعسل/فعلام لا تسقيه كأسا من رحاق أو أمل /تعطيه سقفا من امان.أمل
الشاعر الدكتور غسان لافي طعمة ألقى ثلاث قصائد حملت العناوين: حواجز, مذابح الشعراء,من وحي الصورة. من قصيدته الاخيرة نقتطف : سأجمع فيض الخسارات/جمر المرارات/أبني لفينيق عشا/وأشعل ناري /فينهض في مقلتي القتيل /سأكتب كل القباحات/ في دفتر العمر/أطلق ناري عليها/لأني اخبئ فيَّ/كراريس طفل جميل.
الشاعرة ريما الخضر سكبت بوح روحها على مسامعنا لغة شفافة شخصت من خلالها الوجع الأخير لديك الجن فقالت: في حمص لا تحتاج أن تلقي قصائدك التي مرت على كل الدروب الطافحة /بالحزن والآلام /أبناء حمص كلهم شعراء/ هي حمص سيدة نفسها تتعافى من جرحها/وتوزع ضحكاتها حتى مصب عاصيها.
أما الشاعر عبد النبي تلاوي فقد شاركنا ما يعتمل في داخله من أوار الشعر والمعاني بعناوين عدة منها : دمعة , من دفاتر الحرب, النادل , قهوة الصباح .وقد شاركنا معه في هذه القهوة المجازية عندما عبر  عن انبلاج فجر جديد قال فيها : مرت العتمة كان الصبح أنقى من مرايا الماء في قاع الغدير خرجت من صدره آه وماتت.
ختامها مسك وعنبر مع الشاعر محمد علي خضور ومجموعة من قصائد «البيت» الحسان  ,عنون إحداها ب( في حضرة الجسد )كسر فيها الجمود الرتيب في شعر الغزل … بين المعاني الحسية والروحية, أما قصيدته عن الشاعر فقد أعاد  نسب الشاعر للمعري بوصفه له بطفل المعري ,وتابع بوصف الشاعر بأنه كفيل أيتام المعاني والساحر العاقل المجنون,والمتعثر بالأفلاك من قصيدته التي حملت عنوان (الشاعر) نقتطف : كثير كأن حواء مرت بقربه /تقي ومرآة الغوايات وجهه/شقي وحبل الوحي من نسج قلبه /ينوء بشمس أثقلت عمر كفه /فتكثر أفخاخ الظلال بدربه/ تعثر بالأفلاك مذ صار قلبه مدارا لأهل العشق في كون حبه /يطيل صلاة الشمع يسدل / يداه يدا اعمى وعيناه فسحة/ يُكسر فيها الضوء بلور لبه / نبي ولم تكفر به غير نفسه /يضل ويهدي غيره نور ذنبه/كفيل بأيتام المعاني يضمها إلى جنحه المكسور من غدر سربه.تستذئب الدنيا لصيد انتباهه /فيولم غزلان الشرود بذئبه.
كما شارك  الشاعر حسن بعيتي بقصيدة عنونها ب «معذرة أيها الشعراء» معلنا عزوفه عن رأي المذاهب النقدية في شعره مكتفيا بالفراش الجميل الذي يحوم حول النور «الشعر» فيقول: معذرة أيها الشعراء تركت لكم كل اوسمة النقد /كل ضباب الرؤى فأنا شاعر طيب القلب /لا احسن الرقص فوق غيوم المجاز..و/ولا السير فوق جبال المعاني…/أسمي الربيع ربيعا/ إذا راقني /وأسمي الشتاء شتاء/أرى في المدى ما يرى البسطاء جميعا/وأشركهم ما استطعت معي في الغناء.
أما الشاعر محمود عزو الحسن فشارك محبيه بمجموعة من القصائد تحدث فيها عن التوق للأنثى الأرض فيقول:أنا محبط وسعادتي استثناء/وهواي للألم الكبير غطاء/طيَّرت للقمر البعيد قصائدي/فإذا بها لهب يردُّ وماء.
ولا تزال القهوة تلهم الشعراء طقوس القوافي فيقول الشاعر عبد الكريم يحيى عبد الكريم أي التماعات بأعيننا اللهيفة تبعث القهوة/تسري بنا من صهوة الرؤيا إلى صهوة /نجتاز ورد سمائنا ونحط في ربوة.
وينأى بنا الشاعر فراس فائق دياب إلى تنور الحلاج فيقول: من قصيدة عنونها ب «حطب الحلاج»في درب أعمى/ تعب كثيرا/راح يسير على أربع /استوقفه الظل وقال:عرفنا عن نفسك من أنت ؟/فأجاب انا السيار وأبي كان قطار.
وختم الشاعر محمد الفهد بمجموعة من القصائد تحدث فيها عن مواجع الرحيل فقال: في مثل هذا اليوم من أيامنا عند الشباب /وكانت الازهار توشك أن تودع صوتها/ومرافئ الألحان ترسل صوت اغنية /تدلت في فم الاحزان والذكرى/وما في الريح من صوت لأحوال الغريق.
ميمونة العلي

المزيد...
آخر الأخبار