في «فلة»…قلة مياه الشرب والعديد من المنازل بلا كهرباء .. ضرورة مد شبكة للصرف الصحي والمنصرفات تسيل في الشوارع
مزرعة فلة «كما يطلقون عليها» قرية ذات طبيعة جميلة ووادعة , تقبع على أرض مرتفعة تجعلها تطل على القرى المجاورة لها، ويقع تحتها خزان مياه «لقربها من سد الحولة» ، وجاءت تسميتها(فلة ) كما قال الأهالي فيها من كونها تشبه شجرة الفل في جمالها…
ورغم تلك الطبيعة الخلابة إلا أنها تفتقر إلى وجود الكثير من الخدمات , ويشعر قاطنوها بالظلم نتيجة لذلك , مقارنة بالخدمات المتوفرة في القرى المجاورة والتي تعتبر من أهم متطلبات العيش الكريم للمواطن …
العروبة التقت الأهالي فيها ورئيس بلدية الشرقلية المهندس عباس منصور ومديرة المكتب الفني المهندسة ميادة أحمد كونها إحدى القرى التابعة لهذه البلدية …
المهندس منصور قال : تبعد فلة عن مدينة حمص حوالي 27كم ويبلغ عدد سكانها 800 نسمة وهي أقرب ما تكون إلى مزرعة أكثر من كونها قرية
المنصرفات في الشوارع
تحدث الأهالي عن معاناتهم من عدم وجود شبكة صرف صحي في القرية , مما يجعل منصرفات الصرف تطفو في الحفر الفنية وتسيل في شوارع القرية ناشرة الروائح الكريهة ومسببة تكاثر الحشرات والبعوض مما يعرض أطفال القرية وحتى ذويهم للأمراض ، ويزداد الوضع سوءاً في فصل الشتاء حيث تختلط مياه الأمطار مع المياه الآسنة وتتدفق بغزارة في الشوارع .
شوارع ترابية
عند زيارتنا للقرية والمرور في شوارعها لاحظنا أن تلك الشوارع ما زالت ترابية حتى الآن باستثناء الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدخل القرية والذي تم تعبيده منذ عام 1985 , وحاليا يحتاج إلى مد قميص إسفلتي كونه أصبح ممتلئاً بالحفر التي تجعله غير صالح لمرور المشاة عليه وكذلك السيارات وخاصة في فصل الشتاء حيث تمتلئ تلك الحفر برامات المياه والوحول التي تعيق حركة الأهالي .
حفر بئر ارتوازي
يوجد شبكة مياه في قرية فلة، و تم إجراء آخر توسع في الشبكة منذ 10سنوات ، ويعاني الأهالي القاطنون في الحي الجنوبي من مشكلة حقيقية تكمن في عدم وصول مياه الشرب إلى منازلهم، علماً أنه يتم تزويدهم بمياه الشرب من قرية الشرقلية وهم يضطرون لشراء مياه الشرب من الصهاريج المجهولة المصدر ما يزيد من أعبائهم المادية وهم بغنى عن ذلك .
واقترح الأهالي حفر بئر ارتوازي يغذي القرية مما يخفف عنهم معاناة الحصول على مياه الشرب ..
رئيس البلدية قال : لقد تمت مخاطبة رئيس مركز المياه في قرية القبو سابقا أكثر من مرة لتتم تغذية قرية فلة منفردة وليس بالمشاركة مع قرية الشرقلية ولكن لم تكن هناك استجابة من قبل رئيس المركز !؟ علماً أن الإمكانيات موجودة ولم نستطع معرفة الأسباب ..
الأمراس مهترئة
شبكة الكهرباء قديمة منذ 1985 والأمراس الكهربائية مهترئة وبعد التوسع العمراني للأهالي يوجد شوارع لم يتم تركيب أعمدة كهربائية فيها ووصلها مع الشبكة …وحتى الآن يعاني القاطنون في تلك الشوارع من عدم وصول الكهرباء إلى منازلهم, علماً أن هذه القرية وكما ذكرنا تقع على تماس مع منطقة الحولة التي اتخذت منها المجموعات الإرهابية مقراً لها مما سبب سابقاً تعرض القرية باستمرار للقذائف الصاروخية , وقيام بعض الإرهابيين بالتسلل إلى حدودها أحيانا ,
وطالب الأهالي أيضاً بإنارة الشوارع الواقعة على أطراف القرية ليلاً حتى يتمكنوا من كشف أي حالة تسلل لقريتهم والدفاع عن أنفسهم وأراضيهم وبيوتهم وأرزاقهم , وأشاروا إلى أن منازلهم لا تبعد أكثر من /100م/ عن آخر عمود كهرباء موجود (قائم) وهم يقطنون ضمن المخطط التوجيهي للقرية الصادر عام 2011.
البقايا على الأرض
يتم جمع وترحيل القمامة مرتين في الأسبوع حسب ما أشار إليه الأهالي ، بواسطة الجرار الزراعي التابع للبلدية، ويتم التخلص منها بإرسالها إلى محطة الترحيل في قرية فاحل ,ولكن المشكلة حسب ما أشاروا أن عمال النظافة يتركون الكثير من بقايا القمامة على الأرض عند ترحيل الأكياس , ولا يقومون بتنظيف المكان جيدا ما يجعله مرتعاً لانتشار الحشرات والبعوض.
