يعٌتبر الزعفران أغلى محصول يمكن أن تنتجه الأرض الزراعية و يطلق عليه اسم (الذهب الأحمر) , ويبلغ الإنتاج العالمي منه حوالي 300 طن سنوياً, وتبذل جهود كبيرة لزراعته, حيث يتطلب جمع وروده وتجفيفها حوالي ساعة من العمل المتواصل وذلك لإنتاج حوالي 500 غرام, ويعتبرمن أغلى التوابل في العالم إذ يبلغ ثمن الكيلو غرام الواحد التجاري منه حوالي 5000 دولار ويمكن أن يصل سعر الكيلو عالي الجودة إلى 10000 دولار.
وفي حمص حقق مشروع زراعة الزعفران نجاحاً بنسبة كبيرة في موقع مشتل البريج الحراجي في إطار سعي مديرية الزراعة لتشجيع زراعته.
وذكر المهندس محمد نزيه الرفاعي مدير الزراعة أن إطلاق المشروع بدأ في مشتل البريج و وصلت نسبة الإنبات إلى 95% ونسبة الإزهار60% وهي مؤشرات تدل على نجاح العملية بشكل جيد..
وأضاف :تعتبر زراعة الزعفران من المشاريع المربحة جداً وذات جدوى اقتصادية كبيرة و يوفر فرص عمل بالآلاف في حال اتساع رقعة زراعته في القطاف و الفرز و انتقاء المياسم ..
وذكر الدكتور عبد المسيح دعيج عضو اللجنة المركزية المشكلة للإشراف على المشروع في سورية أنه تمت زراعة ألف كورمة ومتابعتها ثم قطاف الأزهار وفصل المياسم عنها لإجراء التحاليل المخبرية وحصر الطرز الوراثية البرية لهذه النبتة ..
وعن الإنتاج قال: نحتاج إلى حوالي 140 زهرة لإنتاج 1غ من الزعفران التجاري أي حوالي 140000 زهرة تنتج 1كغ من الزعفران التجاري علماً أن البصلة الواحدة تعطي حوالي 20 زهرة في السنة الثانية ونحتاج إلى 70000 – 80000 ميسم لإنتاج 1كغ من الزعفران ويعطي الدونم الواحد في السنة الثانية نصف إلى ثلاثة أرباع كغ من الزعفران وتتزايد الإنتاجية في السنة الثالثة.
حيث تنزع المياسم من الزهور المتفتحة، وتجفف في الظل ثم على شبكة رفيعة أو دقيقة على نار هادئة. وهذه المادة لونها أحمر برتقالي وذات رائحة نفاذة وطعم مميز، وتحفظ في أوان محكمة لكي لا تفقد قيمتها كمادة ثمينة.
وصف للنبات
وفي وصفه ذكر بأن جنس الزعفران crocus sativus يعود إلى العائلة السوسنية Iridaceae وتعتبر مناطق البحر الأبيض المتوسط الموطن الأصلي له.
النبات قصير يتراوح طوله بين 4-7 سم عديم الساق والأزهار ذات ألوان زاهية عديدة تتفتح عند وجود أشعة الشمس وهو نبات عشبي حولي من ذوات الفلقة الواحدة يتكاثر الزعفران جنسياً بالبذور وخضرياً بزراعة الكورمات أو الكريمات وهو من النباتات المعمرة حيث تنمو البصلة أو الكورمة تحت الأرض وتنبثق عنها أوراق شريطية الشكل وقليلة العدد ولا يزيد طول النبات عن 30 سم وينمو من بين هذه الأوراق شمراخ زهري يحمل زهرة أو زهرتين كما يحمل المياسم الحمراء.
تحتوي كل زهرة على قلم أصفر عند القاعدة ويتفرع هذا القلم في نهايته العلوية إلى ثلاثة مياسم بشكل مخروطي ذي شق جانبي تكون هذه المياسم خيوط حمراء بنية وهي الجزء المستعمل المعروف من الزعفران.
يبلغ طول الميسم بين 3.5 – 4 سم أما عرضه فلا يزيد عن 4 ملم.
مناطق الزراعة
يزرع في المناطق المرتفعة وينبت بصفة عامة في المرتفعات ما بين 650 – 1200 م ويعتبر نبتة ريفية تتحمل ظروفاً مناخية قاسية جداً يمكنها مقاومة درجات الحرارة حتى عشر درجات تحت الصفر, و درجات حرارة مرتفعة حتى 40 ْم لعدة أيام شريطة ألا تصادف هذه الحرارة مرحلة حساسة في نمو النبات.
