شهداؤنا الأبرار… طوبى للثرى الذي يضم أجسادكم و للسماء التي تتزين بأرواحكم

عندما يرتقي الشهيد تختلط الدموع بالزغاريد … كل نقطة دم سقت نخيل الوطن فارتفع شامخاً و كل روح شهيد كسرت قيود الطواغيت و كل يتيم غسل بدموعه جسد أبيه الموشم بالدماء و كل أم مازال قلبها ينتظر على حافة اللقاء
لروحك السلام سيدي الشهيد .. سلام على من صمد .. سلام للجنود الأوفياء… في محراب الشهادة يتجسد كل هذا …
يشتد الحنين إليكم أيها الفرسان المترجلون عن جيادكم أيتها الزهور التي نبتت في الأرض و فاح أريجها ليعانق السماء
يامن غدوتم في الحياة على المدى رمز العطاء و عبرتم للغد الآتي بمعنى الكبرياء يا من عرفتم أنه لا مجد يرجى بلا انتماء , طوبى للثرى الذي ضم أجسادكم و للسماء التي تزينت بأرواحكم.

أسرة الشهيد البطل العقيد أحمد محمد أمين عبد البواب :
الشهداء رصعوا جبين الوطن لآلئ و جواهر
صدقوا ما عاهدوا الله عليه أوفوا بعهدهم فربحت رهاناتهم و بخست تجارة عدوهم …بدمائهم صانوا وطنهم و بتضحياتهم حفظوا سوريتهم ،هم أسود الوغى و أهل الحمية سلكوا طريق الكرامة وعبروا المستحيل هم أبناء الجنة و روض من رياضها
من الرجال الأبطال الذين فتحوا بتضحياتهم بوابات المجد الشهيد البطل العقيد أحمد محمد أمين عبد البواب الذي نال شرف الشهادة بتاريخ 7/7/2016 في دير الزور …
زوجة الشهيد تحدثت قائلة : الشهيد هو الإنسان الذي يختزل الوطن في ذاته و هو الجندي الذي يتمثل قيم أجدادنا الأوائل الذين رسموا لنا طريق المجد و العزة التي لن نضل  عنها أبدا و هو الذي يتمثل القيم الإنسانية التي تربى عليها شعبنا .
وأضاف : كان البطل أحمد قدوة حسنة لما تحلى به من الأخلاق العالية   ،  و كان يشعر بأهمية الرسالة التي يحملها في حب التضحية كرمى عزة الوطن ومنعته ..
من أقواله التي لن أنساها ما حييت :لا مكان للعصابات المجرمة على هذه الأرض الطاهرة ,نحن هنا صامدون يداً بيد, انتصرنا بالأمس و اليوم أيادينا متشابكة لنقضي على العدو فهو واحد و إن تغير لبوسه ،لم تعد هذه الأقنعة تنطلي على شعبنا الذي لم يعرف الذل يوماً و لا هان في مقارعة الخطوب منذ الاحتلال العثماني و حتى اليوم .
في ساحات الوغى أثبت شجاعته بقلب مليء بالإيمان و حب التضحية أدى مهامه ببطولة و رجولة , إنه بطل من أبطال الفرقة 17 الذين حاصرتهم العصابات الظلامية لمدة سبعة أشهر فكانوا مثالا يحتذى في الصمود و التصدي في العزة التي تحقق لنا أملاً و نصراً, لقد رصعوا جبين الوطن لآلىء و جواهر هي الأغلى …من قطرات دمائهم الزكية صنعوا المجد و سطروا حروفاً من ذهب في تاريخ مشرف كما نحن إلى النصر المؤزر لقد تكلم معي قبل استشهاده بيومين : قال نحن للوطن حصانة وللأجيال أمانة ، نحن من مدرسة الصمود ، معاركنا عنيفة ضد  العصابات وسنظل نقاتل حتى تحقيق النصر أوالشهادة ..
 بتاريخ 7/7/2016 كان الهجوم الأعنف ، هاجمتهم المجموعات الإرهابية  بأعدادهم الكبيرة وأسلحتهم المتطورة ، فارتقى البطل شهيداً بطلقة قناص في الرقبة فكانت الشهادة وستبقى مبعث الثقة  بالنفس والأمل المشرق في تجدد الحياة وشموخ الوطن ..
 لقد جسد البطل أحمد معالم شامخة في الفداء فأبدع بتضحيته ملاحم صمود  وانتصار إنني كزوجة شهيد أعيش معاني الشهادة وأتلمس بهاءها لقد أهداني  البطل وساماً أفاخر به مدى الأيام ،أعاهد روحه أن أرعى أولادنا وأربيهم كما تمنى وأحب ، أعاهده على الفخر بوسام العزة والشرف وسام الشهادة..
 كل الرحمة  لروحه ولأرواح من ضحى بدمه  ليبقى الوطن شامخا..