مدرسة مجمع
يوجد في القرية مدرسة ابتدائية فقط (مدرسة مجمع) أي يتم دمج كل 3 صفوف مع بعض ، واشتكى الأهالي إلى أن هذا التجميع يؤثر على سوية التلاميذ العلمية وعلى قدرتهم على استيعاب المناهج، وطالبوا بزيادة عدد الغرف الصفية بما يتناسب مع عدد التلاميذ المتزايد، في حين يقصد طلاب الإعدادي والثانوي قرية الشرقلية من أجل متابعة تحصيلهم العلمي والذين يضطرون للتعاقد مع وسيلة مواصلات لنقلهم صباحاً والعودة ظهراً مما يزيد من التكاليف والأعباء المادية لذويهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نمر فيها .
الطرق الزراعية
يوجد في فلة بعض الطرق الزراعية التي تحتاج إلى تعبيد والتي يسلكها الأهالي وصولاً إلى أراضيهم لنقل محاصيلهم ,منها طريق فلة – القناقية والذي يحتاج إلى فرش وتزفيت, أما طريق فلة – العوصية ما زال ترابياً والحاجة ملحة إلى تعبيده كون أكثر أراضي الفلاحين مطلة عليه وقريبة منه.
تأمين المواصلات
تحدث الأهالي عن معاناتهم من عدم وجود مواصلات للقرية ، وهم يضطرون للذهاب إلى قرية الشرقلية حتى يتمكنوا من الذهاب إلى حمص , وأشاروا إلى صعوبة فوز الطلاب والموظفين صباحاً بمقعد في أحد السرافيس العاملة على الخط والعودة ظهراً , وتمنوا أن يعمل سرفيس على الأقل تكون بداية خطه فلة ينطلق صباحاً منها ليتم نقل طلاب الجامعة والموظفين إلى حمص صباحاً وبالعكس ظهراً ,وهذا سيكون له دور في تخفيف الأعباء المالية الكبيرة عن الأهالي التي تبدأ من نقل الأبناء من فلة إلى الشرقلية ثم الذهاب إلى حمص والعودة منها ظهراً,إضافة لضمان وصول طلاب الجامعة إلى كلياتهم في الوقت المناسب ..
مركز توزيع
يتم استجرار مادة الخبز من مخبز القناقية ونوعيته مقبولة، ويتم التوزيع عن طريق معتمد واحد في القرية.
وطالب الأهالي بضرورة وجود مركز لتوزيع اسطوانات الغاز في قريتهم وعدم ربطهم بقرية الشرقلية كون الكمية لا تكفي في أكثر الأحيان.
نقطة طبية
لا يوجد مركز صحي في القرية و الأهالي « حسب رأيهم» يحتاجون إلى نقطة طبية على الأقل وأشاروا إلى أن هناك بعض الممرضات من أهالي القرية يداومن في مركز الشرقلية الصحي، و يعاني الأهالي من صعوبة الوصول إلى أي مشفى أو إلى مركز صحي وخاصة في الحالات الإسعافية وحالات الولادة،»خاصة مع عدم توفر وسائط النقل « علماً أن الأرض المخصصة لإشادة نقطة طبية أو مركز صحي « حسب قول المهندسة أحمد» موجودة على المخطط إدارياً وهي بجانب المدرسة..
التعويض عن الخسائر
يوجد في القرية جمعية فلاحية تقدم الأعلاف والأسمدة للمزارعين ومربي المواشي، ولكنهم طالبوا بضرورة تعويضهم نتيجة لتعرض أراضيهم المزروعة بالزيتون للحرائق بشكل دائم نتيجة للقذائف التي كان يطلقها الإرهابيون باتجاه أراضيهم الزراعية التي تقع على خط المواجهة الأول ، ما جعل خسائرهم كبيرة ولا يستطيعون تعويضها.
أشارت المهندسة أحمد إلى أنه يتم حاليا دراسة لتنفيذ وتركيب محولة كهربائية لتخديم الأهالي المهجرين القاطنين بين قرية الشرقلية ومزرعة فلة , بالإضافة إلى أنه يتم أيضا إعداد وتنفيذ المخطط التنظيمي لمزرعة فلة , وقد بات المشروع في مراحله الأخيرة ..
وبالنسبة لمشروع الصرف الصحي لقرية فلة قالت: تم تجديد الطلب لمديرية الخدمات الفنية لدراسة وتنفيذ مشروع الصرف الصحي للقرية , علما أنه تم تخصيص مساعدة لتنفيذ المشروع المذكور في عام 2011 ولم يتم تنفيذه بسبب الحرب ..
أخيرا
نتمنى أن يصل صوت الأهالي في قرية فلة إلى الجهات المعنية ونأمل أن تتم مساعدتهم وتوفير سبل الحياة الطبيعية التي من حقهم أن يعيشونها ، خاصة وأنهم صمدوا طوال سنوات الحرب في بيوتهم ورفضوا تركها رغم تهديدات المجموعات الإرهابية المسلحة لهم ولعائلاتهم …
بشرى عنقة