وتتلاءم زراعة الزعفران مع أنواع مختلفة من الترب شريطة أن تكون عميقة سهلة الصرف ولا تتناسب زراعته مع الترب مرتفعة المحتوى من الطين ولا مع الترب الخفيفة إلا أنه يتحمل الترب ذات المحتوى العالي نسبياُ من الكلس كما لا يتأثر بحموضة التربة ،وحاجة النبتة من الماء متوسطة نسبياً / 600 – 700 مم / ويجب أن تتوزع على مختلف مراحل النمو , وهو من النباتات المحبة لتهيئة جيدة للارض, لذلك لابد من الحراثة العميقة وتهوية التربة قبل الزراعة, مع اعادة الحراثة وتسوية التربة قبل الزراعة مباشرة, لتجد بصيلات الزعفران التي سنقوم بزرعها المساحة والوسط المناسب للنمو بالاضافة الى القضاء على النباتات الضارة التي يمكن تواجدها في الأرض.
ويعتبر فصل الخريف أنسب وقت لزراعة الزعفران في دول البحر الأبيض المتوسط, لذلك من الأفضل زراعته خلال شهر أيلول وبداية تشرين الأول ومن الجدير بالذكر أنه من الأفضل تجنب الزراعة المتأخرة لضمان نمو جيد مع كثافة كافية لانتاج كميات مناسبة من مياسم الزعفران.
مشيراً إلى أنه ليس من النباتات التي تحتاج إلى كميات كبيرة من السماد, حيث يمكن الاكتفاء بالكمية التي نستعملها خلال الزراعة في السنة الأولى من زراعة الزعفران, ويفضل أن تكون من السماد العضوي, كما يفضل عدم استعمال الأسمدة الكيماوية للحفاظ على جودة ممتازة وإنتاج طبيعي .
وأشار دعيج إلى أن الجني هو العملية الأكثر تعقيداً في كل الموسم, حيث تحتاج إلى تقنية وصبر, إذ يجب أن يكون خلال الصباح الباكر قبل طلوع الشمس لضمان تفتح كامل للأزهار وإزالة مياسم الزعفران التي تعتبر هدفنا في المشروع كله.
جدوى اقتصادية جيدة
و أضاف :إذا تم إدخال هذا المحصول إلى سورية بشكل موسع فهو ذو جدوى اقتصادية جيدة كونه يساهم في تشغيل يد عاملة كثيرة، لحاجته إلى عمالة يدوية فقط لعمليات الجني والتعشيب والخدمة، ويزرع في حيازات زراعية صغيرة جداً وممكن أن ينتج هذا الدونم نصف كيلو زعفران في السنة الثانية من زراعته كما أن احتياجاته من الماء قليلة جداً لأنه محصول شتوي ويزرع في أنواع الترب السورية كافة وينمو في بداية الخريف وينتهي في شهر نيسان.
فوائد طبية
تحتوي المياسم على زيت دهني طيار ذو رائحة عطرية ومواد ملونةوهذه المادة لونها أحمر برتقالي، وذات رائحة نفاذة، وطعم مميز وتحفظ في أوان محكمة لكي لا تفقد قيمتها كمادة ثمينة.
أثبتت التجارب العلمية الكثيرة والحديثة مفعولاً كبيراً لهذه النبتة الصغيرة في مجالات عديدة خاصة في مجال الطب العضوي والنفسي حيث يستخدم لمعالجة الكآبة والوسواس، كما يستخدم كمنشط للجسم ومحسّن للذاكرة، ومسكن للجهاز العصبي ,و كعامل وقاية من السرطان أو في البرنامج العلاجي المخصص لهذا المرض حيث يزيد من فعالية العلاج الكيماوي ويشجع آثاره المضادة للسرطان.
وتؤكد الدراسات على فائدته في الوقاية من العمى المبكر وقدرته على تقويه البصر وأظهرت دراسة علمية أن نبتة الزعفران يمكن أن تصبح علاجاً أساسياً لمنع فقدان البصر في مرحلة الشيخوخة وربما تساعد في تحسين البصر لدى بعض الناس الذين يعانون من أمراض العيون المسببة للعمى.
المزيد...