 أولاد الشهيد قالوا :  استشهد والدنا البطل كرمى الغالية سورية .. رأينا نعشه محمولاً على الأكف ، مزيناً بألوان العلم العربي السوري  رمز الفخر والكرامة والشرف كان أباً حنوناً ، كنا أصدقاء والقدر اختاره ليكون شهيداً لقد نهلنا من أفكاره وروحه ، وتعلمنا منه كيف يكون  الحب  والوفاء والولاء  للوطن تعلمنا منه التضحية  بأغلى ما يملكه  الإنسان من أجل الحق .. والعدالة والحياة ..  نفتخر أنناأسرة شهيد قدمت  للوطن ما يستحق ، ونعتز بلقب أولاد الشهيد
ذووالشهيد البطل الملازم شرف مروان محمد كمخلي :  
في الشهادة حياة
إن سورية بتاريخها العريق وشعبها الصامد وجيشها المغوار  وقيادتها الحكيمة ، أقوى من كل المؤامرات وأقوى من غدر الحاقدين ، فرجال الجيش العربي السوري أخذوا على عاتقهم  مهمة الدفاع عن الوطن والشعب، وعقدوا العزم على تخليصه من شرور الإرهاب وعصاباته ومرتزقته مهما كلف ذلك من تضحيات ودماء ليعيش أبناؤنا حياة كريمة وآمنة .
من الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الكرامة والوطن  الشهيد البطل الملازم شرف مروان محمد كمخلي الذي نال وسام الشهادة بتاريخ 13/12/2012 في جديدة عرطوز بدمشق ..
 يقول والده :سأبدأ حديثي بكلام القائد المؤسس  حافظ الأسد عن الشهادة :« الشهادة استمرار للحياة وهي الوجه الأنصع والأرحب لها  ، والشهادة ليست إلا نقلة نوعية من صفحة الحياة الضيقة الى صفحة الحياة الرحبة التي لا تحدها حدود وهي صفحة الخلود فالشهادة خلود.. فلنعشق الشهادة مادامت هي الخلود ، ولنبارك الشهداء وليكن دربهم أمنيتنا الدائمة ، وليكن زمننا زمن الشهادة»
إن الشهادة عنوان النصر وطريق فخر، إنها أعلى درجات العطاء فالتضحية بالروح لايدانيها تضحية أخرى ودماء الشهداء هي المداد الذي يخط به أبناء الوطن الشرفاء تاريخ أمتهم ويكتبون أمجادها بأحرف  من نور على صفحات التاريخ ..
 وما الانتصارات المتتالية إلا بفضل دماء الشهداء الأبرار الذين استعذبوا الموت وهم يرتقون إلى العلا ويروون بدمائهم الطاهرة  أرض الوطن ، بذلوا أرواحهم فداء ودفاعاً عن ترابه في وجه أعتى حرب ارهابية لتنعم الأجيال المقبلة بحياة آمنة ويعود الأمن والأمان الى ربوع سورية الحبيبة ، هذه الدماء الطاهرة أعطت للوطن  قوة ومنعة وأزهرت مزيداً من الإرادة والعزيمة والاصرار .
وأضاف : إن الاستشهاد في سبيل الوطن اختيار يتخطى بمعانيه الوجود الحسي ليسمو أعلى درجات النبل والإيثار. والشرفاء آثروا الشهادة على العيش في ذل وخنوع  ، اختاروا التضحية سبيلاً لنحيا في كرامة ، هم أبطال آمنوا بقضيتهم فازدادوا عشقاً للفداء بالنفس في سبيلها… وولدي البطل مروان ، من الجنود الأوفياء لراية الوطن ، ناداه الواجب فلبى النداء ليبقى علم الوطن مرفوعاً في سماء العزة والإباء ..
كان مع رفاقه الأبطال في مهمة تقتضي حماية المدنيين ومنع دخول وتسلل الإرهابيين والسيارات المفخخة بين المواطنين في المناطق الآمنة .. وعدم تمكينهم من  الاستيلاء على منازل المواطنين المجاورة لاستخدامهم دروعاً بشرية يحتمون بها من ضربات الجيش .. بتاريخ 13/12/2012 استشهد البطل مروان أثناء المشاركة بصد هجوم عنيف شنته العصابات المسلحة على إحدى المواقع ، دافع ببطولة وشجاعة عن حقنا في الحياة ، قاتل تلك العصابات التي تريد تظليل حياتنا بالسواد ونال مرتبة الشرف .. الرحمة والخلود لأرواح الأبرار شهداء الوطن والتي ستتوج تضحياتهم بالنصر المؤزر ..
شقيقة الشهيد تقول : كان يعلم أنه سيمضي في سبيل الوطن ، لقد اتصل معي قبل استشهاده بيوم وقال لي: لا تحزنوا إن عدت شهيداً دفاعاً عن الأرض والكرامة ، لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .
وتابعت حديثها : وما الحياة بغياب الأحباب إلا فقد وعذاب ، نشتاق إلى ملامحهم نبحث عنها في كل مكان ، نشم عطرهم في كل تفصيل من حياتنا هو بطل يشع في روحه عنفوان النسور وفي قلبه براءة الأطفال وفي عينيه طهر السماء
إنه مروان ، الطفل الذي  كان شعلة نشاط وحياة نشتاق إليه نتمنى لو أنه بيننا ، يرسم الإبتسامة على وجوهنا ، إننا نفتخر به ونفتخر بنيله وسام الشهادة ..
           والدة الشهيد البطل الملازم شرف خلدون أيمن نحيلي:
                اختار العلياء مسكناً
في سورية عطر يفوح ، إنه عبق من أريج الأرض رائحة دماء الشهداء الزكية ،من هنا .. مرّوا .. عبروا ، وهناك استشهدوا ، تركوا في كل زاوية وخلف كل صخرة وتحت كل شجرة أجمل الذكريات ، وقصصاً وحكايا لا تنتهي ، كل حبة تراب ارتوت بدمهم الطهور وأنبتت وروداً حمراء ..
إنهم الشهداء عبروا أسراباً كالطيور المهاجرة ..فسلام لأرواحكم ودمائكم وأجسادكم الطاهرة التي أشرقت نصراً مبيناً …سلام لروحك أيها الشهيد البطل الملازم شرف خلدون أيمن نحيلي الذي  تحدثت إلينا والدته بكل فخر واعتزاز  قائلة :
إن الشعب الذي يكتب تاريخه ومجده بالدم هو شعب منتصر ،هنا على هذه الأرض الطاهرة مشوا ،في حضن الردى ليردوا الضيم عن الوطن ،أكدوا حقهم المشروع في الحياة ضد الإرهاب ،لتتعانق الانتصارات معلنة ولادة فجر سوري جديد ،هم من اختاروا العلياء مسكناً وأسكنوا الوطن منازل قلوبهم ومضوا إلى الخلد بعد أن سقوا تراب الوطن دماً زكياً ،لهم من الوفاء بحار عز ومن الولاء مساحة الكون ،لهم ينحني التاريخ .
إن الاستشهاد في سبيل الوطن يظفر به أبطال أثبتوا بشجاعتهم وقوتهم وصبرهم وإيمانهم قدرتهم على صنع النصر والتحرير ..وابني البطل خلدون من الأوفياء لوطنه ،كان جاهزاً لتقديم التضحيات كي تبقى سورية عزيزة ..صامدة في وجه التحديات ،كان يتحلى بالحماس والحيوية ، عندما بدأت الحرب الظالمة على سورية كان طالباً في السنة الرابعة بكلية الحقوق على أبواب التخرج إلا أنه أوقف تسجيله الجامعي و اختار الدفاع عن كرامة وهيبة سورية .
حمل سلاحه إلى جانب الأبطال فكانوا العين الساهرة ,جنداً أوفياء وحراساً أمناء على ابتسامات الأطفال وتطلعات الأجيال لغد مشرق عنوانه الكبرياء وملؤه الأمن والأمان في وطن العزة والإباء ..واضعين نصب أعينهم بريق النصر ودحر مؤامرات الأعداء والقضاء على عصاباتهم …
قاتلوا بشراسة من أجل حماية الوطن وملاحقة العصابات الإرهابية التكفيرية ،خاضوا أعنف وأعتى المعارك ضد قوى الشر والعدوان ،واجهوا وحوش الموت بثبات وشجاعة إلى أن نال البطل خلدون شرف الشهادة بعد أن أصيب بعدة طلقات نارية استقرت في رأسه بتاريخ 10/3/2017 ..الرحمة لروحه ولأرواح شهداء الوطن الطاهرة ..
كان البطل يهوى الكتابة ،قرأت في إحدى أوراقه :باقون كشموخ الجبال ،كسطوع الشمس لا يغطيها المحال ..وطني يقولون فيك مالا يعلمونه عنك ،يحاولون تقطيع أوصالك ولا يدرون أنك باق ،يحرفون عقولهم عن مسار الحق ..أقول لهم بلسان وطني :خسئتم وخسئت أفكار عقولكم أنتم الضعفاء يا من لا وطن لكم ،وأنا القوي بأرضي ،أنتم المشردون لأنه لا أصل لكم وأنا المتجذر أصلي ببلادي ..
آه يا ولدي ..ترك في روحي أجمل الذكريات ، فأنا أم سورية مثلي مثل كل الأمهات ،قدمن الشهيد تلو الشهيد فداء لسورية..
المرأة السورية تقاوم بكل ما لديها من قوة ، أدت واجباتها ومسؤولياتها وتحملت أعباء كبيرة ،صبرت على آلام فراق الأحبة وما تزال جاهزة لتقديم المزيد في سبيل تحقيق النصر المؤزر ..
       لقاءات :ذكاء اليوسف

المزيد...
آخر الأخبار